إجلاء الحيوانات من أفغانستان: وصولٌ بعد جدل

إجلاء الحيوانات من أفغانستان: وصولٌ بعد جدل

02 سبتمبر 2021
حملات في بريطانيا وأميركا لإنقاذ الحيوانات من أفغانستان (Getty)
+ الخط -

لم تتوقف الانتقادات ولم يهدأ الجدل حول الأحداث في أفغانستان، من انسحاب القوات الأجنبية إلى سيطرة "طالبان" على الحكم، وصولاً إلى عمليات الإجلاء للمواطنين من هناك. لكنّ حملةً لإجلاء الحيوانات من كابول، ودعوات لإنقاذ كلاب وقطط من جمعيات معنية بالحيوانات، أثارت جدلاً واسعاً، خصوصاً لجهة طرح الأسئلة حول "أفضلية" إجلاء هؤلاء في ظلّ عدم تمكن أناسٍ كثيرين من مغادرة البلاد.

فقد تمكّن البريطاني بول بن فارثينغ من إجلاء ما يقارب 200 كلب وقط من أفغانستان إلى لندن يوم الأحد الماضي، لكنه ترك خلفه موظفيه الأفغان، مما أثار جدلاً واسعاً في بريطانيا، وفقاً لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية.

كانت حملة أطلقها فارثينغ ودعمها مشاهير ووسائل إعلام بريطانية قد أثارت جدلاً لطلبه إجلاء حيواناته في ظلّ عمليات إجلاء أفغان من كابول. وفارثينغ، الجندي السابق في مشاة البحرية الملكية، كان يدير منذ عدة سنوات مأوى لإنقاذ الحيوانات. وذكرت "لو فيغارو" أنه استطاع جمع الأموال الضرورية لاستئجار طائرة خاصة لإجلاء كل حيواناته من مأوى "ناوزاد" الذي أسسه في كابل.

وقد وصف فارثينغ لصحيفة "ذا صن" البريطانية رحلته إلى المطار وكيف ساعده عناصر "طالبان" على الوصول إلى الطائرة. أما موظفوه السابقون فعبّر عن أسفه لهم، قائلاً "إنه لأمر محزن أن تضطر إلى تركهم هناك، كان هناك الكثير من الدموع عندما قالوا وداعاً. […] شعرت بالكثير من الأشياء في نفس الوقت، كنت حزيناً عليهم وفي نفس الوقت مرتاحاً لنفسي وسعيداً للحيوانات".

ونقلت "لو فيغارو" عن عضو محافظ في مجلس العموم البريطاني، قوله: "العديد من عائلات المترجمين الأفغان الذين كنت على اتصال بهم لم يتم إجلاؤهم بسببه"، ويضيف غاضباً أنّ الجهد الذي أضاعه الجنود البريطانيون في إدارة إجلاء الحيوانات كان مكلفاً للغاية، سواء من ناحية الطاقة البشرية أو الخدمات اللوجستية.

لكنّ امرأة تدعى لورين إدواردز ساعدت في تخليص إجراءات دخول كلاب وقطط تم إنقاذها من أفغانستان على متن طائرة، قالت إنّ عملية الإجلاء لم تكن على حساب البشر، مشيرةً في حديث نقلته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إلى أنّ الحيوانات "في حالة مذهلة".

ونقلت إدواردز تلك الحيوانات إلى بيوت خاصة بالكلاب لقضاء فترة الحجر الصحي وتوقعت بأن يتم تبني معظمها من قبل العاملين السابقين في الجيش. وقالت إنها نقلت داخل مقصورة الأمتعة على متن الطائرة ولم تشغل أي حيز كان من الممكن أن يستخدم من قبل البشر.

وردّ فارثينغ عبر "تويتر" مؤكداً أنه لم تتم مساعدته من قبل العسكريين، نافياً أن يكون أجلى الكلاب على حساب البشر.

من جانبها، نفت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون، أول أمس الثلاثاء، أن يكون عسكريوها قد تركوا بعضاً من كلابهم، سواء العسكرية أو الأليفة، في مطار كابول عندما انسحبوا نهائياً من أفغانستان ليل الإثنين.

وقال المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي إنّه "خلافاً للمعلومات غير الدقيقة، لم يترك الجيش الأميركي كلاباً داخل أقفاص في مطار حامد كرزاي الدولي، ولا سيّما كلاب عسكرية مزعومة". وأضاف كيربي، في تغريدة على "تويتر"، أنّ "الصور التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر كلاباً في مأوى حيوانات أفغاني وليس كلاباً تخضع لمسؤولية الجيش الأميركي".

وأتى تعليق المتحدّث باسم البنتاغون ردّاً على نداء أطلقته، الثلاثاء، جمعية "بيتا" للرفق بالحيوان ناشدت فيه الرئيس جو بايدن التدخّل لإعادة هذه الكلاب إلى الولايات المتّحدة، مؤكّدة أنّها استقت من مصادر مطّلعة معلوماتها عن ترك العسكريين الأميركيين هذه الكلاب في أفغانستان.

وأعربت الجمعية عن قلقها بالخصوص على مصير "نحو ستين كلباً بوليسياً لكشف المتفجّرات تجلس داخل أقفاص على مدرج المطار"، ونحو ستين كلباً متخصّصاً آخر "محبوسة في مأوى في حظيرة بالمطار، تعاني من الحرّ، ومن دون وصول كافٍ إلى الماء أو الطعام".

وأكّدت "بيتا" أنّه "بالإضافة إلى ذلك، فإنّ عشرات الحيوانات الأليفة المملوكة لعائلات أميركيين تمّ إجلاؤها... أطلقت على ما يبدو في الشارع وتركت لمصيرها من دون أن تكون لديها أيّ فرصة تذكر للبقاء على قيد الحياة".

المساهمون