أوكرانيا تستعين بخدمة التعرف على الوجوه رغم الجدل العالمي حولها

16 مارس 2022
+ الخط -

شرعت وزارة الدفاع الأوكرانية في استخدام تقنية التعرف على الوجوه التي توفرها شركة Clearview AI الأميركية الناشئة، بعد أن عرضت الأخيرة خدمتها للمساعدة في الكشف عن المهاجمين الروس ومكافحة التضليل وتحديد هوية القتلى.

ويعني هذا توفير وصول إلى محرك البحث عن الوجوه من الشركة، ما يسمح للسلطات بفحص أشخاص معنيين عند نقاط التفتيش، بالإضافة إلى استخدامات أخرى.

وقالت "كليرفيو" إنها لم تعرض التكنولوجيا على روسيا.

وتعهدت العديد من الشركات الغربية بمساعدة أوكرانيا من خلال توفير أجهزة الإنترنت وأدوات الأمن السيبراني وغيرها من أشكال الدعم.

ما هي تقنية التعرف على الوجه؟ 

التعرف على الوجه هو نظام مراقبة يعتمد على المقاييس الحيوية على غرار التعرف على الصوت وبصمة الإصبع وشبكية العين والقزحية. ويقول القائمون على هذه التكنولوجيا إنها مفيدة في أغراض الأمن والقانون، لكن الرافضين لها يقولون إنها أداة تجسس ورقابة.

وهي نفس التقنية المستخدمة في ميزة FaceID التي توفرها "آيفون"، لكن مخاوف الرافضين تنبع من إمكانية استخدامها في جمع قاعدة بيانات ضخمة للصور لتحديد هوية الأفراد.

وتطابق السلطات وجوه الأشخاص الذين يسيرون بجوار الكاميرات الذكية، مع صور الأشخاص المدرجين على قائمة المراقبة. يمكن أن تحتوي قوائم المراقبة على صور لأي شخص، بما في ذلك الأشخاص الذين لا يُشتبه في ارتكابهم أي جُرم، ويمكن أن تأتي الصور من أي مكان، حتى من حسابات مواقع التواصل الاجتماعي. 

استخدامات محتملة للجانب الأوكراني

تقول شركة "كليرفيو" إن لديها أكثر من ملياري صورة تحت تصرفها من خدمة التواصل الاجتماعي الروسية "فكونتاكتي"، من أصل قاعدة بيانات تضم أكثر من 10 مليارات صورة.

كما تقول إن قاعدة البيانات هذه يمكن أن تساعد أوكرانيا في التعرف على القتلى بسهولة أكبر من محاولة مطابقة بصمات الأصابع، وتعمل حتى لو كان هناك تلف في الوجه.

ويمكن استخدام التقنية في لم شمل اللاجئين المنفصلين عن عائلاتهم، وتحديد العملاء الروس، ومساعدة الحكومة على فضح المنشورات الزائفة على وسائل التواصل الاجتماعي المتعلقة بالحرب.

رافضون للتقنية في أوكرانيا

يقول الرافضون لتقنية التعرف على الوجوه إن هذه التقنية قد تخطئ في التعرف على الأشخاص عند نقاط التفتيش وفي المعركة. 

ونقلت وكالة "رويترز" عن المدير التنفيذي لمشروع مراقبة تكنولوجيا المراقبة في نيويورك، ألبرت فوكس كان، قوله إن عدم التطابق قد يؤدي إلى مقتل مدنيين، تماماً مثل الاعتقالات غير العادلة بسبب استخدام الشرطة لهذه التقنية.

ويوضح "سنرى نتائج عكسية للتكنولوجيا حسنة النية وتؤذي نفس الأشخاص الذين من المفترض أن تساعدهم".

وترد الشركة بأنه لا ينبغي استخدام "كليرفيو" أبداً كمصدر وحيد لتحديد الهوية، ولا يجب استخدام التكنولوجيا في انتهاك اتفاقيات جنيف، التي وضعت معايير قانونية للمعاملة الإنسانية أثناء الحرب.

جدل عالمي حول التعرف على الوجوه

تواجه "كليرفيو"، التي تبيع التقنية لسلطات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة، دعاوى قضائية في الولايات المتحدة تتهمها بانتهاك حقوق الخصوصية من خلال أخذ صور من الإنترنت. 

وتدافع "كليرفيو" عن نفسها بأنها تجمع البيانات الخاص بها بشكل مشابه لكيفية عمل محرك البحث "غوغل". ومع ذلك اعتبرت العديد من البلدان مثل المملكة المتحدة وأستراليا ممارساتها غير قانونية.

المخيف في الأمر هو أن استخدامات هذه التكنولوجيا أصبحت متماهية إلى حد كبير مع مضمون رواية "الأخ الأكبر" لجورج أورويل، بحيث يشعر الناس بأنهم مراقبون على الدوام.

ويرى رافضون أن هذه التكنولوجيا، على عكس الطرق التقليدية، تنطوي على عملية إرسال مستمر للمعلومات، ويمكن لأي كان، باستخدام برامج مجانية على الإنترنت، أن يجمع هذه المعلومات لصالحه.

في المقابل، يرى المؤيدون لهذه التقنية أن كل شكل من أشكال المراقبة بالفيديو مفيد، لأسباب تتعلق بالسلامة وكدليل في التحقيقات الجنائية.

المساهمون