تيم حسن مجدداً... الوسامة تطغى على "الهيبة"

تيم حسن مجدداً... الوسامة تطغى على "الهيبة"

20 ابريل 2018
من الندوة الطبية التي كرَّمت تيم حسن (ميديوم)
+ الخط -
على مدى أربع سنوات، اختلفت وجهة تيم حسن في رؤيته للدراما، أو ما يُسمى اليوم "بالدراما العربية المُشتركة" والتي تجمع عدداً من الممثلين من جنسيات مختلفة في مسلسل واحد، غالبًا ما يحجز مكاناً على خارطة موسم الدراما في شهر رمضان، على أن توليه شركة الانتاج اهتماماً فوق الطبيعة من أجل كسب المباراة الدرامية، التي تتسابق على العرض والنجاح.

وقبل أربع سنوات، اكتشف المنتج اللبناني صادق الصبّاح الممثل السوري تيم حسن  مجدداًبعد نجاح حسن في القاهرة، وحمله إلى لبنان، وقدمه في "تشيللو" إلى جانب نادين نسيب نجيم. من دون شك، عرف الثنائي حسن ونجيم نجاحاً ملحوظاً، في الأدوار التي عُرضت واستمرت ثلاث سنوات، حتى دبّ الخلاف في تقاسم النجاح من قبل الطرفين، فطلقت نجيم زميلها حسن درامياً، وعادت إلى عابد فهد في إنتاج يستعد هو الآخر للعرض بعنوان "طريقي".
بعيداً عن الدراما التلفزيونية، وتقنيات الأعمال التي قدمها تيم حسن طول السنوات الثلاث الماضية، وما إذا كانت تصبو لكل هذا الاهتمام والمتابعة، نجد أن وسامة الممثل السوري ما زالت طاغية على موهبته التمثيلية، في لبنان تحديداً. هكذا، فإن الماكينة الترويجية، أو الإعلامية لهذا الممثل تكاد تطيح بموهبته التمثيلية التي تُعتبر جيدة جداً، بعد بلوغه مرحلة النضج في أعمال لم تستغل وسامته، أو تفاعل الجمهور مع الشكل، مثل مسلسل "فاروق".
لم تضع القاهرة يومًا ثقلها في التركيز على شكل الممثل القادم إليها، بل على موهبته وخبرته، فوظف المنتج المصري تيم حسن لصالح العمل الذي ينعكس على أداء صاحبه أثناء العرض. ربما ذلك ما افتقده تيم حسن في لبنان؛ إذ عانى من اتجاه أحادي يركز على الشكل بعيداً عن المضمون، ورغم ذلك حاول حسن نفسه التفلت من تلك القبضة، لكنه ما يلبث أن يقع فيها، وفقًا لكل الاصداء والتعليقات التي تؤثر على شخصيته، وهذا بالضبط ما حصل معه في ندوة عن مرض الفصام أقيمت قبل أيام في بيروت بدعوة من الجامعة اللبنانية الأميركية، في بيروت. كان الفنان ضمن المحاضرين بعد تجسيد دور مريض نفسي في مسلسل "عائلة نعمان" من إنتاج 2017 والذي عُرض في القاهرة قبل أشهر. ورغم حساسية الندوة، ومداخلات الأطباء عن المرض النفسي، انشغل جزء كبير من الحاضرين بالتقاط الصور مع تيم حسن الذي بدا باحثًا عن دور آخر قد لا يجيده أو يشعره بالارتباك، لذلك ابتعد طوال الفترة الماضية عن إجراء المقابلات التلفزيونية إلا تلك التي تتعلق بأدواره؛ فظهر في لقاء مباشر على قناة mtv اللبنانية للترويج للجزء الأول من "الهيبة" السنة الماضية. وبالتالي، يحاول الفنان السوري تفادي الوقوع في اسئلة محرجة حول زواجه من المذيعة المصرية وفاء الكيلاني. لكن المنتج صادق الصبّاح، على عكس تحفظ تيم، فهو يقود سفينة الإنتاج ويعد الممثل بما هو أفضل، ولا ريب من أن مناسبة كهذه تتحول إلى صفقة في الترويج لشخص حسن، ومسلسله الجديد "الهيبة- العودة" على الرغم من الانتقادات القاسية التي واجهت مسلسل "الحاج نعمان"، لكن الشركة والبطل استطاعا التغلب على ذلك عن طريق "الماكينات" الإعلامية التي تستغل "بارومتر" الإعجاب بالأبطال وليس بالمضمون منذ ما يقارب أربع سنوات، وبالتالي الترويج لذلك من أجل مبيع الأعمال الدرامية التي تُنتجها بشكل دوري.

لطالما احتل تيم حسن موقعاً متقدماً منذ بداية احترافه التمثيل، وتحديداً في وجهة الدراما السورية، الحديثة، وحتى داخل القاهرة، ولم يستغل يوماً وسامته لذلك، لكنه في لبنان وقع في هذا الفخ، المتوقّع أنه لا يدوم كثيراً، من دون تبرير لماذا التركيز على ذلك بدلاً من الموهبة والنص الذي يستحق كل هذا التهافت والضوء!

المساهمون