في الدوحة... السيمفونيات الخامسة لمالر وشوبرت وشوستاكوفيتش

في الدوحة... السيمفونيات الخامسة لمالر وشوبرت وشوستاكوفيتش

09 أكتوبر 2019
أوركسترا قطر يقودها ديمتري كيتاينكو (العربي الجديد)
+ الخط -
تقدم أوركسترا قطر الفلهارمونية عند السابعة والنصف من مساء السبت المقبل، في مركز قطر الوطني للمؤتمرات الحركة الرابعة من السيمفونية الخامسة لجوستاف مالر، والحركات من الأولى حتى الرابعة من السيمفونية الخامسة لفرانز شوبرت، ومثلها السيمفونية الخامسة لشوستاكوفيتش.

ويستشهد بيان للأوركسترا بمقولة المؤلف الموسيقي النمساوي جوستاف مالر "السيمفونية يجب أن تكون مثل العالم، يجب أن تحتوي على كل شيء"، وعليه فإن برنامج السبت المقبل الذي يقوده المايسترو الروسي ديمتري كيتاينكو، يعج بالعاطفة والقصص المثيرة والمرح.

يبدأ الحفل بالموسيقى الرقيقة المتجلية في الحركة البطيئة الغنائية الشهيرة لمالر من السيمفونية الخامسة له، وتتبع القصيدة الغنائية في السيمفونية الخامسة لشوبرت وهي عبارة عن رسالة حب في نغمات. وتُتوج أمسية السيمفونيات الخامسة بقصة مؤثرة عن التمرد على المصير للمؤلف السوفييتي ديمتري شوستاكوفيتش.

سيمفونية مالر الخامسة عبارة عن تكوين كثيف، مليء بالاختراع والابتكارات، مثل النغمات التدريجية ودمج أشكال متباينة ومختلفة.


وتشير السيمفونية إلى إتقان مالر بشكل كبير وإلى تجريبية قوية. وتحمل السيمفونية الخامسة في سلم دو دييز الصغير إرادة التجديد، والدعوة إلى طلب جديد، وتسير نحو ولادة جديدة، مع وعي أن الحياة كان لها اليد العليا على الموت.

قضى مالر (1860- 1911) حياته معروفاً باعتباره واحداً من أهم قادة الأوركسترا الرائدة إلى اليوم. ومع ذلك كان عليه أن يعاني من سوء الفهم وحتى عداء معاصريه.

لم تلق موسيقاه القبول من قبل مؤسسة فيينا الموسيقية بينما كان لا يزال حياً، وهذا ما جعل المؤلف يُشبه بأحد الرماة الذين يطلقون النار في الظلام.  منذ ذلك الحين، أصبح مالر معروفاً كواحد من أهم المؤلفين المتأخرين في الرومانسية.

يُعرف مالر اليوم بأنه آخر مؤلف سيمفوني ألماني كبير سعى إلى توسيع نطاق السيمفونية إلى أقصى حد ممكن. كان يعتقد أن السيمفونية يجب أن تأخذ العالم كله. إن أبعاد أعماله وتكوين الأوركسترا الموسعة التي استخدمها والقوة التعبيرية المطلقة التي حققها تجعله مؤلفاً ضخماً.

استخدم مالر نفس الأسلوب التقليدي لأعمال بيتهوفن وبرامز السيمفونية، وضخ فيها حداثة فاغنر وبروكنر.

أما سيمفونية النمساوي فرانز شوبرت (1797 – 1828) فقد أكملها عام 1816. لقد كان عاماً مزدحماً على المؤلف البالغ من العمر 19 عاماً، والذي كان قد ألف ما يقرب من مئتي أغنية في ذلك الوقت، بما في ذلك عدة أعمال للكورال، وعشرات الأغاني، وسوناتات وأعمال مختلفة لموسيقى الحجرة.

على الرغم من الحقيقة المؤسفة، وهي أن عمر شوبرت لم يتجاوز 32 عاماً، إلا أنه جلب للأغنية (الليد) أهمية فنية مع أكثر من 600 مثال.

ألف شوبرت تسع سمفونيات وفي فيينا كان من المستحيل عملياً الهروب من تراث هايدن وموتسارت وبيتهوفن. ومن هؤلاء الأساتذة، كان موتسارت هو الذي تأثر به شوبرت.

أما السيمفونية الخامسة للسوفييتي ديمتري شوستاكوفيتش (1906 – 1975) فقد عاد فيها المؤلف إلى التقليد السيمفوني الذي ظهر في السيمفونية الأولى له مع الاحتفاظ ببعض مميزات الأسلوب التجريدي الجديد الذي اكتشفه في السيمفونيات الثلاث التالية.

كان هناك الكثير من النقاش حول معنى السيمفونية الخامسة.  كان ينظر إليها على أنها عمل صمم لاسترضاء السلطات السوفييتية بعد الهجمات على الأعمال السابقة بسبب روحها المعادي للشيوعية المزعومة.

المساهمون