الدراما الموسمية... مسلسلات بحكم التمديد الدائم

الدراما الموسمية... مسلسلات بحكم التمديد الدائم

04 ابريل 2017
الدراما التركية شجعت المنتج العربي على المسلسلات الطويلة(فيسبوك)
+ الخط -
على الرغم من انشغال الدراما العربية بالموسم الرمضاني، وحصر ورش التصوير بهذا الموسم حتى بداية الشهر الفضيل، تخرج بعض المسلسلات، عن إطارها التقليدي، ويتجه المنتجون إلى التمديد لأجزاء من بعض المسلسلات، في تجربة تعتبر جديدة على العالم العربي، إذ لا تعتمد على موسم معين، كما كان يحصل في الأجزاء التي قدمت من قبل وسجلت قبولاً ونجاحاً في شهر رمضان، مثل "ليالي الحلمية" و"رأفت الهجان".

لكن المنتج المصري أبقى على ذلك النجاح محصوراً في شهر رمضان، فقدم في السنوات القليلة الماضية، "الكبير أوي" في خمسة أجزاء، وكذلك مسلسل "سلسال الدم" (يُصور الجزء الخامس منه) لرمضان 2017.

ولم تغب الدراما السورية عن خيار الأجزاء. مجموعة كبيرة من الأعمال الدرامية السورية التي استمرت، ولا تزال لسنوات، وتعتمد بالتالي على النجاح، وتفضيل شركات الإنتاج على المتابعة بهذا الخط، وعدم المغامرة بنص أو رواية جديدة حال مسلسل "باب الحارة"، الذي خرج من الإطار الفني بعد ثماني سنوات من عرضه، وأصبح "تجارياً" رغم المعارضة الشديدة التي يتعرض لها المسلسل في رأي المنتجين. إذ صارت ميزة المسلسل فقط تحقيق نسب مشاهدة عالية.

كما حكمت بعض الحكايات الخاصة بالبيئة الشامية، خارطة شركات الإنتاج السورية تحديداً، مثل "طوق البنات" الذي يُصور في جزء ثالث، ويُصور حالياً في دمشق الجزء الثاني من "خاتون" بعد نجاح الجزء الأول منه، ويشارك فيه عدد من الممثلين اللبنانيين.

في العقد الأخير، دخل الإنتاج التُركي على العالم العربي، واستطاع أن يحجز مكاناً جيداً على خارطة العرض التلفزيوني. لم يكن الخليج بمنأى عن ذلك، بل كان الدافع الأول لانتشار مجموعة لا بأس بها من المسلسلات التركية التي اجتاحت العالم العربي، وفتحت بالتالي، أبواب التعاون بين العرب والأتراك على أكثر من صعيد، فني. وتعرف الجمهور العربي على الممثلين الأتراك الذين رحبوا بهذا الانفتاح، وتواجدوا في العديد من الأنشطة الفنية العربية، إضافة إلى جوائز التكريم العربية التي يحصدونها بناء على جماهيرية المسلسل الذي يُعرَض مُدبلجاً في الدول العربية.

كل ذلك، كان مدخلاً ليتعرّف المنتج العربي على خصوصية الدراما التركية، وتأتي محاولته اليوم لتقديم نُسخة عربية، لعلها مُشابهة جداً في صناعة الدراما التركية، والاعتماد على إحصاءات، يقررها الجمهور، كما هو الحال في تركيا، وهذا ما يدفع إلى إنتاج مسلسلات لا تقل عن ستين حلقة في الأجزاء الأولى، واستثمار نجاحها بالتالي في أجزاء يُقرر تنفيذها لاحقاً.

 

لبنان، تحديداً، يدخل بشكل رسمي هذه السنة في دائرة الدراما الموسمية في مجموعة من الأعمال التي عُرضت، ومنها ما تتحضّر له الشاشات اللبنانية، استناداً إلى نجاح حققته هذه المسلسلات، وفق شركة الإحصاء اللبنانية. فمسلسل "متل القمر" 2016 حقق نسبة مشاهدة جيدة، ما دفع بمنتجه مروان حداد إلى تقديم جزء ثان منه. لكن الجزء الثاني كان مخيبًا للآمال، ولم يحظَ بالنجاح الذي كسبه الجزء الأول، إضافة إلى عرض مسلسل "أمير الليل" للكاتبة منىى طايع، وبطولة المُغني رامي عياش، في أكثر من ستين حلقة. "أمير الليل" كان بمثابة تجربة،، من محطة LBCI اللبنانية لقياس نسبة المشاهدة عند المتابعين، واعتبرَت LBCI أن المسلسل نجح في كسب ثقة الناس، رغم النقد القاسي الذي تعرض له من قبل الصحافة. لكن ذلك لم يثن المحطة عن إعداد مسلسل ثان يُصور حالياً، وهو مقتبس عن مسلسل مكسيكي، ويحمل عنوان "الحب الحقيقي". وأكدت مديرة الإنتاج، مي أبي رعد، لـ "العربي الجديد"، أن الشركة تدرس إمكانية، رفع حلقات "الحب الحقيقي" إلى 200 حلقة، في حال توفرت الظروف الخاصة لذلك، وتقبّل الجمهور الجزء الأول المفترض عرضه في رمضان المقبل على الشاشة نفسها، بحسب أبي رعد. 

هكذا، يدخل لبنان رسمياً في عمل درامي طويل، سيرافق المشاهدين طوال أيام السنة، وبأجزاء متفرّقة في العرض، تماماً كما هو حال المسلسلات التي تحظى بحضور جماهيري كبير في تُركيا. 

وليس بعيداً عن "الحب الحقيقي" اتجه المنتج اللبناني، مروان حداد، أيضاً، إلى المسلسل الطويل. حدّاد عملَ منتجاً لسنوات، في أعمال درامية لبنانية، انتقدَت بشدة، لكن يبدو أنها أسَّست لمجموعة أخرى من المسلسلات التي تغزو السوق اللبناني فقط، بعدياً عن أي ترويج خارجي.

بعد أكثر من خمسين حلقة من مسلسل "زوجتي أنا" إنتاج شركة مروان حداد، الذي عرض خلال موسم الشتاء، اختتم المسلسل عرضه قبل أيام بجملة "يتبع في رمضان المقبل" في إشارة إلى أحداث جديدة، برأي حداد، تُجهز للحاق بالأعمال الدرامية للموسم الأقوى. ويؤكد حداد، أنّ "زوجتي أنا" حقق نسبة جيدة من المتابعين، وأن قراره للدخول في المنافسة الرمضانية لم يأت من فراغ، بل من نسبة المشاهدين الذين أحبّوا هذا العمل لثلاثة أشهر.

وكشفت الكاتبة، نادين جابر، مُؤخّراً، عن مسلسل لبناني جديد، انتهت من كتابته، بعنوان "بلحظة" يُصور حالياً، وهو من إنتاج "الصدى" وإخراج السوري، أسامة حمد. وينقسم المسلسل إلى جزءين، الجزء الأول، سيُعرض في رمضان المقبل، أما الجزء الثاني فبعد شهر رمضان. ويروي قصة عائلتين من لبنان تتنازعان بسبب المال والثأر، ويلعب دور البطولة الفنان زياد برجي مع فيفيان أنطونيوس وكارمن لبس.


المساهمون