"الشك داوت"... فن إضاعة الوقت

"الشك داوت"... فن إضاعة الوقت

15 يونيو 2018
أداء الممثلين كان متواضعاً (فيسبوك)
+ الخط -
بعد نجاح التجربة الدرامية السورية الأولى التي طرحت على الإنترنت، أي مسلسل "بدون قيد"، الذي طرح قبل أشهر على "يوتيوب"، تحمس صناع الدراما والمنتجون السوريون لإنتاجات مماثلة.

وأطلقت شبكة "الوطن نت ورك " عملها الأول المخصص للعرض الحصري على "يوتيوب"، وهو مسلسل "الشك داوت"، الذي جاء كنوع من مواكبة للتطور أولاً، وكرد على مسلسل "بدون قيد" الذي كان قد صور الواقع السوري من وجهة نظر المعارضة. وتماشياً مع سياسة إلغاء الآخر، ادعت الشركة المنتجة أن مسلسلها هو التجربة الأولى من نوعها في تاريخ الدراما السورية.

وعلى الرغم من أن العمل الذي يعرض اليوم لا يحتوي أي توجه سياسي، على عكس ما كان متوقعاً، بل هو يطرح موضوع الخيانة بين أربعة أزواج تجمعهم علاقات اجتماعية، بالإضافة إلى تشعب علاقاتهم ضمن شركة تجارية يملكها بطل العمل بسام كوسا (ورد)، إلا أنه لم يحظ بالمتابعة والاهتمام من قبل الجمهور.

يعود السبب بشكل مباشر إلى عجز المسلسل عن تشكيل أي عامل جذب للمشاهدين، فالعمل في حلقته الأولى حظي بـ 500 ألف مشاهدة، ولكن الجمهور عزفوا عن متابعته، فالمشاهدات في الحلقة الثانية والعشرين لا تتعدى الـ 57 ألف مشاهدة. ومع ذلك، لا تزال الشركة المنتجة والصفحات الإعلامية على "فيسبوك" الموالية للنظام، تحاول تزييف الحقائق، وتتلاعب بأعداد المشاهدات، وتدعي بأن المسلسل تخطى حاجز المليون مشاهدة، وأنه يستمر بنجاحه حلقة تلو الأخرى، لإثبات القول إن الدراما السورية بخير والسبب الوحيد لتراجعها هو رفض شاشات العرض لها.

العمل برمته متواضع، ويفتقر إلى التشويق والإثارة التي راهن عليها صناع العمل. فالمسلسل مبني على حبكة مستهلكة لا جديد فيها، وحسب ما صرح الكاتب السوري فتح الله عمر، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، فإن فكرة العمل مسروقة من سهرة تلفزيونية قدمها هو منذ عشر سنوات على إحدى المحطات التلفزيونية بعنوان "إلا امرأتين". لكن مخرج العمل، مروان بركات، كذب ادعاءات عمر، وصرح بأن العمل مأخوذ عن فيلم إيطالي لم يذكر اسمه. لتكون النتيجة واحدة في جميع الأحوال، أن حكاية المسلسل مكررة وسبق طرحها.



يتكون العمل من ثلاثين حلقة، وتتراوح مدة الحلقة الواحدة بين الثماني دقائق واثنتي عشرة دقيقة. مع ذلك؛ فإن المسلسل يحتوي على الكثير من الحشو والمشاهد الفارغة، ويتم تضييع الوقت في بداية كل حلقة بكلمة من كادر العمل للمتابعين، ومن ثم شارة البداية التي تبلغ مدتها دقيقتين، ومن ثم ملخص عن أحداث الحلقات السابقة، وفي ختام الحلقة هناك برومو قصير تبلغ مدته دقيقة، يلخص أحداث الحلقة القادمة، ومن ثم شارة نهاية تبلغ مدتها دقيقتين أيضاً. ليكون الزمن الفعلي للحلقة الواحدة ما بين الثلاث والخمس دقائق. وضمن المدة الزمنية هذه، هناك العديد من المشاهد الفارغة التي ليس لها أي مبرر درامي، كمشاهد الفلاش باك المكررة في حلقات سابقة، إضافةً إلى المونولوجات التي تؤديها بطلة العمل ديمة قندلفت (مي)، وهي تكتب مذاكرتها.

درامياً، لا يحتوي العمل سوى على الحدث الرئيسي الذي تلخصه الحلقة الأولى؛ حيث يجتمع أبطال العمل جميعاً في بيت ورد للاحتفال بعيد زواجه بـ مي. وتقوم مي بفضح خيانة زوجها مع إحدى النساء الموجودات من دون ذكر اسمها، وتعرض على ورد صفقة بعدم الكشف عن اسم العشيقة، مقابل حصولها على الطلاق. وفي الحلقات التالية، تسعى الشخصيات إلى معرفة هوية العشيقة من دون وجود أي حدث درامي، وإنما مجرد تراكم معلومات عن تاريخ الشخصيات، وكأن العمل هو حلقة تلفزيونية واحدة قسمت لتصبح ثلاثين حلقة.
ورغم الأسماء الكبيرة التي تشارك في العمل، كبسام كوسا وديمة قندلفت وصفاء سلطان وأحمد الأحمد ومحمود نصر، إلا أن أداء هؤلاء الممثلين كان متواضعاً للغاية، تغلب عليه المبالغة والتنمق. العمل من تأليف: سيف حامد، وإخراج: مروان بركات.


المساهمون