احتجاج صحافية يُسلّط الضوء على استقالات من وسائل إعلام روسيّة

احتجاج صحافية يُسلّط الضوء على استقالات من وسائل إعلام روسيّة

17 مارس 2022
لا تزال مارينا أوفسيانكوفا خائفة على أمانها (Getty)
+ الخط -

سلّط احتجاج الصحافية الروسية في القناة الأولى مارينا أوفسيانكوفا الضوء على أوضاع الصحافيين والمذيعين والعاملين في القنوات الروسيّة المقرّبة من الكرملين، ومواقفهم من الحرب.

ليل الإثنين، اقتحمت مارينا أوفسيانكوفا استديو القناة خلال النشرة الإخبارية، وحملت لافتةً كتب عليها "لا للحرب"، و"لا تصدقوا البروباغندا". اعتقلت أوفسيانكوفا ثم أطلق سراحها وتم تغريمها، لكنّها لا تزال خائفة على مصيرها، وفق ما تقول في تصريحات إعلامية. في اتصال مع صحيفة "ذا غارديان" البريطانيّة، أكّدت الصحافية التي تعمل كمنتجة تلفزيونية في القناة الأولى الروسية، أنّها لن تتراجع عما قالته، موضحةً أنّ الغضب كان يعتريها منذ فترة، خصوصاً بعد إلغاء انتخابات المحافظ، وحجب المواقع الإعلامية المستقلة، وتسميم المعارض أليكسي نافالني، وقالت "كانت الحرب النقطة الأخيرة وقررت أن أفعل شيئاً".

في مقابلة أخرى مع "رويترز"، قالت أوفسيانكوفا "أنا مؤمنة بما فعلته، لكني الآن أفهم حجم المشكلات التي سأضطر للتعامل معها، وبالطبع، أنا خائفة على أماني". وفي المقابلة نفسها، دعت الصحافية الروس إلى فتح أعينهم على البروباغندا الإعلامية المرافقة للحرب في أوكرانيا.

بحسب "سي أن أن"، كانت تلك المرة الأولى التي يرى فيها بعض الروس موقفاً معارضاً للحرب. لكنّ موقف مارينا أوفسيانكوفا الجريء سلّط الضوء أيضاً على استقالات من وسائل إعلام تديرها الدولة بإحكام، وفق ما تنقل "بي بي سي". فقد استقالت مراسلة القناة الأولى في أوروبا زانا أغالاكوفا، فيما غادرت المذيعة في قناة "إن تي في" المنافسة ليليا غيلدييفا، التي تعمل فيها منذ 2006، إضافة إلى فاديم غلوسكر، الذي كان يعمل في "إن تي في" منذ 30 عاماً تقريباً.

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن الصحافي رومان سوبر قوله إن الصحافيين "كانوا ينسحبون بشكل جماعي من "أخبار فيستي"، مشيرةً إلى أن ذلك لم يتم تأكيده بعد، في ظلّ أنباء عن استقالات جماعية أيضاً من مجموعة التلفزيون الحكومية لعموم روسيا VGTRK، لم يتم تأكيدها أيضاً.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

من جانبها، شهدت "آر تي"، القناة المقربة من الكرملين والتي تم حجبها في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وبعض دول أفريقيا، استقالاتٍ أيضاً. كانت ماريا بارونوفا رئيسة تحرير في "آر تي"، لكنّها استقالت، معتبرةً في حديث مع مراسل "بي بي سي" في موسكو، أنّ "بوتين دمّر بالفعل سمعة روسيا والاقتصاد مات أيضاً".

واستقال صحافيون من غير الروس يعملون في خدمات "آر تي" باللغات المتعددة. فقد أعلنت مراسلة لندن السابقة شادية إدواردز دشتي استقالتها في اليوم الذي غزت فيه روسيا أوكرانيا دون إبداء أسباب، واستقال الصحافي جوني تيكل من موسكو في اليوم نفسه "في ضوء الأحداث الأخيرة".

من جانبه، قال مقدم البرامج الفرنسية على قناة "آر تي" فريديريك تاديش إنه سيغادر برنامجه لأن فرنسا كانت "في صراع مفتوح" مع روسيا ولا يمكنه الاستمرار في استضافة برنامجه "فوربيدن تو فوربيد" من منطلق "الولاء لبلدي".

كما شهدت وكالة الأنباء الروسية الحكومية "رابتلي"، ومقرها ألمانيا، سلسلة من الاستقالات، بحسب وكالة "رويترز".

ليس الصحافيون وحدهم الذين اختفوا من تلفزيون الدولة في روسيا، فقد أعلن إيفان أورغانت، أحد أكبر مضيفي البرامج الحوارية في روسيا، أنه أخذ استراحة من عرضه المسائي العاجل في وقت الذروة على ثاني أكبر قناة في روسيا، القناة الأولى، وهي نفسها محطة مارينا أوفسيانكوفا، وعلّق على الحرب على "إنستغرام" قائلاً "الخوف والألم. لا للحرب".

الزوجان المشهوران رقم واحد في روسيا، ألا بوغاتشيفا وماكسيم غالكين، من بين عدد من الشخصيات الاستعراضية الأخرى الذين ذهبوا أيضًا لقضاء عطلة. وقال غالكين على إنستغرام: "لا مبرر للحرب! لا حرب!".

المساهمون