اجتياح السياح موقع أكروبوليس الأثري اليوناني يثير قلقاً كبيراً

اجتياح السياح موقع أكروبوليس الأثري اليوناني يثير قلقاً كبيراً

24 يونيو 2023
قد يتجاوز عدد السياح المعدّل القياسي المُسجَّل في 2019 (لويزا غولياماكي/فرانس برس)
+ الخط -

تُقبِل أعداد كبيرة من السياح صيفاً على موقع أكروبوليس الأثري في أثينا، لكنّ الاجتياح الذي يشهده هذا المعلم اليوناني الشهير، المُدرج من "يونسكو" في قائمة التراث العالمي، يثير قلق البعض، ويدفعهم إلى المطالبة باتخاذ تدابير للحدّ من تدفق الزوار.

على المسار المرصوف أسفل الموقع، ينتظر مئات الأشخاص حاملين عبوات المياه أمام المدخل تحت أشعة الشمس الحارقة. وتقول جاكي زاكاري، وهي سائحة أسترالية تعمل في مجال المبيعات، لوكالة فرانس برس: "لم نتوقع وجود هذا العدد الكبير من السياح في يونيو/ حزيران، كنّا نعتقد أن العدد الأكبر من زوّار المعلم السياحي يُسجَّل في يوليو/ تموز".

وتشير كارولين كوتيك، العاملة في مجال خدمة الزبائن، إلى أنّ "الأكروبوليس مذهل، لكن عدد الزوّار هائل".

وبعد موسمين غير ناجحين بسبب الجائحة وموسم جيّد عام 2022، شهد عدد السياح ارتفاعاً كبيراً بسبب افتتاح مبكر للموسم. وسُجّل في مايو/ أيار حضور ما بين 14 ألفا و17 ألف زائر يومياً إلى معبد بارثينون الواقع في الجزء العلوي من أكروبوليس، وفقاً لمنظمة إدارة الموارد الأثرية. وشهد هذا الرقم ارتفاعاً يصل إلى 70% مقارنةً بما سُجّل في مايو 2022، على قول مدير المنظمة إلياس باتساروهاس. وخلال الشهر نفسه من العام الماضي، شهد معدّل زيارة الموقع زيادةً بـ85.7% مقارنة بالعام 2021، على ما تذكر هيئة الإحصاء اليونانية. ويشير باتساروهاس إلى أنّ متوسط عدد الزوار اليومي وصل منذ إبريل/ نيسان إلى الرقم الذي سُجّل في أغسطس/ آب 2022، وهو الشهر الذي عادة ما يشهد "العدد الأكبر من السياح" في اليونان.

لإعادة تنشيط اقتصادها المثقل جراء عقد من الانهيار المالي، راهنت اليونان على قطاعها السياحي الذي يتأتّى منه نحو ربع ناتجها المحلي الإجمالي. ويأمل الخبراء تجاوز عدد السياح هذا العام المعدّل القياسي المُسجَّل عام 2019، والبالغ 31,3 مليون سائح. وبينما تثير النتائج السلبية الناتجة من أعداد السياح الكبيرة قلقاً في فرنسا ودول أخرى مُطلة على البحر الأبيض المتوسط، يُعتمد الانطلاق المُبكر للموسم السياحي بصورة مُتزايدة في اليونان.

وبنتيجة تدفق الزوار، يتعيّن على السياح التحلّي بالصبر حتى يحصلوا على تذاكر زيارة الموقع الأثري. فطابور ثان ينتظرهم في أسفل الدرج المؤدي إلى بروبيلايا الذي يشكل بوابة تذكارية عند المدخل الرئيسي للمعبد المخصص للإلهة أثينا. وغالباً ما يُسجل ازدحام في بروبيلايا، لدرجة أن "الحراس يضطرون إلى إقفال المدخل مؤقتاً حتى تُفرغ الساحة من السياح"، وفقاً لباتساروهاس.

ويكون الازدحام كبيراً تحديداً عندما ينزل السياح من السفن السياحية التي تعبر بحر إيجه والبحر الإيوني، وغالباً ما تتوقف عند منطقة بيرايوس المجاورة. ويشير إيوانيس مافريكوبولوس، الذي يتولى حراسة الموقع منذ ثلاثين عاماً، إلى أن "عدد الزوار في هذه الحالة قد يصل إلى ألفين أو 3 آلاف شخص في كل قارب سياحي، ويضطرون للانتظار أكثر من ساعة" حتى يدخلوا الموقع.

وتثير هذه الزحمة استياء السياح الذين يبدون إعجابهم "بأكثر مجمّع معماري وفني استثنائي تركته اليونان القديمة لبقية العالم"، وفقاً لـ"يونسكو". وتقول كارولين كوتك بأسف: "على قمة التلة، تضيق المساحة بنا، ونضيع بعضنا بعضاً، ويتعيّن علينا الانتظار 20 دقيقة لزيارة المعالم".

ويؤكد مافريكوبولوس أنّ "البنى التحتية لا تتناسب مع هذا العدد الكبير من الزوار". ويرى مرصد التراث العالمي الألماني غير الحكومي أنّ وضع "خطتين إدارية وسياحية" لأكروبوليس خطوة ضرورية، على ما يؤكد رئيسه استيفان دويمبكي لـ"فرانس برس". ويندد بـ"عدد السياح الكبير الذي يُسجّل منذ سنوات عدّة" ويُضعف الموقع الأثري، الذي سيصبح "في خطر" في حال لم تُتخذ الإجراءات اللازمة.

خلال فترة الحجر الصحي المرتبطة بكوفيد-19، أثار بناء ممر خرساني في الموقع الصخري المحمي، لتسهيل وصول الزوار إليه، انتقادات كثيرة وحادة. وتدرس وزارة الثقافة اعتماد جدول زماني خاص بزيارات المجموعات والسياح، بحسب باتساروهاس. أما الهدف فيتمثل في اعتماد هذا الجدول بصورة نهائية خلال الموسم السياحي المقبل.

(فرانس برس)

دلالات

المساهمون