الفنانون والبث المباشر... صراحة ومبالغة في الخفة والإحراج
فيفي عبده (عمرو أحمد فرانس برس)
قبل أسبوعين، بدأت الفنانة المصرية فيفي عبده، باستخدام خدمة "البث المباشر" على موقع "فيسبوك"في سبيل الترويج لنفسها، والتواصل مع جمهورها. ورغم الاستخفاف بالإجابات، وبعض الحركات الهزيلة التي تعتمدها في الفيديوهات، إلا أنَّها استطاعت أن تحقق أرقامًا جيدة لجهة المتابعة، إذْ تحظى بأكثر من مليون مُتابع على صفحة "فيسبوك" لوحدها، وتأتي محاولاتها المباشرة على الهواء، لإثبات وجود مزيد من المتابعين من خلال الأسئلة والإجابات التي تطالعنا على موقع "فيسبوك" إنما بشكل مباشر هذه المرة.
وظهرت فيفي عبده قبل أيام في بث مباشر على موقع "فيسبوك"، وهي جالسة على أريكة وتتناول "اللبّ". وحقق التفاعل مع جلستها أكثر من نصف مليون متابعة. وسأل المتابعون طائفة من الأسئلة التي حاولت فيفي الإجابة عنها، عن طريق مساعدها الذي يظهر صوته فقط، والذي يعلق ويسأل المتابعين الذين يشاهدون فيفي مباشرة أمامهم، على الجوال أو الحواسيب الإلكترونية.
والواضح أن معظم الحوارات هزليَّة، فيقول لها متابع، مثلاً، رجاء توجيه تحية إلى فلان، فتقوم عبده بتوجيه تحية، وتوجه لها سيدة تحية لأنها تأكل "اللبّ"، في حين يدوّن أحدهم، بأنها من أفضل الفنانات في العالم العربي، لترد عليه شاكرة، وتدعو له بطريقة الأم، فيما تطلب ثالثة منها توديعها لأنها ستخلد إلى النوم، فترد فيفي عبده بسرعة "يلا بونوي يا روحي".
هذا نموذج من الحوارات التي يتابعها البعض على موقع "فيسبوك". لا أهداف محددة من ورائها، سوى ملء وقت فيفي عبده عبر استغلال مواقع التواصل الاجتماعي، وتوزيع قُبلات بالجملة والمفرق على المتابعين من قبل المرأة التي اشتهرت في السنوات الأخيرة، عبر استخدامها مواقع التواصل الاجتماعي مع "بوسات" تخص بها الناس دون دراية جيدة لتبعات مثل هذا المواقف، والتي تفقد الفنان أشياء من هيبته الواضحة تجاه جمهوره أولاً، وتجاه نفسه ثانيًا، وتدخله أحياناً في مشاكل النقد الذي يصل أحيانًا إلى مستوى السب والشتم والقذف، خصوصاً فيما يتعلق باسم أهله أو أحد أفراد عائلته.
أما الفنانة اللبنانية، نجوى كرم، تبقى حذرة في استخدام تقنيَّة البث المباشر. فهي لا تظهر بخدمة الفيديو، بل تعلن مسبقًا عن وقت محدد للإجابة عن كافة استفسارات معجبيها، على موقع "تويتر". تعتمد نجوى كرم على "وسم" أو "هاشتاغ" لإعلام متابعيها بساعة الصفر، حيث تبدأ الأسئلة مباشرة على كرم، ومنها أسئلة عن جديدها الغنائي، وماذا تناولت من أطعمة، ورأيها بأغنيات أو "ألبومات" أصدقائها من الفنانين. والواضح، أن نجوى كرم تقوم بالإجابة عن الأسئلة التي لا تسبب لها أي إحراج، أو تلك التي تظهر على متصفح غوغل، ولا ترد عليها. وهي، أحياناً، تقوم بحذف بعض الحسابات المزيفة، والتي يُراد منها السبّ أو النيل من سمعتها، كما هو حال معظم الفنانين.
وتفضل الفنانة، غادة عبد الرازق، استخدام تقنيَّة البث المباشر على متصفح "أنستغرام". الممثلة المصرية تحاول أن تكون على بساطتها، ولا يهمها المكان الذي تبثّ منه مباشرة، في حين تبقى إجابتها نادرة حول بعض الاستفسارات التي تصلها عبر التواصل، وذلك، بالطبع، لم ينقذها من ورطة تعريها في إحدى المرات، الأمر الذي دفع إلى المطالبة بمحاكمتها، واستفسار القضاء حول فيديو منتشر أظهر بعض العري في جلسة مفتوحة على المباشر الإلكتروني. وطالب البعض بمحاكمتها، وبالفعل، اتّخذت النقابة قراراً طالب بالتحقيق مع غادة عبد الرازق ومعرفة القصد من وراء الفيديو الذي انتشر وهي شبه عارية.
وكانت نوال الزغبي من أولى الفنانات في العالم العربي اللواتي دخلن عالم "تويتر". وهي تفضل التواصل مع جمهورها عبر الكتابة في الرد على أسئلة واستفسارات الجمهور الذي يتابعها. الزغبي تضيق في بعض الأحيان ذرعاً لجهة المنتقدين، فتقوم بحذفهم عبر خدمة الـ"بلوك".
وتسبب موقع "سناب شات" مراراً بمشاكل كثيرة للمذيعة السعودية، لوجين عمران، والتي تحاول أن تظهر دائماً بمظهر الاستعلاء. ولا تتوانى عن نشر سيارات فارهة تقول إنها اشترتها بمالها، أو أهدت ابنتها سيارة، وكذلك حفلات العشاء التي تُقام في بعض القصور، وتسمح بتصوير المآدب والولائم ، فتواجه عمران أسئلة حول مغزى نشر الصور والفيديوهات المباشرة، الأمر الذي يبدو مُستفزاً بالنسبة للفقراء، أو لا يتماشى مع بعض الأحداث في العالم العربي. لكن لوجين عمران تلتزم الصمت، وأحياناً تحذف الفقرة المباشرة التي تسببت بهجوم وانتقادات لاذعة ضدها.
بدوره ظهر الفنان مروان خوري، بطريقة مباشرة على موقع "فيسبوك"، وذلك يوم بداية عرض برنامجه "طرب مع مروان خوري" على شاشة "التلفزيون العربي". وكانت، ربما، المرة الأولى التي يظهر بها خوري على الميديا البديلة بطريقة مباشرة، إذْ أجاب على أسئلة المتابعين بطريقة خطفَ من خلالها مزيداً من الجمهور.
أمَّا الفنان عمرو يوسف، فيظهر بعض الأحيان بطريقة مباشرة، دون التفاعل مع الجمهور الذي يحاول خلال هذه الفترة توجيه الأسئلة ليوسف لكن دون جدوى، والغرض يكون، مثلاً، تصريحا يريد الفنان إيصاله إلى الجمهور، عبر صفحته دون الاتصال بالصحافة، كما هو حال عمرو يوسف، عندما نفى إشاعة القبض عليه وزوجته الممثلة، كنده علوش، بتهمة تعاطي وحيازة المخدرات. وحقق هذا الفيديو ما يقارب نصف مليون متابع على صفحة يوسف الخاصة.
