أجزاء المسلسلات: الأكثر مشاهدة على حساب المحتوى

أجزاء المسلسلات: الأكثر مشاهدة على حساب المحتوى

12 مايو 2021
نادين نسيب نجيم وقصي خولي في "2020" (فيسبوك)
+ الخط -

تطوي الدراما التلفزيونية أيامها بعد موسم حافل من الإنتاجات العربية. وعلى الرغم من تباين المواقف والآراء حول نجاح أو فشل هذا الموسم، بدأت شركات الإنتاج العربية الاستعداد لموسم 2022. بعض هذه الشركات سيستغل نجاح مسلسل، ويعمد إلى إنتاج جزء آخر، وهذا ما درجت عليه العادة في السنوات الأخيرة.

بدأ، قبل أسبوعين، الكلام عن نية شركة "الصبّاح" إنتاج جزء ثان من مسلسل "2020"، الذي حلّ في المرتبة الأولى ضمن إنتاجات الشركة، التي تراوحت هذا الموسم بين المصري والعربي المشترك، وكان "2020" من أكثر المسلسلات التي جرى البحث عنها على محرّك "غوغل" خلال شهر. في الوقت نفسه، كان الأكثر متابعة في لبنان في الأسبوعين الأخيرين من رمضان، وحل أيضاً في المرتبة الأولى على المنصات. كل هذا النجاح، دفع الشركة إلى التفكير جديًا في إنتاج جزء ثان، وهو أمر لم يعلن عنه حتى الساعة. وتفيد المعلومات أن المشاروات لا تزال قائمة بين المنتج صادق الصباح، وفريق عمل المسلسل، حول إمكانية إقرار متابعة المسلسل. والواضح أن الشركة تتخذ من التجربة التركية مثالاً في عملها، وتحاول جس نبض المشاهدين حول إنتاجاتها بعد الحلقات الأولى، فإما المتابعة أو إلغاء المسلسل وطي صفحته.

لم يكن نجاح الجزء الأول من مسلسل "الهيبة" ليضمن إنتاج أربعة أجزاء لاحقة للسلسلة التي تنقل واقع عصابات وتجار الممنوعات على الحدود اللبنانية السورية، في إطار اجتماعي يلقي الضوء على عائلة نافذة تقود قرية "الهيبة"، وتحاول بسط سلطتها على أهل القرية. هذه المحاولات، تحولت إلى ما يشبه الموضة، ويبدو أنها ستعزز نفسها في السنوات المقبلة، على اعتبار أنها مُربحة جداً لشركة الإنتاج، لكنها في المقابل انعكست في العالم العربي على العلاقة القائمة بين المشاهد والبطلـ/ـة. فالبعض لا يرى بالضرورة استغلال النجاح إلى هذا الحد، خصوصاً إن كانت الحكاية قائمة على التشويق عبر حضور العصابات، وطرق أبواب "التابوهات"، ودخول أجهزة المخابرات في الترويج للأنظمة، كما درجت العادة في القاهرة ودمشق (باب الحارة/ الاختيار).

كل ذلك، لا يعفي شركات الإنتاج من الاستغلال التجاري لذلك، واستثمار ثقة المشاهد في الجزء الأول، لإنتاج أجزاء أخرى تفتقد من حيوية ونبض القصة في الجزء الأول، وتتحول لاحقًا إلى أداة مكررة في فهم المستجدات التي تطرأ لزوم (30 حلقة) والاستعانة بورشة كتّاب من مختلف الأعمار.

أحياناً، يقع هؤلاء في فخ الأهواء والرؤية الخاصة بهم لإنجاز القصة، ولا يراعون الأسس القائمة على المحور الدرامي الرئيسي، والعناصر المفترض أن تقترن وتوازي الخط الأول (الأبطال) إلى آخر عامل في الكومبارس.

هكذا، يطوي موسم الدراما الرمضاني أيامه ويحمل مزيداً من الأسئلة، حول إمكانية ردم الهوة بين استخفاف المنتج بالمضمون أحياناً وسرعة تبنيه للنجاح، وبين من يطالب بشروط أو معايير خاصة لهذا الفن، والتركيز على ذلك من باب الإسهام في تنشيط ورفع مستوى الدراما العربية. وفي هذا السياق، نتساءل: هل نحن مقبلون على إنتاج درامي ينشغل عن القيمة الفنية مقابل ملاحقة التريند والمشاهدات، ليقرر ببساطة كسب المزيد عبر جزء ثان وثالث؟

المساهمون