"كروبوتكينسكايا".. محطة مترو في موسكو مستوحاة من معبد الكرنك بالأقصر

في ظل توسّع شبكة مترو الأنفاق في العاصمة الروسية موسكو، ووجود محطات مزينة بفسيفساء وتماثيل أشبه بالقصور، قد لا تبدو محطة "كروبوتكينسكايا"، الواقعة وسط المدينة على الخط الأحمر، مثيرة لاهتمام روادها، نظراً لتصميمها المتواضع وغير اللافت للانتباه. 

ومع ذلك، تندرج "كروبوتكينسكايا" أو "قصر السوفييت"، كما كانت تسمى عند افتتاحها في عام 1935، ضمن محطات مترو موسكو ذات الطراز المعماري الفريد من نوعه، كونها مستوحاة من بهو معبد الإله آمون رع في الكرنك الذي بناه المصريون القدماء على ضفة النيل الشرقية في مدينة الأقصر في عهد المملكة الحديثة.  

وعند تشغيل مترو الأنفاق، كان المواطن السوفييتي يخاف من النزول تحت سطح الأرض، فتم تصميم المحطة في شكل معبد وقصر بلا نوافذ، تأتي إضاءته من داخل الأعمدة فقط، والتي تم استيحاؤها من أعمدة الكرنك على هيئة زهرة اللوتس المفتوحة. 

ومن بين الأقاويل التي أثيرت حول محطة "كروبوتكينسكايا" أن التشابه مع الكرنك أثار غضب المشرف على بناء المترو، لازار كاغانوفيتش، في ظل إعلان الشيوعية والإلحاد كأيديولوجيا رسمية للدولة السوفييتية حينها. ولكن مصمم المحطة، أليكسي دوشكين، طمأنه بالقول: "عندهم قصور للفراعنة، وعندنا للشعب!".  

لايف ستايل

التحديثات الحية

عرض أزياء كهنوتية من القرن السابع عشر في كاتدرائية بلجيكية

وتعد "كروبوتكينسكايا" من أقدم محطات مترو الأنفاق في موسكو عند تشغيله في مرحلته الأولى، وأطلق عليها أولاً اسم "قصر السوفييت" للدلالة على اسم البرج الذي كان من المزمع إنشاؤه بارتفاع أكثر من مائة طابق، محل كاتدرائية المسيح المخلص بعد تفجيرها في عام 1931.

إلا أن القدر لم يكتب لـ"قصر السوفييت" أن يرى النور، بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية، وانتقال رقعتها إلى أراضي الاتحاد السوفييتي في عام 1941.

وفي عام 1957، تم تغيير اسم المحطة إلى "كروبوتكينسكايا"، كما تمت إعادة بناء كاتدرائية المسيح المخلص بعد انهيار الدولة السوفييتية في تسعينيات القرن الماضي.