إسرائيل تستهدف الإعلاميين لضمان نشر روايتها فقط

إسرائيل تستهدف الإعلاميين لضمان نشر روايتها فقط

31 يناير 2024
تتعمد إسرائيل قتل الصحافيين (Getty)
+ الخط -

بالتوازي مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي تسببت بإحدى أعظم المآسي في تاريخ البشرية، تستهدف إسرائيل بشكل ممنهج الصحافيين بهدف منع تدفق الأخبار وضمان تقديم رواية أحادية الجانب للرأي العام العالمي.

وإلى جانب استهداف الصحافيين في غزة، استهدف الجيش الإسرائيلي الإعلاميين في جنوب لبنان، ومنعهم من القيام بعملهم عبر وسائل مختلفة.

وفي تصريح للأناضول، قالت مراسلة قناة "الجزيرة" في لبنان، كارمن جوخدار، إن فريقها تعرض لهجومين منفصلين في جنوب لبنان، أحدهما يوم 9 أكتوبر/تشرين الأول والآخر في 13 من ذات الشهر.

وأوضحت جوخدار أنها كانت واحدة من الإعلاميين الستة الذين أصيبوا في الهجوم الذي وقع يوم 13 أكتوبر/ تشرين الأول، والذي أودى بحياة مراسل وكالة "رويترز" الصحافي اللبناني عصام عبد الله.

وأردفت قائلةً: "لقد كانت تجربة مروعة، يجب على الصحافيين أن يصنعوا (يغطوا) الأخبار، لا أن يكونوا أخباراً".

وتابعت: "كنا نتخذ جميع الاحتياطات اللازمة عند الإبلاغ عن أي قصف أو اشتباك، وكنا نرتدي المعدات التي تُظهر أننا صحافيون".

وأردفت: "وقد أظهرت تحقيقات أجرتها هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية ومنظمة مراسلون بلا حدود أننا كنا ملتزمين باتخاذ جميع التدابير اللازمة، وكانت القوات الإسرائيلية تعرف أننا صحافيون، ورغم ذلك تعرضنا لقصف متعمد".

رواية إسرائيل فقط

أكدت جوخدار أن إسرائيل تهدف من استهداف الصحافيين إلى ضمان نشر روايتها الخاصة، وتسعى جاهدةً لمنع نشر أي شيء آخر يخالف روايتها ومزاعمها.

وأوضحت المراسلة أنها وفريقها تعرضوا للقصف الإسرائيلي لأنهم كانوا يكشفون كل شيء في البث المباشر.

ووصفت لحظة القصف قائلةً: "في الواقع، كنا هدفاً لصاروخين، الأول قتل زميلنا عصام عبد الله، والآخر أصاب سيارة الجزيرة مباشرة".

وأكملت: "كنت بجوار السيارة مباشرة، انفجرت السيارة وجاءت شظايا من خلفي وأُصِبت بعدد منها، واضطررت للخضوع لعملية جراحية، والآن أعاني من تلف في أحد الأعصاب الرئيسية في ساقي، لذلك ما زلت أشعر بالألم".

قوة الصحافة والصحافيين

تابعت جوخدار قائلة: "على الرغم من أن إسرائيل تستهدف الصحافيين، إلا أن صحافيين عدة يقومون بعمل رائع".

وبالمقابل، كشفت جوخدار عن وجود مؤسسات إعلامية تعمل على طمس الحقائق، وتتجنب نقل ما يحدث بالمنطقة إلى الرأي العام العالمي بصورته الحقيقية.

واستطردت: "نعيش الآن في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك يمكن الكشف عن كل شيء بواسطتها، وليس من السهل على إسرائيل إخفاء الحقيقة وما يحدث في غزة أو في جنوب لبنان".

وأردفت: "أنا أؤمن بقوة الصحافة والصحافيين، لدينا صحافيون جيدون في جميع أنحاء العالم وهم يحدثون فرقاً، نرى هذا الفرق في الشوارع، وبفضل هذا، تُنظَّم مظاهرات عدة في جميع أنحاء العالم".

ليست حرباً بل مذبحة وإبادة

من جانبه قال الصحافي الإسباني ديفيد سيغارا إنه تعرض لهجوم من القوات البحرية الإسرائيلية عندما كان متوجهاً إلى غزة مع "أسطول الحرية" الذي انطلق من إسطنبول عام 2010.

وأضاف: "تعرضنا آنذاك لهجوم من قبل البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية، وتم اختطافنا ونقلنا إلى ميناء أسدود ومن ثم إلى سجن النقب".

وقال سيغارا إنه رغم أن الهجمات الإسرائيلية على غزة يُطلق عليها اسم "حرب"، إلا أنها ليست حرباً إنما "مذبحة وإبادة جماعية".

وأكد أن عدد الصحافيين الذين قتلوا في قطاع غزة كبير جداً، مضيفاً: "نواجه مجزرة غير مسبوقة بحق الصحافيين والأكاديميين والمدنيين".

وأشار إلى أن إسرائيل تتعمد قتل الصحافيين في المناطق التي لا يوجد بها قتال، وذلك بقصف منازلهم ومكاتبهم الإعلامية.

ولفت سيغارا إلى أن "وسائل الإعلام الغربية لم تعد مهيمنة ومحتكرة للمعلومات في العالم. لدينا الآن أكثر من صوت واحد".

وأوضح: "بدأ يظهر الوجه الحقيقي لوسائل الإعلام الغربية الكبرى مثل سي أن أن أو بي بي سي أو وكالات أخرى، لأن الجميع باتوا يدركون أن هذه الوسائل لا تنقل الصورة الحقيقة لما يحدث".

وأردف بهذا السياق: "إنهم أحاديو الجانب للغاية، عندما يُقتل إسرائيلي، يقولون: قُتل إسرائيلي وهذا اسمه ولقبه، ويقولون: دعونا نتحدث إلى عائلته".

وتابع: "وعندما يُقتل آلاف الفلسطينيين، يقولون: إنهم ماتوا للتو. الفلسطينيون بالنسبة لهذه الوسائل ليس لديهم أسماء ولا ألقاب ولا عائلات ولا قصص. نحن كصحافيين، يجب علينا أن نروي قصص هؤلاء الأشخاص".

(الأناضول)

المساهمون