بسّام كوسا في "سر"... اتجاه إلى الدراما المشتركة

بسّام كوسا في "سر"... اتجاه إلى الدراما المشتركة

21 أكتوبر 2019
عُرِف عن كوسا موالاته للنظام منذ بداية الثورة(فيسبوك)
+ الخط -
يبدي الممثل السوري، بسام كوسا، وجهة نظر مختلفة تجاه الدراما العربية المشتركة، وذلك بعد تأكيد مشاركته للمرة الأولى في مسلسل درامي مشترك يحمل عنوان "سر" للكاتب السوري مؤيد النابلسي، والمخرج مروان بركات، ويجري تصويره حالياً في العاصمة اللبنانية بيروت. هذا التغيير يعتبر متناقضاً، إذا ما قورن ببعض التصريحات التي أدلى بها كوسا حول الأعمال العربية المشتركة قبل سنوات، إذْ وصفها بـ"المفبركة وغير الواقعية". فما الذي دفع كوسا إلى العدول عن آرائه السابقة وجعله يتوجه نحو الأعمال المشتركة؟

لا شك في أن كوسا يعتبر واحداً من أهم نجوم الصف الأول في الدراما السورية، وأكثرهم شهرة على الصعيدين المحلي والعربي. وذلك لما يتميز به من موهبة وحرفية عاليتين في التمثيل، جعلتا منه محطّ اهتمام ومحور ارتكاز درامي في جميع الأعمال التي شارك فيها، إذْ إنّ حضوره وبصمته ضمنا نجاح تلك الأعمال، إذا ما راجعنا تاريخه الفني. ومن هنا، ليس غريباً على شركات الإنتاج الأجنبية أن تنتهز الفرصة المناسبة لاصطياد اسم مهم في الدراما السورية، وضمه إليها، مثلما حصل مع تيم حسن وقصي خولي وعابد فهد وباسل خياط وغيرهم. إلا أن هذه الأسماء سبق أن وضعت بصمتها في الدراما المشتركة لسنوات، على عكس كوسا القادم الجديد إلى صفوف الأعمال المشتركة، الأمر الذي جعل منه فرصة مواتية لكل من سامح مجدي ونهلة زيدان مالكي شركة "ميديا هاوس بيكتشرز"، إلى جذب كوسا ليكون بطلاً لعملهما الجديد "سر" الذي يشي، ربما، بمحتوى درامي مميز ومختلف، ستشهده الشاشات الفضية، قبل قدوم رمضان المقبل 2020. وسبب هذا التخمين يعود إلى خيارات بسام كوسا الدقيقة والمدروسة في عمليَّة اختياره للنصوص المعروضة عليه، وهو ما دفع "الإدعشري" إلى قبول هذه التجربة أغلب الظن.

من ناحية أخرى، ورغم أنَّها تجربة مفاجئة، يخوض فيها كوسا غمار الدراما المشتركة، إلا أنَّها جاءت متأخرة نتيجة منحنيات ظرفية وشخصية، تعود بمحصّتلها إلى خلفية كوسا السياسية. إذْ عُرِف عن كوسا موالاته للنظام السوري منذ بداية الثورة السورية. وبحكم الأحداث السياسية وتوابعها وتأثيراتها في الإنتاج الفني السوري التي جعلت من كوسا، وعشرات الممثلين السوريين، في ثبات على مواقفهم واختياراتهم المحلية خوفًا من الخروج من عباءة النظام، إذْ يخفّف هذا الخيار السياسي فرص الدخول إلى الدراما المشتركة، بخلاف فنانين آخرين تسيدوا المشهد الدرامي المشترك الذي يعود عليهم بعائدات مالية مرتفعة، لا تستطيع شركات الإنتاج السورية المحلية مجاراتها أو تقديمها. 
لم يطرأ أي تغيير على موقف كوسا السياسي، لكن وصل الأمر إلى ذروته بالنسبة إليه على ما يبدو، خصوصاً بعد تصريحاته النارية العام الماضي، التي وجه من خلالها اتهامات مباشرة تعبّر عن مدى استيائه من آلية تفكير وعمل المؤسسات الثقافية والفنية في سورية، ولا سيما المؤسسة العامة للسينما. وصرّح كوسا في أحد لقاءاته الإذاعية برفضه العمل في أيٍّ من مشاريع المؤسسة، إذا عُرِض عليه أي فيلم من إنتاجها. كذلك وصف كوسا شركات الإنتاج المحلية، ومن بقي منها، بـ "تجار أزمات"، مشيراً إلى أن مديريها "أميّون، لا يعنيهم من الدراما إلا أعمال يتحكمون من خلالها بمن يريد أن يعمل من ممثلين وفنيين".

ولكن يبقى المنحنى الأبرز، وهو الخلاف الحاصل بين كوسا وزهير رمضان نقيب الفنانين السوريين وعضو مجلس الشعب السوري. إذْ سبق لكوسا أن وصف النقابة قبل عامين بـ "دكاكين جباية"، ثم نعتها ثانية بـ"مزرعة لصوص". بينما وصف رمضان تعليقات كوسا بأنها كيدية نتيجة "فشل الأخير في النجاح بانتخابات رئاسة مجلس إدارة النقابة"، ليردّ كوسا على كلام رمضان قائلاً: "رسبت في الامتحانات لأنه لازم أرسب، يلي متلو بينجحوا، هنن أقوى بهيك نوع من النقابات". هذه المشاحنات تدل على مستوى التهكم الذي أبداه كوسا، وعن مدى حجم الاحتقان الذي بلغ ذروته تجاه الوضع الفني السوري بمؤسساته وإنتاجاته الضحلة والمشروطة.

المساهمون