مسلسل "روزانا": العودة إلى حلب... لتزوير التاريخ

مسلسل "روزانا": العودة إلى حلب... لتزوير التاريخ

08 فبراير 2018
من تصوير روزنا (فيسبوك)
+ الخط -
نشر الممثل السوري، ميلاد يوسف، "برومو" مسلسل "روزنا"، وهو مسلسل درامي حلبي، من المقرر تقديمه في رمضان 2018. ولم يتضمن "البرومو" أي مشاهد مصورة، وإنما كان عبارة عن مجموعة صور لأبطال العمل، وأسماء الشخصيات التي قاموا بتجسيدها، مرفقاً بأغنية "عالروزنا" بصوت سلوى جميل. والعمل من تأليف جورج عربجي، وإخراج عارف الطويل.

وفي وقت سابق أعلن عارف الطويل عن العمل بمؤتمر صحافي، وذكر أن المسلسل يعد هدية للجماهير الحلبية، بمناسبة ما قال إنه "انتصار الجيش العربي السوري في حلب وتطهيرها من الإرهابيين". وبلغة إعلامية متطابقة تماماً مع اللغة التي يستخدمها نظام بشار الأسد، أكمل قائلاً: "العمل يحمل رسالة وطنية موجهة للعالم عن صمود الحلبيين في وجه الإرهاب... وتناول خطا دراميا وطنيا بحتا، يتمحور حول أسرة حلبية يمتلك ربها منشأة صناعية، تستهدفها الجماعات الإرهابية وتدمرها، إضافةً إلى تدمير منزلهم جراء قذائف الإرهابيين، مما يجبره على اتخاذ قرار بمغادرة المدينة، هو وأسرته. وفي طريقه إلى دمشق يتعرض أحد أبناء العائلة للقنص من قبل أحد الإرهابيين"، وصرّح الطويل أيضاً بأن "العمل سوف يرصد فرحة وردود فعل الأسرة الحلبية لحظة انتصار الجيش السوري في حلب".

هنا ينتهي تعريف الطويل بمسلسله "الوطني" عن حلب، التي دكها الروس ونظام الأسد، بآلاف القذائف والبراميل المتفجرة، فقتل فيها مئات المدنيين. لكن لا يبدو مستغرباً أن ينفّذ هذا العمل مخرج كعارف الطويل، وهو الذي نال عضوية مجلس الشعب بسبب "مواقفه الوطنية".


هذه المواقف هي التي جعلت الطويل يحمّل المعارضة السورية مسؤولية توقف الإنتاج الدرامي، إذ بحسب تصريحاته، فإن المعارك التي حصلت في حلب، حالت دون تصوير وإنتاج تلك الأعمال. وتفاخر الطويل بأنه المخرج الأول الذي سوف يعود للتصوير في المدينة السورية، علماً أنه أعلن صراحةً بأنه سيستثمر مشاهد الدمار الذي حل بحلب لينقل الصورة الحقيقة في عمله الدرامي. مضيفاً أنه سوف يتم تصوير جزء بسيط جداً من أحداث المسلسل في حلب، وستكون مدة التصوير في المدينة المنكوبة أسبوعين فقط، وسوف يستكمل تصوير باقي حلقات العمل في دمشق. وأضاف أيضاً أن المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني هي الوحيدة التي لم تتخل عن الدراما الحلبية بعد أن أهملتها شركات الإنتاج الخاصة، واتجهت إلى مسلسلات البيئة الشامية التي لها رواج وعائدات أكبر في السوق. وبرر تقصير المؤسسة بإنتاج أي عمل حلبي بأن العائق هو تدمير حلب واستحالة التصوير داخلها في السنوات السابقة.

يبدو حديث الطويل، غير منطقي على الإطلاق، حيث أنه كان من الممكن تصوير أعمال تنتمي للبيئة الحلبية في استديوهات خاصة بعيدة عن المدينة، كما يحدث في مسلسلات البيئة الشامية، التي تصور معظمها في استوديوهات، كمسلسل "باب الحارة، فتغدو المقاربة مع أعمال البيئة الشامية بعيدة عن المنطق. وكذلك كان من الممكن أن تنتج أعمال درامية حلبية دون التطرق إلى تصوير المدينة، كما يفعل معظم المنتجين اليوم، والذين يصورون مسلسلات سورية خارج سورية، كالجزء الثالث من مسلسل "أهل الغرام"، الذي صور في بيروت. وبذلك يغدو دفاع الطويل عن المؤسسة العامة للتلفزيون غير مبرر، فالمؤسسة أهملت الأعمال الحلبية وهمشتها بشكل واضح، واليوم تستعين بها لتستخدمها في دعاية سياسية وتسويق ما تسميه انتصارات النظام.

وأما عن تبرير عزوف المنتجين عن إنتاج الأعمال الحلبية بانعدام جماهيريتها، وعدم تحقيقها إيرادات في سوق الإنتاج، فهو أمر يقلل من شأن الدراما الحلبية، ويعتبر إساءة مباشرة؛ ولاسيما أن بعض الأعمال الحلبية حققت نجاحاً ورواجاً كبيراً فيما مضى، كمسلسل "خان الحرير" و"سيرة آل الجلالي" و"باب الحديد"، ولايزال صدى هذه الأعمال يعيش حتى اليوم.

المساهمون