المسلسلات الكوميدية: الزعيم يتراجع ومكي في المقدمة

المسلسلات الكوميدية: الزعيم يتراجع ومكي في المقدمة

31 مايو 2017
فقد عادل إمام القدرة على التجديد والإبداع (فيسبوك)
+ الخط -
أتت الحلقات الأولى من مسلسلات رمضان الكوميدية كاشفة لطبيعة كل عمل، وشكلِ الرهانات والخيارات التي يأخذها كل مسلسل لإضحاك جمهوره. وبالتالي، الحصول على نسب أعلى من المشاهدة والجماهيرية والربح. وفي الوقت الذي استفادت فيه بعض الأعمال من مساحات التجريب والعوالم المختلفة التي تخلقها، فإن أعمالاً أخرى حاولت التحرك في المنطقة الآمنة، وهو ما لم يأتِ أبداً في مصلحتها، أو على الأقل هذا ما ظهر في الحلقات الأولى.

مكي وماجد وشيكو على القمة

أكثر المسلسلات الكوميدية التي نالت نسب مشاهدة وتعليقات إيجابية من الجمهور على شبكات التواصل هو مسلسل "خلصانة بشياكة"، الذي يعود فيه الممثل، أحمد مكي، إلى التلفزيون بعد عامين من الغياب. ويقرر فيه أن يغير جلده تماماً بعد 5 مواسم ناجحة من سلسلته "الكبير". رهان مكي على التغيير لم يتعلق بشخصيته وطبيعة دوره فقط، بل اتصل بكل شيء، بداية من مشاركة هشام ماجد وشيكو البطولة، بمساحات شبه متساوية على الشاشة، وحتى في التترات، مما يفيد المسلسل وينوّع مناطق الكوميديا فيه. ولكن التغيير يشمل، أيضاً، شكل المسلسل والأجواء التي يخلقها، حيث عالم "ما بعد الكارثة" في مصر عام 2042، أي بعد نهاية الكوكب إثر نزاعات عنيفة بين الرجال والنساء. وتدور الأحداث بين آخر مجموعات من الجنسين كل منهما في جانب. هذا العالم الجديد يعطي هو الآخر فرصة لخلق نكات وضحك من مناطق غير معتادة أو مطروقة أبداً، خصوصاً مع المستوى الفني الممتاز جداً الذي ظهرت عليه صورة المسلسل، وتحديداً في الأزياء والديكورات، والتي تصل إلى درجة مبهرة من الإتقان. ردود الفعل الممتازة على "خلصانة بشياكة" تؤكد على أن رهانات مكي على التجديد والخروج من عباءة الدور الواحد والعالم الواحد، كانت ناجحة إلى أقصى درجة، وهو أمر من المنتظر أن يزداد مع ارتفاع رتم الأحداث في الحلقاتِ المقبلة.

الزعيم لا يغادر مناطقه الآمنة

طوال تاريخ عادل إمام، كانت واحدة من نقاط تميزه الدائمة، والتي تجعله يفرق في نجوميته بمسافة عن أي ممثل آخر، هي قدرته على التجديد والإبداع بشكل دائم، إذ يتحرك، دومًا، بين مخرجين مختلفين وأدوار مختلفة، بين كوميديا ودراما، مع مخرجين شباب وآخرين محنكين، ليصنع مسيرة سينمائية مبهرة ظل خلالها "النجم الأول" لثلاثة عقود متتالية على الأقل. إلا أن الأمر يختلف تماماً عند الحديث عن التلفزيون. فعادل إمام في السنوات الأخيرة لا يغامر بأي درجة، يعتمد على السيناريست، يوسف معاطي، الذي أصبح أقرب لكاتب شخصي له، وكذلك على ابنه المخرج رامي إمام، وتظهر المسلسلات في كل مرة، وشخصية الزعيم داخلها، كأنها تنتمي لعالمٍ أقدم، كان ناجحاً في وقت مضى. ويصر إمام على أنه سينجح للأبد! وفي "عفاريت عدلي علام"، كما في مسلسلاته الأخيرة كلها، هناك شخصيات كاريكاتيرية ومواقف فجّة وردود أفعال مكررة من إمام، حتى قصة المسلسل نفسه عن "عفريتة تظهر لموظف أرشيف فتغير حياته"، تبدو قديمة جداً ولا تنتمي للحظة الحالية، وهو ما يجعل الآراء على المسلسل غير إيجابية، خصوصاً من الشباب على المواقع الإلكترونية.

ثيمة "لالا لاند" الكلاسيكية فاقدة للبريق

الفكرة الأساسية التي يعتمد عليها مسلسل "في اللالا لاند" مكررة لدرجة محبطة. طائرة تحمل مجموعة كبيرة ومتباينة من الركاب تسقط على إحدى الجزر، ويضطر الجميع للتفاعل مع بعضهم، وتكوين مجتمع صالح للحياة. عشرات الأفلام المصرية والأجنبية قدمت معالجات مختلفة لنفس الفكرة، فما الجديد الذي يطرحه المسلسل؟ حتى الآن.. لا شيء جديداً في حلقاته الأولى. فالمسلسل يعتمد على كاريكاتيرية مبالغ فيها في شخصياته، ويراهن على أن وضعهم معاً داخل عالم واحد مغلق قادر وحده على تفجير الضحك. فنشاهد المجرم (محمد ثروت) والثري (سمير غانم) والزوجين الجديدين (حمدي الميرغني وشيماء سيف) إلى جانب بطلة المسلسل دنيا سمير غانم، والتي تؤدي شخصية مضيفة الطيران السوقية، وغيرهم. تلك الكاريكاتيرية في كل الشخصيات بلا استثناء لم تكن مفيدة، ولا يوجد ابتكار لمشاهد مختلفة يتم فيها الاستفادة من اختلافهم لتفجير الضحك، مما جعل المسلسل، حتى الآن، أقل كثيراً من "نيللي وشريهان" الذي جمع نفس الطاقم في العام الماضي.

شخصيات فهمي المتعددة

الممثل أحمد فهمي، وبعد انفصاله عن هشام ماجد وشيكو، يأتي منافساً في التلفزيون أيضاً بعد السينما، وفي مسلسله "ريّح المدام" ينطلق هو الآخر من تيمة معتادة، أقرب ما تكون للفيلم الكلاسيكي المصري "عفريت مراتي"من بطولة شادية وصلاح ذو الفقار، حيث زوجة (تقوم بدورها مي عمر) تفقد ذاكرتها وتتنقل بهويات وشخصيات مختلفة، ويتحرك زوجها (فهمي) مع صديقه (أكرم حسني في أداء ممتاز كالعادة) وراءها من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه. ورغم ضعف بعض التفاصيل الإنتاجية والإبداعية في العمل، إلا أن الرهان الذي صنع فارقاً حقيقياً فيه يتعلق بأن الحلقات منفصلة، نظراً لطبيعة الحكاية، مما يسمح للانتقال في عوالم وشخصيات مختلفة، ويعطي الفرصة لفهمي وحسني في الابتكار والتجريب، وقد ينقذ المسلسل الذي نال ردود أفعال متباينة في حلقاته التي عرضت حتى الآن.

دلالات

المساهمون