دانا حلبي: البيئة الشامية... بخفة

دانا حلبي: البيئة الشامية... بخفة

13 يونيو 2019
دانا حلبي وهدى شعراوي في الكليب الجديد (فيسبوك)
+ الخط -
قبل أيام، أصدرت المغنية اللبنانية دانا حلبي فيديو كليب جديداً حمل عنوان "يا قضامة/ عالصالحية". وقد ظهرت برفقة الفنانة السورية هدى الشعراوي التي شاركت بالغناء والتمثيل في العمل المأخوذ من التراث الدمشقي، الذي قام روبير الأسعد بإعادة توزيعه، بينما أخرج الكليب شهاب شهاب.

بعد عرضه على الشاشات وعلى "يوتيوب"، بدا العمل وكأنه مقطع مأخوذ من مسلسلات البيئة الشامية. إذ صُوّر في منزل دمشقي قديم، كما أن جميع تفاصيله من ديكور، وملابس مستوحاة من تلك البيئة، أو بالأحرى مأخوذة بشكل حرفي من أزياء وأكسسوارات تلك المسلسلات. وتظهر هدى الشعراوي ودانا، وهما تدندنان أغنية "يا قضامة مغبرة"، فلا يستطيع المشاهد التمييز، ما إذا ما كانت الشعراوي تؤدي شخصيتها المشهورة "الداية أم زكي" في "باب الحارة"، أم أنها تجسد شخصية أخرى في الفيديو كليب؟ فحضورها القوي والكوميدي يطغى على تلك التساؤلات، وهي تقوم بإلقاء "الزغاليط الشامية" والرقص بطريقة هزلية تختزل كل ما هو جميل في هذه البيئة.

في عملها الأخير وما سبقه من أغانٍ في السنتين الأخيرتين، يبدو تأثر دانا واضحاً بالدراما السورية والأعمال السورية الشعبية، كـ"باب الحارة" و"أبو جانتي". إذ سبق للحلبي أن أعادت غناء أغنية "أموت بالشوكولاتة" المأخوذة من أغنية لشخصية "أبو ليلى" من مسلسل "أبو جانتي"، التي قام بأدائها الفنان أيمن رضا. بالإضافة لغنائها أغنية "أنا حنان"، التي سخرت منها في فيديو شخصي تحول إلى ترند على المحطات السورية.
وحرصت دانا في كليبات أغانيها المستلهمة من المسلسلات السورية، على تسليط الضوء على التراث الدمشقي، واستخدام جماليات الفن الشعبي، من عراضات، ودبكات، ومواويل، وزغاريد، ورقص، وألبسة دمشقية تراثية. وهو الأمر الذي رفع من سوية أعمال دانا في هذه الفترة.

إلا أن تلك الأغنيات أخذت طابعاً كوميدياً لم يرُق عدداً كبيراً من الجمهور، حيث عبّر كثيرون عن امتعاضهم من غناء حلبي لأغاني التراث الدمشقي بتلك الطريقة، بل وصفوها بأنها إهانة لقيمة هذه الأغاني التاريخية.



في الحقيقة لا تمتلك حلبي خامة صوتية تؤهلها للغناء، سواء كانت أغاني تراثية أو تلك التجارية الخفيفة، بل لنتفق أن كل ما تقدمه هو فقرة استعراضية مصورة هدفها التسلية والترفيه. لكن المغنية اللبنانية تفعل ذلك بخفّة محبّبة، فتعمل على صناعة استعراض متكامل في الشكل والأداء: تمثل وترقص وتغني ضمن فضاء مصمم بشكل يتناسب مع الاستعراض. وقد تمكنت في النهاية من خلق كوميديا مستوحاة من الأعمال الدمشقية بالاستعانة بشخصية بارزة في تلك الأعمال، وهي هدى الشعراوي.

كما أن دانا كانت ذكية في اختياراتها منذ البداية، فاختارت أغاني شعبية خفيفة كانت تُؤدى دائماً بشكل جماعي، لأغاني طربية يصعب أداؤها؛ وهو الأمر الذي يجعل معظم الانتقادات تبدو وكأنها موجهة لشخصية دانا، لا للمنتَج النهائي الذي تقدمه.

دلالات

المساهمون