أوسكار 2022

أوسكار 2022

03 مارس 2022
جينيفر لورنس وليوناردو ديكابريو في "لا تنظر إلى الأعلى" (ديفيد أل. راين/نتفليكس)
+ الخط -

منذ الإعلان عن الأفلام الفنانين والمخرجين المرشحين لنيل جوائز "أوسكار" هذا العام، بادرت إلى مشاهدة هذه الأعمال، وكان البحث مضنياً عن بعضها، وسهلاً بالنسبة إلى بعضها الآخر، لا سيما ما هو متوفر على منصتي "نتفليكس" أو "آبل"، إذ يمكن استئجار الفيلم أو شراؤه، بينما هناك صعوبات في الوصول إلى شبكات أخرى، إذ لا يتاح الاشتراك بها في بلدان أو مناطق معينة، أو لا توجد ترجمة باللغة العربية. هنا، تأتي الإجابة جزئياً عن سبب انتشار ونجاح منصة "نتفليكس" تجارياً؛ أي سهولة الاشتراك فيها والعثور على ما نريد.
بالطبع، هناك حلول أخرى، وهي أن نلجأ لمواقع القرصنة التي تعرض أحدث الأفلام والمسلسلات بمجرد عرضها على المنصات أو في دور السينما أو قنوات التلفزيون، ولكنها تُميت المشاهدة؛ إذ يفترض بنا أن نضغط على رابط المشاهدة عشرات المرات إلى أن يعمل، وكثيراً ما ينقطع البث. وإذا أردنا التوقف، فتلك بداية جديدة تأخذنا إلى الضغط على الرابط مرات ومرات، فتمتلئ الشاشة بمواقع إباحية، أو بتحذير وزارة الداخلية بأننا نحاول الدخول إلى موقع محجوب، أو ربما نتورط بهجوم فيروسي إلكتروني... عدا عن إشكالية الجانب الأخلاقي المتعلق بحقوق الملكية الفكرية.
لن يكون بالإمكان اختصار هذه الأفلام التسعة من أصل عشرة، المرشحة لأفضل فيلم التي شاهدتها؛ إذ لم أتمكن من مشاهدة فيلم "وِست سايد ستوري" للمخرج ستيفن سبيلبرغ، المقتبس عن مسرحية "روميو وجولييت" الشكسبيرية، وهي نسخة محدثة عن فيلم بالعنوان نفسه صدر عام 1961.
من جهته، أعادني فيلم "بلفاست" للمخرج كينيث براناه المتوفر على منصة "آبل" إلى الطائفية البغيضة المنتشرة في شرقنا، حيث يكون الاسم دليلاً على الهوية الطائفية، حين يروي المخرج جزءاً من طفولته ضمن عائلة أيرلندية شمالية من الطائفة البروتستانتية، تعيش في العاصمة بلفاست أواخر ستينيات القرن الماضي، في حي مختلط مع الكاثوليك، إذ يريد المتعصبون منهم طرد جيرانهم الكاثوليك وعدم حمايتهم: "إنها لحظة التغيير العنيف على هويتي ومنزلي وعائلتي"، على حد تعبير المخرج.
رُشّح الفيلم لسبع جوائز، منها أفضل فيلم وأفضل إخراج. عملٌ بالأسود والأبيض، وهو بذلك يشترك مع فيلم "ذا تراجيدي أوف ماكبث"، المرشح أيضاً لجائزة أفضل ممثل.

أما فيلم "كودا"، للمخرجة سيان هيدر، فهو قصة إنسانية بأداء تمثيلي رائع، عن عائلة أفرادها من الصم، باستثناء الابنة المراهقة "روبي"، التي يقع عليها عبء الترجمة لهم، ما يعرضها ويعرضهم لضغط كبير، ولا سيما عندما تريد الانضمام لمعهد موسيقي بعد اكتشاف موهبتها الغنائية.
يشترك فيلم "كينغ ريتشارد" مع الفيلم السابق، باعتماده قصة إنسانية حقيقية، لنجمتي التنس فينوس وسيرينا ويليامز. لكلتيهما بشرة سوداء. يؤدي دور والدهما الممثل ويل سميث (مرشح لأوسكار أفضل ممثل). الرجل مصرّ على تربيتهما وتدريبهما لتكونا بطلتين في لعبة التنس.
قصة إنسانية أخرى ينافس فيلمها "ليكوريش بيتزا"، لبول توماس أندرسون، على "أوسكار" أفضل فيلم وأفضل إخراج. يدور الفيلم حول شاب مراهق يعشق فتاة تكبره في السن. تمضي الأحداث بخلفية تتعلق بحرب 1973. الفتاة المعشوقة تدربت على فنون القتال في الكيان الإسرائيلي ووالدها ضابط في جيش الاحتلال.

في ترشيحات العام، ينافس الفيلم الياباني "درايف ماي كار" على جائزتي أفضل فيلم وأفضل إخراج. عمل يروي قصة ممثل ومخرج مسرحي، يدرب ممثلين في هيروشيما على أداء مسرحية أنطون تشيخوف، "الخال فانيا".
من جهته، تصدر فيلم الوسترن الأميركي "ذا باور أوف ذا دوغ" قائمة ترشيحات "أوسكار" بـ12 جائزة. يتقاطع العمل، بأجوائه الأميركية، مع فيلم "ممر الكوابيس" الذي يصور مجموعة لاعبي خفة وسحرة يعملون في سيرك متحرك.

بينما يتقاطع الفيلمان الأميركيان، "دون" و"دونت لوك أب"، بالاهتمام بفلسفة مصير العالم والهوس.
للأسف، لا يوجد هذا العام أي فيلم عربي في قوائم الترشيحات، ومع ذلك ننتظر حفل إعلان الجوائز في 27 من مارس/آذار الحالي.

المساهمون