إلى مصطفى قمر: "أنتَ لستَ ممثلاً"

إلى مصطفى قمر: "أنتَ لستَ ممثلاً"

13 سبتمبر 2023
مصطفى قمر: الشهرة لا تصنع ممثلاً (فيسبوك)
+ الخط -

 

يبقى "البطل" (1998)، لمجدي أحمد علي، الفيلم السينمائي الوحيد للمغنّي مصطفى قمر. هذا عائدٌ إلى براعة مخرجٍ يُدرك كيفية استخراج المطلوب للشخصية ممن يؤدّيها أمام الكاميرا. يُدرك أيضاً تحجيم كلّ "نجومية" و"شهرة" لصالح الشخصية والدور. كما يُتقن، عند الحاجة، كيف يجعلهما إضافةً حيوية على الشخصية والدور، إنْ يُغلِّب ممثل/ممثلة ما يملكانه من نجومية وشهرة، يستحقّهما البعض فعلياً، لصالح التمثيل أولاً، والفيلم تالياً.

مع مصطفى قمر، يختلف الأمر جذرياً. كلّ "أفعاله" على الشاشة الكبيرة، باستثناء "البطل"، غير مرتبطة بالسينما، وإنْ يقترب بعضها القليل منها، بشكلٍ ما. أداءٌ مصطنع وجاف، واستغلالٌ لوسامةٍ غير مُفيدين (الاستغلال والوسامة) بشيءٍ للشخصية والدور والأداء، وإكثارٌ من أغانٍ يُحوِّل (الإكثار) كلَّ فيلمٍ إلى متتاليات غير ناجعةٍ، فنياً ودرامياً وجمالياً، لكونها مجرّد لقطات "فيديو كليب"، لا أكثر.

في فيلمه الروائي الثاني هذا (البطل)، "يقمع" مجدي أحمد علي كلّ المُسيء إلى السينما في نجوميةٍ وشهرةٍ، باحثاً في كلّ ممثل وممثلة عمّا يُظهِر، درامياً، المبطّن في الشخصية، وعمّا يُسهِّل، ولو مواربة، تواصلاً مع المكشوف فيها. بهذا، يُؤدّي مصطفى قمر دوراً سينمائياً، سيكون الوحيد له، رغم كثرة أفلامٍ، بعضها الغالب غير مستحقٍّ صفة "فيلم".

المسألة، برمّتها، بسيطة: يُفترض بفشلٍ في التمثيل تلو آخر أنْ يُنبِّه مغنّياً إلى عدم كونه ممثلاً، وإلى ضرورة الاكتفاء بالغناء، إنْ يكن غناء المغنّي، صوتاً وأداءً (وألحاناً وكلمات)، لا يزال يمتلك سويةً صالحةً لأنْ توصف بأنّها فنّ. المشكلة أنّ تمادي مصطفى قمر في التمثيل السينمائي متأتٍ من علاقات عامّة تربطه بأناسٍ يظنّون، لسببٍ ما (!)، أنّ نجوميته وشهرته في الغناء فاعلتان، إلى الآن، في السينما، مع أنّ النقد، المتحرّر من كلِّ تبعيةٍ وتزلّف، يقول العكس، وأنّ إيرادات كثيرة غير مُشجّعة على ذلك، أقلّه في المرحلة الأخيرة.

السابق ردّ على هجومٍ لفظيّ لمصطفى قمر على الزميل طارق الشناوي، القائل رأياً نقدياً، قابلاً للنقاش لا للشتم والتجريح. لذا، لا يوجد كلام إضافي، باستثناء قولٍ للناقدة ثابيتا (ليندسي دانكن) توجِّهه إلى الممثل بيردمان (مايكل كيتن): "أنتَ لستَ ممثلاً. أنتَ مشهورٌ. لنكن واضِحَين في هذا" ("بيردمان"، 2014، أليخاندرو غونزاليس إيناريتو).

المساهمون