احتجاج في غاليري بيس: لن تسرق إسرائيل شقائق النعمان

احتجاج في غاليري بيس: لن تسرق إسرائيل شقائق النعمان

11 مارس 2024
في نيويورك، مارس 2024 (ديفيد دي ديلغادو/ Getty)
+ الخط -

لا يقتصر احتلال إسرائيل لفلسطين على تهويد الأراضي فقط، بل يمتد كذلك إلى تهويد الرموز الثقافية أيضاً. وتأتي الأشجار والنباتات الفلسطينية من بين أبرز هذه الرموز التي امتدت إليها سياسة التهويد التي تتبعها السلطات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة. في كتابه "أرض الورد" يوثق المصور الفلسطيني أسامة السلوادي عشرات الأنواع من الزهور والنباتات التي تنمو في فلسطين المحتلة، والتي استولى الكيان الصهيوني على بعضها ونسبها إلى تراثه المصطنع. بين هذه الزهور، تأتي شقائق النعمان التي لها أهمية خاصة في الوجدان الفلسطيني.
هذه الزهرة نفسها كانت محوراً لعرض احتجاجي صامت نظّمه عدد من الناشطين الداعمين لفلسطين في مقر غاليري بيس في مانهاتن في الولايات المتحدة الأميركية. استهدف الناشطون بعرضهم الصامت معرضاً للفنانة الإسرائيلية ميشال روفنر، المعروفة بتوظيفها زهرة شقائق النعمان في أعمالها. يقام معرض الفنانة الإسرائيلية الذي يستضيفه حالياً غاليري بيس حتى 18 من إبريل/ نيسان المقبل تحت عنوان Pragim، وهو الاسم العبري لزهرة شقائق النعمان.
في ليلة افتتاح المعرض، تسلل عدد من الناشطين الداعمين لفلسطين يرتدون قمصاناً حمراء إلى مقر الغاليري، ونثروا العشرات من البتلات الحمراء المصنوعة من القماش على أرض الغاليري، قبل أن ينظموا معاً عرضاً صامتاً وسط الحضور. على هذه البتلات القماشية التي نثرها الناشطون، كُتبت أسماء العشرات من الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا خلال عدوان إسرائيل على قطاع غزة، وحملت إحدى هذه البتلات اسم الفنان الفلسطيني فتحي غبن، الذي رحل أخيراً، بعد أن حالت إسرائيل دون نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
لم يستمر العرض الصامت الذي قدمه الناشطون داخل الغاليري سوى دقائق، اضطروا بعدها إلى الخروج، غير أنهم استمروا في وقفتهم الاحتجاجية أمام الغاليري حتى وقت متأخر من الليل. رفع الناشطون لافتات كتبت عليها عبارات داعمة لفلسطين ومطالبة بوقف إطلاق النار. كما حملت إحدى اللافتات عبارة "شقائق النعمان ملك للفلسطينيين". لم تكن هذه المرة الأولى التي يكون فيها غاليري بيس هدفاً للنشطاء الداعمين لفلسطين، فقبل شهر تقريباً، اضطر الغاليري إلى غلق أبوابه بعد تغطية واجهته بالكتابات والشعارات الداعمة لفلسطين، وتلطيخ نوافذه الزجاجية ببقع لونية تحاكي لون الدم.

في البيان الذي وزّعه الناشطون على الحاضرين، اتهموا غاليري بيس بتبني وجهة النظر الإسرائيلية وإغفال الحقوق الفلسطينية والأوضاع المأساوية التي يعيشها الناس في فلسطين، بما فيها الفصل العنصري والاستعمار الاستيطاني والتمييز. كما انتقد البيان أيضاً محاولات الاستيلاء الثقافي على الرموز الفلسطينية. كما اتهم البيان غاليري بيس بالمساهمة في الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة عبر الصمت والترويج لرواية المحتل.
غاليري بيس الكائن في حي مانهاتن هو إحدى أبرز المساحات الفنية في مدينة نيويورك، وله فروع عدة منتشرة في سبع مدن حول العالم، من بينها لندن وطوكيو وجنيف وسيول. وكان الغاليري قد استضاف خلال شهر ديسمبر الماضي عملاً فنياً للفنانة الإسرائيلية نفسها تحت عنوان Signaling. العمل الذي روج له الغاليري وقتها كان عبارة عن تركيب فيديو تُظهر فيه الفنانة صفوفاً من الأفراد وهم يلوّحون في استغاثة إلى الكاميرا، مع عبارات مكتوبة مثل "أعيدوهم إلى الوطن". يشير تركيب الفيديو إلى الأسرى الإسرائيليين الذين احتجزتهم حماس في السابع من أكتوبر الماضي. عرض العمل لاحقاً في تل أبيب والقدس وساحة تايمز سكوير في نيويورك.

حين نُشر العمل على صفحات التواصل الاجتماعي للغاليري، لاقى وقتها تعليقات سلبية وانتقاداً واسعاً، واتُهم بتبني الرواية الإسرائيلية دون أدنى ذكر للضحايا الفلسطينيين الذين استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. للتخفيف من حدة هذا الهجوم، أضاف الغاليري لاحقاً سطراً إلى التعليق على العمل، يذكر فيه الخسائر المروعة في الأرواح "على الجانبين: الفلسطيني والإسرائيلي".

المساهمون