صنّاع مسلسلات رمضان يفضحون أعمالهم: ثلاثون حلقة على تويتر

صنّاع مسلسلات رمضان يفضحون أعمالهم: ثلاثون حلقة على تويتر

04 يونيو 2018
نادين نجيم في "طريق" (فيسبوك)
+ الخط -
لم ينتظر محمد دياب، أحد كتاب "طايع"، مرور يوم واحد على عرض الحلقة الجديدة من مسلسله من دون أن يعلق على ما كتبه هو بنفسه، واصفاً سعادته بالإتقان الذي حوّل به صديقه المخرج عمرو سلامة النص إلى الشاشة. لم يترك فرصة لجمهور أوسع ليحكم على العمل. اكتفى بنماذج من المحتفين وأعاد نشر تغريداتهم على تويتر وكتاباتهم على فيسبوك.
لم ينس دياب وسط كتاباته اليومية عن مسلسله أن يذكر مسلسلاً آخر له لكنه لا يعرض في مصر، واصفاً الحلقة الأخيرة منه بـ "العبقرية"!
مخرج "طايع" دخل على الخط وتوقف قليلاً عن الشكوى اليومية من ضغط التصوير وحرارة جو الصعيد، وقال إنه سيرد بنفسه على المديح والانتقادات، منضماً إلى زميله في شكل من الترويج للمتبقي من العمل، بإعلان أن الحلقة التالية هي البداية الفعلية للأحداث! ما فائدة ما فات؟
سلامة نفسه واجه انتقادات بعد أن نشر الحلقة الأولى من العمل، سائلاً الجمهور تعليقاتهم، بعد يوم واحد فقط من وفاة مساعده روبير طلعت نتيجة الإرهاق والعمل الكثيف خلال تصوير جانب من أحداث المسلسل في أوروبا. بعد انتقادات كبيرة من زملاء المهنة، مسح كلماته وكتب أخرى يحكي فيها عن صعوبة الظروف التي يمر بها خلال إنجاز الحلقات ووضع إهداء للمخرج الراحل في تترات العمل.
لم يكن المخرجان المصريان وحدهما في هذه الموجة الجديدة من تعامل صناع الدراما مع ردود الفعل على منتجهم. فالممثلة اللبنانية نادين نجيم تدخل كل صباح باحثة عن اسمها واسم مسلسلها "طريق" في كل ما كتب على تويتر، لا تكتفي بإعادة نشرها، بل إنها في كثير من الأحيان تردّ على المعلقين، موضحة ما لم "يفهموه" من أحداث.
أما أكرم حسني وأحمد أمين، بطلا مسلسل "الوصية"، فالأفضل لك، إن كنت تتابعهما على تويتر، أن تبتعد في الدقائق التي يبحثان فيها عن اسميهما واسم المسلسل، ليدخلا في مباراة لا تقل عما يفعلاه على الشاشة لإعادة نشر التغريدات وشكر أصحابهما والتسابق في إلقاء نكات ودعابات جديدة مكملة لما جاء في الحلقة المذاعة للتو.
الظاهرة تتفاقم بشكل ملحوظ، وينضم إليها كثيرون من الصناع، والأزمة ليست فقط في عدم انتظار انتهاء العمل للحكم عليه، أو ترك مساحة للجمهور ليتفاعل معها من دون تدخل أو تفسير لم يكن يوماً مهمة صانع العمل نفسه، الذي ينبغي أن يترك للناس فهم واكتشاف عمله بنفسه.
ليس حرقاً للأحداث فقط، لكنه تحويل للمنتج الدرامي إلى عمل أدنى قيمة، فهذه التعليقات والنقاشات اللحظية تصحّ مع حلقات البرامج المباشرة أو مسابقات الغناء والنقاشات الرياضية بعد مباريات الكرة، لكن كيف تصبح بالتدريج جزءاً من التعاطي مع عمل ممتد إلى ثلاثين حلقة؟
كثيرون من أصحاب هذه الأعمال تورطوا في تلك الممارسة كجزء من خطط الترويج الجديدة للأعمال. يقول بعضهم إن إتاحة روابط للحلقة الجديدة من العمل على موقعي فيسبوك ويوتيوب ليست كافية في نشره وجذب مزيد من الجمهور ورفع نسب المشاهدة.
آخرون يتحدثون عن كون ذلك نوعاً من التواصل مع الجمهور، وهو مصطلح أكثر أناقة من المغزى الرئيسي لذلك، وهو تحول صانع العمل إلى "إنفلونسر" له يسعى إلى خلق حالة من الاهتمام بعمله والإيحاء بجماهيريته بإيصال تلك التغريدات إلى جمهور إضافي تدفعه إلى المشاهدة أو المشاركة، لعل النجم يرد عليه، فيتصدر اسم العمل قائمة الأكثر شيوعاً في تويتر فيحتفل أصحابه بالإنجاز.

المساهمون