"قلب أمه"... شيكو وهشام من دون فهمي

"قلب أمه"... شيكو وهشام من دون فهمي

28 يوليو 2018
الممثل المصري هشام ماجد (فيسبوك)
+ الخط -
لم يكن الثلاثي أحمد فهمي وشيكو وهشام ماجد يتوقع أن الانفصال قد يصل بهم إلى هذه النقطة. فهمي يظهر كضيف شرف في أعمال رمضان، بعد أن غاب عن بطولة أي مسلسل لهذا العام، فيما شيكو وهشام يبحثان في أوراق قديمة عن فكرة شبيهة بما صنع نجومية الثلاثي لاستعادة التوازن الذي فقدوه بعد تجربتي "حملة فريزر" و"خلصانة بشياكة".

كوميديا المفارقات الصارخة والخيال المبهر الذي يصنع إيفيهات مكتملة ومواقف تبقى، كان أكثر ما ميز الثلاثي، وصنع نجاحاً استمر، وهدد نجومية أحمد مكي ومحمد سعد ومحمد هنيدي، وجعل أفلامهم تحظى بنجاح سينمائي وتلفزيوني مستمر، وهو الدافع الأقوى الذي جعل فيلم "قلب أمه" محاولة شيكو وهشام للعودة مجدداً من دون فهمي.

يتقاسم الاثنان البطولة؛ حيث يلعب شيكو دور المجرم الخطير "مجدي تختوخ"، فيما يقدم هشام ماجد شخصية "يونس" الشاب الخجول الذي يتوهم موهبة في التأليف، ويعاني من تسلط والدته "دلال عبد العزيز". لم ينجح الفيلم في تمهيد الأجواء للمفارقة التي يسعى إليها المشاهد، والتي من المفترض أن تحكي لنا الحياة الإجرامية التي يعيشها "تختوخ".




في المقابل، كان الخط الثاني ليونس أكثر إتقاناً في التعبير عن علاقته بأمه، ومظاهر فشله، وتعامله مع وصايتها الشديدة عليه، وتدخّلها في حياته وعلاقته بحبيبته ورفضها لها. ومحاولاته الأكثر فشلاً للوصول إلى من ينتج له واحداً من سيناريوهات الرعب الكثيرة التي كتبها. تأخرت المفارقة كثيراً، بسعي لإضافة شخصيات وصراعات لم ينجح السيناريو في توزيعها وجعلها مهمة وجاذبة أو باعثة على الضحك، كصراع تختوخ مع منافسيه على عملية "لبن العصفور" ولا علاقة يونس بحبيبته عاليا، ولا سعيه الدائم خلف الفنانين لإقناعهم بإنتاجه.

المفارقة نفسها لا تحتمل كل هذا، فالأمر مختصر في اسم الفيلم لا أكثر، لذا حين نقل الطبيب قلب الأم إلى المجرم العتيد وبدأ التغيير، لم تأت المواقف المنتظرة من صناع "سمير وشهير وبهير" و"بنات العم". والمسؤولية هنا مشتركة بين كتاب الفيلم، ومخرجه عمرو صلاح، الذي يخوص أول تجاربه السينمائية، وبطلي الفيلم اللذين يتقنان الكتابة الكوميدية. لم تنجح حركات الكاميرا السريعة ولا الموسيقى المفتعلة العالية، التي يحاول بها مخرج العمل تقديم أوراق اعتماده في صنع مشاهد مبهرة. كما لم يفلح أيضاً الإفراط في الأزياء التي يرتديها تختوخ في صنع جو المفارقات والتناقض. كما لم يعوض الاعتماد على عدد كبير من ضيوف الشرف مثل حسن الرداد والشيف شربيني ومحمود الليثي، الكثير مما افتقده الفيلم.

خلال الكثير من المشاهد كان هشام ماجد يسعى إلى إلقاء دعابات، آملا أن تعمر وتنتقل خارج صالات العرض وتلصق بلسان المشاهدين، إلا أنها كثيراً ما جاءت خارج الإطار وأحياناً منفّرة أو غير مضحكة، كما في سؤاله لتختوخ: أنت مثلي؟ مثلي يعني "مشروع ليلى"؟ الخلطة السبكية حاولت الظهور من آن لآخر، وكانت محاولتها الأخيرة بأغنية محمود الليثي المقحمة في حفل زفاف يونس، إلا أنها لم تترك كاملة في الفيلم، فيما جاء ظهور محمد ثروت نسخة مكررة من أدواره الكثيرة التي قدمها خلال العامين الأخرين، وكذلك بيومي فؤاد بالطبع.


المساهمون