إلغاء عرض مسلسل "الزيني بركات" في مصر: الأسباب "فنية" فعلاً؟

إلغاء عرض مسلسل "الزيني بركات" في مصر: الأسباب "فنية" فعلاً؟

23 مارس 2023
عرض المسلسل للمرة الأولى عام 1995 (يوتيوب)
+ الخط -

لم يكد عشاق الدراما المصرية يهنأون بنبأ عرض "الزيني بركات" على قنوات التلفزيون المصري خلال رمضان، حتى دهمهم النبأ العاجل، الأربعاء، بإلغاء عرض المسلسل التاريخي ذي الإسقاط السياسي على الحاضر، واستبداله بآخر اجتماعي هو "المكتوب على الجبين".

سرعان ما سادت سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي من هذا التغيير الطارئ المفاجئ، وأرجع المعلقون سببه إلى رمزية المسلسل الذي يتناول سيرة أشهر محتسب في تاريخ مصر، مع حكايات عن البصاصين ودورهم في تلك الفترة المهمة من تاريخ مصر، حين حكم المماليك.

لا تخفى الرمزية الرابطة بين العصرين، برأي متابعين ومغردين، فمؤلف الرواية المنشورة عام 1974، المأخوذ منها المسلسل وتحمل الاسم نفسه، الكاتب الراحل جمال الغيطاني، أشار في حوارات صحافية سابقة، إلى مغزاها، وهو نقد سلطة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر التي اعتمدت على تقارير الأجهزة الأمنية عن الشعب بشكل رئيس، والمنقولة عن وشايات بين المواطنين وبعضهم البعض، حد أنها تسببت في انعدام الثقة بين الأخ وشقيقه.

يتداول عاملون في "ماسبيرو" (التلفزيون والإذاعة) كواليس التجهيزات بأنها حصلت كالتالي: مسؤول وضع الخريطة الدرامية لرمضان بتشكيلة من المسلسلات المنوعة، اعتماداً على عدد من المعايير، أولها جاذبيتها الجماهيرية، الممتدة منذ تاريخ عرضها الأول، علاوة على ندرة عرضها مقارنة بمسلسلات أخرى كثيفة العرض، وثالثها قيمتها الفنية. وهكذا اعتمد "الزيني بركات" لرمضان الحالي، بعدما عُرض لأول مرة في رمضان عام 1995.

ويبدو أن "هناك شخصاً نافذاً قرأ الخريطة، ولاحظ اسم المسلسل العالق في الذاكرة، باعتباره واحداً من أهم المسلسلات التاريخية التي أنتجت على مدار العقود الماضية، وتصور إمكانية ملاحظة المشاهدين للتشابه بين العصر الحالي وعصر الزيني بركات، إذ تفيد تقارير حقوقية بأن الفترة الحالية تعد من أكثر الفترات التي تعرض فيها المصريون لسلب حقوقهم ووقوعهم تحت سياسات باطشة، فتقرر إلغاء عرضه، تجبناً للربط في أذهان المشاهدين بين الماضي والحاضر، المتشابهين حد الألم". هذا تفسير لإلغاء عرض المسلسل قدمه مغردون.

أما التفسير الرسمي المعلن على لسان رئيس قطاع القنوات المتخصصة، أسامة البهنسي، فهو أن المسلسل "تأجل" إلى ما بعد رمضان، "لأسباب فنية تتعلق بالتنسيق بين القنوات المتخصصة، واختيارات الأعمال الأنسب للعرض على الخريطة الرمضانية".

ويلاحظ متابعون أن عددا من القائمين على أمور بث الأعمال السينمائية والدرامية في الشاشات المتخصصة لهذا الغرض يعرضون مسلسلات مرتبطة بالأحداث، في محاولة منهم لإيصال رسائل مضمرة للجماهير، في ظل غلق سبل التعبير كافة.

وشهد العرض الأول لمسلسل "الزيني بركات" عام 1995 متابعة كثيفة من المشاهدين الذين كانوا يترقبون بشغف تطورات أحداثه، لاسيما صراعات أبطاله مع بعضهم البعض. وبرع المخرج يحيى العلمي في إبراز جوانب هذا الصراع الذي صاغه السيناريست محمد السيد عيد، وجسد جناحيه الممثلان أحمد بدير ونبيل الحلفاوي.

المساهمون