وفاة حسن كامي: الصوت الأوبرالي الحزين

وفاة حسن كامي: الصوت الأوبرالي الحزين

15 ديسمبر 2018
ابتعد عن الغناء بعد رحيل زوجته (فيسبوك)
+ الخط -
رحل، صباح أمس الجمعة، الفنان المصري القدير، حسن كامي، ليلحق بزوجته نجوى وابنه شريف، حيث عاش وحيدًا طيلة السنوات الماضية ليموت كذلك.
رحيل زوجته كان سبباً قوياً لابتعاده عن الغناء الأوبرالي منذ وفاتها قبل ست سنوات. ولم يظهر سوى على مضض في بعض التجارب التمثيلية، منها فيلم "قدرات غير عادية" في دور صغير، وكذلك كضيف شرف في المسلسل الخليجي "قلبي معي" الذي عرض عام 2017، إذْ كان يبتعد كثيراً عن الكاميرات. ولكنه كان نشطاً للغاية على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إذْ لم يكفّ فيه عن الكتابة عن الموت، ولمَ لا، وهو فنان عانقه الموت كثيراً في أقرب من له، فمات في البداية نجله عام 2001، ثم لحقت به زوجته عام 2012، وهي بالتأكيد مأساة لم يستطع كامي تجاوزها، وكان كل يوم جمعة يزورهما في مقبرتهما، ولكن اليوم ذهب إليهما من دون عودة.
لم يكن للتمثيل مساحة كبيرة في حياته، كونه في الأساس من أشهر فناني الأوبرا منذ عام 1963، حيث درسها بشكل أكاديمي في مصر وإيطاليا، وقام بالبطولة في أوبرات عالمية في كل من بولندا وفرنسا وأميركا واليابان والدنمارك وغيرها. وكان خير ممثل لمصر وحصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير. ولكن لم يتم إلقاء الضوء على هذا الفن كما يستحق في مصر، لعدم الاهتمام به.
وفي إحدى المرات التي كان يقدم فيها أحد العروض، شاهده الفنان، محمد نوح، وهو يقف شامخاً على المسرح، فأقنعه بضرورة عدم الاقتصار على الأوبرا، والاتجاه كذلك إلى التمثيل. فاقتنع كامي وقدمه نوح إلى المسرح من خلال العرض المسرحي "انقلاب"، ليلفت الأنظار ويخطف الآذان بقوة صوته، ونال شهرة كبيرة في مصر من خلال صوته، كما عمل مديراً لدار الأوبرا المصرية. وبعد ذلك اتجه بقوة للعمل في بعض المسلسلات والأفلام السينمائية، منها "سمع هس" و"أنا وأنت وبابا في المشمش" و"هوانم جاردن سيتي" و"ضد التيار"، وغيرها من الأعمال التي بلغت أكثر من 120 عملاً ما بين التلفزيون والسينما والمسرح والإذاعة. واقتصرت أدواره على الشخصيات الأرستقراطية بسبب ملامحه التي لا تليق سوى بها. ورغم كل هذه الأعمال التمثيلية، بقيت الأوبرا محفورة بداخله، وكان في بعض المشاهد يغني بنفس الطريقة الأوبرالية، ولمَ لا، وهو يحبها منذ أن كان طفلاً عمره 12 سنة. فقد سبق وقال كامي في تصريح له عن سبب حبه للأوبرا، إنه كان لديه صديق اسمه كلود رطل، والدته أستاذة الغناء جيلان رطل، ذهب لها ولم تعجب بصوته وقالت صوتك مزعج، ورفضت أن تساعده. لكنه رفض أن يتركها قبل أن تقبل بتدريبه، وبالفعل أقنعها، وقامت بتدريسه. وبالفعل، استطاعت أن تغير من صوته، ورشحته لأوبرا "لاترافيتا"، وذهب ليغني في دور صغير، وفوجئ بهم يرشحونه لدور البطولة، ليعطي حسن مثالاً قوياً في ضرورة إيمان الإنسان بنفسه وبقوة موهبته.

دلالات

المساهمون