القصّة الكاملة لأغنية "بيبي شارك": البداية والتحدي والتظاهرات العربية

القصّة الكاملة لأغنية "بيبي شارك": البداية والتحدي والتظاهرات العربية

09 ديسمبر 2019
حققت الأغنية 4 مليارات مشاهدة (يوتيوب)
+ الخط -
اجتاحت أغنية الأطفال "بيبي شارك" Baby Shark مواقع التواصل عربياً وعالمياً. وبالرغم من رفعها على موقع "يوتيوب" قبل 3 سنوات، إلا أنها اكتسبت شهرتها الكبيرة خلال العالم الحالي، 2019، محققةً أرقاماً قياسيّة لجهة عدد المشاهدات والأرباح. 

بداية "بيبي شارك"
ورغم أنَّ الأغنية أشعلت مواقع التواصل في الفترة الأخيرة، إلا أنَّها طُرِحَت في الإنترنت صيف عام 2016. أنتجت الأغنية شركة Pinkfong، وهي العلامة التجارية التعليمية للأطفال التابعة لشركة SmartStud الترفيهيَّة التعليمية من كوريا الجنوبية.

كان لدى الرئيسة التنفيذية لشركة "بينكفونغ"، بن جونغ، وفريقها شعور بأن الأغنية ستحقق نجاحاً كبيراً، وستصبح منتشرة بين الأطفال، تقول جونغ: "لقد لاحظنا على الفور أن الأغنية بدأت في تحقيق الشهرة، حتى بالمقارنة بمقاطع الفيديو الأخرى الأفضل أداءً على القناة". وتكمل جونغ في مقابلة مع شبكة CNN: "لقد رأينا أنها سوف تكون مميزة". ولكن الشركة لم تكن تعرف إلى أي مدى ستنتشر الأغنية. تابعت جونغ: "لقد قمنا بتسويقها بشكل إضافي، لكن هذا ليس السبب وراء شعبية الأغنية".

جزءٌ من السبب وراء انتشار الفيديو، هو ظهور تحدٍّ اجتاح إندونيسيا في عام 2017 حمل اسم #BabySharkChallenge. ووفقًا لمقال نشر في NextShark، فإنَّ مجموعةً كاملة من المستخدمين، بدءاً من الأشخاص العاديين، وحتى المسؤولين في الأمن، شاركوا في التحدي.

كما انتشرت الأغنية كالنار في الهشيم في أنحاء إندونيسيا وجنوب آسيا، وأصبحت أيضاً ذات شعبية كبيرة في كوريا الجنوبية. ووفقاً لمجلة "فوربس"، فإن الأغنية حظيت بالكثير من الاهتمام بفضل مساعدة العديد من مجموعات البوب الكورية، مثل "غيرلز جينيريشن" و"ريد فيلفيت"، والتي شاركت بدورها في تحدي #BabySharkChallenge.



وأعاد عدد من المشاهير أداء أغنية "بيبي شارك"، سواء عبر حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، أو عبر أدائها في التلفزيون. إذ نشرت المغنية المصرية، ساندي، مقطعاً مع ابنها وهما يغنيان الأغنية. كما أداها كل من مغنية الراب كاردي بي، والكوميدي البريطاني جيمس كوردن، وآخرون.



نجاح مبهر
ولم تكتفِ الأغنية بحصد أكثر من 4 مليارات مشاهدة في "يوتيوب"، بل دخلت قائمة "بيلبورد" للأغاني الأنجح. وصارت الأغنية تتمتَّع بشعبية كبيرة لدرجة أن حزب "كوريا الحرية" المحافظ استخدم الأغنية أثناء حملاته للانتخابات المحلية. لكن شركة SmartStudy هدّدت بمقاضاة الحزب بسبب انتهاك حقوق النشر.

وبحسب صحيفة "تايم"، أصبحت الأغنية ناجحة لدرجة أن العائلة الكورية التي تقف وراءها أصبحت الآن تمتلك ثروة تقدّر بملايين الدولارات. وشارك كيم مين سيوك في تأسيس شركة SmartStudy Co في عام 2010، وبعد خمس سنوات أصدرت العلامة التجارية التعليمية للأطفال Pinkfong أغنية "بيبي شارك"، ويدير والده شركة Samsung Publishing Co. وتبلغ ثروة العائلة، بناءً على حصص أقارب كيم المباشرين في هاتين الشركتين، حوالي 125 مليون دولار، معظمها بفضل الأغنية.

وقال المدير المالي سونجكيو لي، في مقابلة أجريت معه في شهر يناير/ كانون الثاني، إن الأيّام الأولى لصنّاع الأغنية كانت صعبة، لكنَّ النجاح أتى في النهاية بشكلٍ أسرع بعد انتشار الأغنية. في العام الماضي، قفزت إيرادات الشركة الناشئة بحوالي 47 في المئة إلى 40 مليار وون (34.3 مليون دولار). إذْ جمعت الأغنية أكثر من 3.8 مليارات مشاهدة على موقع "يوتيوب"، وقد وصلت هذا العام إلى قائمة "بيلبورد" لأنجح 100 أغنية.

وكشف مسؤولٌ في الشركة الأم، في لقاء مع "فايس نيوز"، عن أنَّ هناك أكثر من 100 نسخة للأغنية الظاهرة، ليس هذا فقط، بل الكثير من نسخ الأغنية أُعيد أداؤها بآلات وأنماط وإيقاعات مختلفة، ما عزّز الهوس بها على الصعيد العالمي.

وتسعى الشركة الكورية الجنوبية إلى التوسُّع أكثر، إذ نقلت عنها شبكة "بلومبيرغ" بأنها تخطط لإطلاق مقاطع فيديو قصيرة عبر "نيتفليكس" في أميركا الشمالية هذا العام، وهي سلسلة رسوم متحركة وموسيقية. ووقعت الشركة العديد من الصفقات التجارية، وقد تقوم أيضاً بتطوير ألعاب تعمل مع المساعدات الصوتية الذكية.



العالم العربي
اجتاحت الأغنية الغريبة العالم العربي أيضاً، ولم تضيّع الصفحات العربية الفرصة للسخرية من الأغنية، وإلقاء النكات حولها. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع للمحتجين في العراق ولبنان وهم يؤدون أغنية Baby Shark خلال التظاهرات.

وانتشر في "تويتر" مقطع يظهر محتجين خلال الليل وهم يغنون ويرقصون على أنغام أغنية الأطفال الأشهر في العالم. وقال مغرّدون إن الفيديو يعود إلى تظاهرات ليلية في مدينة البصرة العراقية. كما نشر آخرون مقطعاً لمظاهرة، خلال النهار هذه المرة، بدا فيها المحتجون بالحماسة نفسها وهم يغنون الأغنية. وقال الناشرون إن المقطع هذه المرة من مدينة الناصرية في الجنوب العراقي.

وقبلهما انتشر على نطاق واسع فيديو لمحتجين لبنانيين وهم يحاولون طمأنة طفل صغير داخل سيارة عبر تأدية الأغنية الشهيرة.





دلالات

المساهمون