جينيفر لورانس: ارتباكات سيرة سينمائية

جينيفر لورانس: ارتباكات سيرة سينمائية

04 ابريل 2018
جينيفر لورانس في "ريد سبارو" (الملف الصحافي للفيلم)
+ الخط -
قبل أعوام عديدة، تحديدًا عام 2012، اعتبر كثيرون أن جينيفر لورانس "أهمّ موهبة نسائية" قدّمتها هوليوود منذ ميريل ستريب في سبعينيات القرن الـ20. هذه ليست مبالغة. فمسيرة لورانس، في 3 أعوام فقط، استثنائية فعلاً. 

بدأ الأمر حين رُشِّحت، عام 2010، لجائزة "أوسكار" أفضل ممثلة، عن دورها في Winter’s Bone لديبرا غرانيك. يومها، كانت في الـ20 من عمرها، وتؤّدي دورًا صعبًا لمراهقةٍ تحاول إنقاذ منزل العائلة، بعد أن رهنه والدها تاجر المخدرات. ورغم خسارتها الجائزة لصالح ناتالي بورتمان عن دورها في Black Swan لدارن آرونوفسكي، إلّا أنها كانت "حديث الساعة".

بعد ذلك بعامٍ واحد، شاركت في إعادة إحياء سلسلة X-Men مع المخرج ماثيو فوغن، في First Class.

غير أن بلوغ القمة حدث عام 2012، بمشاركتها في 3 أفلام: الأول منتمٍ إلى الرعب، وكان نجاحه متوسّطًا: House At The End Of The Street لمارك تونداري، والآخران جعلاها "أهم ممثلة في هوليوود على الإطلاق": الجزء الأول من سلسلة The Hunger Games لغاري روس، الذي حقّق إيرادات دولية بقيمة 694 مليونًا و394 ألفًا و724 دولارًا أميركيًا (مقابل ميزانية تساوي 78 مليون دولار أميركي)، ليصبح "أنجح فيلم في شباك التذاكر لبطولة نسائية". وهو الرقم القياسي الذي كسرته لورانس نفسها مرتّين لاحقًا، في أفلام السلسلة نفسها.



أما الفيلم الثاني، فهو باكورة تعاونها مع المخرج ديفيد أو. راسل، في Silver Linings Playbook، الذي نالت بفضله "أوسكار" أفضل ممثلة في دور رئيسي، لتصبح ثاني أصغر ممثلة في تاريخ السينما تفوز بهذه الجائزة، إذ كانت في الـ22 من عمرها فقط.
في الأعوام الـ3 اللاحقة، استمرّت جينيفر لورانس في حصد نجاحات متفاوتة: سلسلة "ألعاب الجوع" تحقّق إيرادات قياسية، مع الجزئين الثاني Catching Fire (2013) لفرنسيس لورانس، والثالث Monckingjay للورانس أيضًا، المنقسم بدوره إلى جزئين اثنين (2014، و2015). كما أنها نالت ترشيحين لـ"أوسكار"، عن دوريها في فيلمي American Hustle (2013، في فئة أفضل ممثلة ثانية)، وJoy (2015، أفضل ممثلة)، لديفيد أو. راسل نفسه. لذا، ازدادت أهمية دورها في X-Men، مع براين سينغر في Days Of Future Past (2014)، الذي حقّق أعلى الإيرادات التجارية في تاريخ السلسلة، إذْ بلغت 747 مليونًا و862 ألفًا و775 دولارًا أميركيًا، مقابل 200 مليون دولار أميركي ميزانية الإنتاج.



لكن، منذ عام 2015، بدأت مسيرة جينيفر لورانس تمرّ في مرحلة خفوت وانخفاض تدريجيين وواضحين، في مستوى الأفلام التي تشارك فيها، كما في جودة أدائها، إلى درجة الشكّ في أن "نجاحاتها" السابقة مجرّد "فورة" لممثلةٍ احتلّت قمة هوليوود لفترة، قبل الأفول الباكر.

ذلك أن فيلمي Joy وSerena (2014) لسوزان بيار لم يُحقِّقا نجاحًا يُذكر، بل على العكس من ذلك، نالا استهجانًا كبيرًا. بالإضافة إليهما، لم يُحقِّق فيلم الخيال العلمي Passengers (2016) لمورتن تيلدم المأمول منه، وكان أداء لورانس فيه "مفتعلاً"، بحسب نقّاد كثيرين. بعد ذلك، رُشِّحت لجائزة "التوتة الذهبية" كأسوأ ممثلة، عن دورها في "أم" (2017) لدارن آرونوفسكي، الذي قدّمت فيه دورًا رمزيًا يميل إلى مساحات تعبير مُبالغ فيها، من دون أي قدرات. والفيلم نفسه لم يحقق نجاحًا.



استمرّ هذا الخفوت حتى جديدها الأخير Red Sparrow لفرنسيس لورانس أيضًا، الذي يعرض حاليًا في أنحاء العالم: فيه، تؤدي دور عميلة استخبارات روسية أثناء الحرب الباردة، تستخدم جسدها كوسيلة إغواء للتجسّس على عملاء استخبارات أميركيين. يستلهم الفيلم لغة سينمائية وطريقة حكي مكرّرة للغاية في هذا النوع من الأفلام، كما أن الممثلة تبدو كأنها لا تبذل أي مجهود لتقديم شخصية الجاسوسة بشكل مختلف. بل إن دعاية الفيلم نفسها مرتكزة ـ في جزء كبير منها، وبمساهمة تصريحات للممثلة نفسها ـ على ظهورها "عاريةً" للمرة الأولى على الشاشة الكبيرة.



هذا القدر من الأفول لا يتناسب أبدًا مع انطلاقتها الاستثنائية في الأعوام الأولى لمسيرتها. فهل تكون الأعوام المقبلة استمرارًا لخفوتٍ يؤدّي إلى وصف جينيفر لورانس بالقول إنها "ممثلة عادية، كانت لها فترة تألّق عابرة"؟ أو أنها ستتمكّن من استعادة "لقبها" السابق، كإحدى أبرز المواهب الهوليوودية الكبيرة"؟




المساهمون