الموت يغيب المخرجة المصرية عطيات الأبنودي

توفيت المخرجة المصرية عطيات الأبنودي عن عمر ناهز 79 عاماً، مساء الجمعة، إثر مرض ألمّ بها قبل عدة أيام، وهي واحدة من أبرز الأسماء في صناعة الأفلام التسجيلية في مصر، إذ تعد مُؤسسة شركة "أبنود فيلم" للإنتاج، التي اهتمت في كل أفلامها برصد الحياة الاجتماعية اليومية للشرائح الكادحة.

وأعلنت أسماء الطاهر، ابنة الأبنودي من زوجها الراحل (الشاعر يحيى الطاهر عبد الله)، على حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" خبر وفاة والدتها، قائلة: "ماما فكت قيود جسمها اللي حاصرها، وروحها راحت لربنا... ادعوا لها بالرحمة والمغفرة".

ولدت الأبنودي في إحدى قرى محافظة الدقهلية بدلتا النيل في عام 1939، ودرست القانون بكلية الحقوق في جامعة القاهرة، وحازت على درجة الليسانس في عام 1963، وواصلت الدراسة بعدها بالمعهد العالي للسينما، وتخرجت فيه عام 1972، ثم حصلت على زمالة مدرسة السينما والتليفزيون الدولية من بريطانيا عام 1976.

ويصف النقاد المخرجة الراحلة بأنها "سفيرة السينما التسجيلية"، وصاحبة مدرسة السينما التسجيلية الواقعية الشاعرية، فكانت رحلتها مع أفلامها التسجيلية ترصد الواقع وإشكالياته، وتعبر بالصوت والصورة عن لسان حال البسطاء، وحازت على لقبها نسبة للشاعر الراحل، عبد الرحمن الأبنودي، الذي استمر زواجه منها لمدة 12 عاماً.

قدمت الأبنودي أول أعمالها تحت عنوان "حصان الطين" في عام 1971، وحصد الفيلم العديد من الجوائز الدولية، منها الميدالية الذهبية في مهرجان قليبية بتونس، والجائزة الأولى في المهرجان الأول للشباب بدمشق عام 1972، والجائزة الكبرى في مهرجان غرونوبل بفرنسا في عام 1973، والميدالية الذهبية من مهرجان مانهايم بألمانيا في العام نفسه.

وتمتلك الأبنودي في رصيدها أكثر من 25 فيلماً تسجيلياً، منها: "حصان الطين، وأغنية توحة الحزينة، وسوق الكانتو، والأحلام الممكنة، ونساء مسؤولات، والساندوتش، ومناظر من لندن، وبحار العطش، ونساء البترول، وإيقاع الحياة، وعام الوزير مايا، وحديث الغرفة رقم 8، ومفكرة الهجرة، والقتلة يحاكمون الشهيد، وأحلام البنات، وأيام الديمقراطية، وبطلات مصريات".

وحصدت المخرجة الراحلة جوائز إقليمية ودولية عدة، من بينها جائزة أحسن إنتاج مشترك في مهرجان فالنسيا بإسبانيا عن الفيلم التسجيلي "إيقاع الحياة" عام 1990، وجائزة جمعية نقاد السينما المصريين عن الفيلم التسجيلي "اللي باع واللي اشترى" عام 1992، فضلاً عن تكريم المهرجان القومي للسينما التابع لوزارة الثقافة المصرية لها عام 1998.

وظلت الأبنودي تجوب العالم بأفلامها كسفيرة للسينما التسجيلية طوال العقود السابقة، إلى أن كرمها أخيراً مهرجان الفيلم الأفريقي في مدينة نيويورك الأميركية، وغيبها الموت قبل تكريمها بمهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، الذي اختارها ضمن ثلاث من صانعات السينما المصرية لتكريمهن في دورته الثانية، والمقرر عقدها في الفترة من 20 إلى 26 فبراير/ شباط المقبل.