"مفاوضات السد وصلت لحيطة سد"، هكذا أعلنت الأذرع الإعلامية للرئيس عبد الفتاح السيسي فشل المفاوضات التي شهدتها كينشاسا، في اليومين الماضيين بدعوة من رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، فيليكس تشيسيكيدي، للتباحث حول إعادة إطلاق مفاوضات سد النهضة الإثيوبي المتوقفة منذ مدة، ويشارك فيها من الجانب المصري الوزير سامح شكري، ووزير الموارد المائية والري محمد عبد العاطي.
وقال عمرو أديب في برنامجه "الحكاية" على فضائية "إم بي سي": "لم يحدث شيء في المفاوضات، والكلام ماكانش في تفاصيل ده كان هنتكلم إزاي الجانب المصري والسوداني عاوز المفاوضات الرباعية الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وأميركا والاتحاد الأوروبي، أما إثيوبيا بتقولك لأ إحنا عاوزين مراقبين اختياريين في أوقات معينة".
أما نشأت الديهي في برنامجه "بالورقة والقلم" على فضائية "تن"، فدعا لتوقع السيناريو الأسوأ بفشل المفاوضات، وسأل ضيفه على الهاتف هاني رسلان، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية، حول توقعه لما بعد فشل المفاوضات التي تسير في طرق متعرجة، والذي بدوره لم يفعل سوى ترديد كلام السيسي حول المياه والخط الأحمر، ولكن عند سؤاله عما ستفعله الدولة قال: "أترك الخيار للمسؤولين القائمين عما يدرسونه من حلول في حال فشَل المفاوضات".
على مواقع التواصل الاجتماعي، استمرت الكتائب الإلكترونية هي الأخرى في ترديد تصريحات السيسي الأخيرة عن الخط الأحمر، والدعوة للثقة في قائد الضربة الجوية المنتظرة للسد، والتلويح بالحرب.
فكتبت خبيرة لغة الجسد، رغدة السعيد، المعروفة بتأييدها للنظام: "#إثيوبيا تقترب من الخط الأحمر". وردت عليها سارة فهمي إحدى كبيرات الكتائب: "تقريبا أبي أحمد عنده رغبة في الحرب، ده بالنسبة له الحل الوحيد اللي هيوحد إثيوبيا، ويرحمه من أزمة تفكك الأقاليم ومعتقد انه يقدر ساعتها يطالب بتعويضات، اللي بيشور عليه ويخليه يعند مؤكد حد حما..".
وحذر الكاتب والباحث عمار علي حسن: "عدنا من جديد نسمع عبارة "التفاوض لتحديد طريقة المفاوضات"، بينما إثيوبيا تبني السد، وتؤكد تشغيله في أغسطس بعد ملئه، وتذهب إلى كينشاسا لكسب مزيد من الوقت حتى تصل إلى هدفها. التفاوض ليس غاية في حد ذاته، والانسحاب النهائي منه وارد، ووقتها لن يكون أمام مصر والسودان سوى الخيار الأخير".
ووافقه الناشط السياسي أشرف شيحة: "مفاوضات #سد_النهضة هي نوع من العبث يكفي أن تعلم أن التفاوض كان حول آلية التفاوض #مصر و#السودان يصران على إشراك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تحت رئاسة الاتحاد الأفريقي .. #إثيوبيا تصر على أن يكون تحت مظلة الاتحاد الأفريقي فقط".
أي عبث يجعل سلطة ترسل مفاوضيها بلا أوراق قوة ومع طرف آخر يأخذهم كل مرة لمعارك جانبية ثم ينتظر نتائج من المفاوضات
— Ehab Sheha (@ihabshiha) April 5, 2021
الطرف الآخر عنده حلم لن يفرط فيه ويعرف تماما أن لا أوراق لديك وحتى التهديد لم يتوقف عنده لعلمه تمام العلم أنه لا يجرؤ ولا يستطيع أحد تنفيذ التهديدات