احتفال فرنسيّ بكلاسيكيات "ديزني" الهوليوودية

احتفال فرنسيّ بكلاسيكيات "ديزني" الهوليوودية

03 ابريل 2017
من فيلم التحريك "بيتر بان" (يوتيوب)
+ الخط -
لن يكون إصدار "عددٍ خاص" من المجلة الأسبوعية الفرنسية "لو بوان" استثنائياً، أو مغايراً لمألوف الصحافة الغربيّة، المعتادة إصدار أعداد خاصّة بمواضيع راهنة.

والسلسلة الجديدة التي تُصدرها "لو بوان" معنيةٌ بثقافة الـ "بوب" (POP)، التي يزداد المهتمّون بها في فرنسا، والتي تدفع إدارة تحرير المجلة إلى ابتكار نمطٍ مستقلّ لمعاينة تفاصيلها وأدواتها ومناخاتها المتنوّعة، في محاولةٍ جدّية لمناقشة مفردات هذه الثقافة الشعبية أولاً، وللتقرّب ـ أكثر فأكثر ـ من قرّائها ثانياً، ولتفعيل كلّ تواصل ممكن بينها وبين شرائح أكبر عدداً وأوسع انتشاراً في البيئة والاجتماع الفرنسيين، والفرنكوفونيين أيضاً.

ورغم أن "لو بوان" معتادة إصدار "أعدادٍ خاصّة" مختلفة المواضيع والسجالات والعناوين الثقافية والسينمائية، إلاّ أن اختيارها "ديزني" لعددٍ أول من سلسلتها الجديدة يُشكّل إضافة نوعية على كلّ نقاشٍ يتناول نتاج الاستديو الأشهر في صناعة أفلام التحريك. والنقاش لن يبقى أسير نقدٍ مباشر، بقدر ما يقرأ البُنى الكثيرة لهذه الصناعة، مستعيناً بعلوم إنسانية شتّى (علوم النفس والاجتماع والتربية، والمراجع الفكرية ـ الفلسفية)، بالإضافة إلى الآداب العالمية.

أما مناسبة اختيار "ديزني" للعدد الأول، الخاصّ بثقافة الـ "بوب"، فعائدةٌ إلى بدء الاستديو الهوليوودي إنتاج نسخٍ سينمائية "حيّة" (مع ممثلين من لحمٍ ودمٍ) لأفلام تحريكٍ، للاستديو نفسه حقوق ملكية فكرية وإنتاجية لها، علماً أن بعضها يُعتبر بمثابة "كلاسيكيات" في صناعة الرسوم والتحريك. وبقدر ما سيثير العدد متعة القراءة، بمواضيعه الجامعة بين عمق التحليل وجمالية صناعة الترفيه، فإن عنوان الغلاف سيكون دعوة حقيقية إلى العدد وعالمه والتفاصيل الكثيرة، التي يعكس عبرها حيوية المشروع وضخامته وأهميته، انطلاقاً من الأفلام نفسها، ومما تحتويه من عمقٍ فلسفي وثقافي وفكريّ، غالباً.

"أساطير وأصول الكلاسيكيات الكبيرة لديزني". هذا وحده كفيلٌ بتحريض عديدين على مغامرة الانزلاق الجميل في نصوصٍ معنية بقراءات مختلفة لبعض هذه الكلاسيكيات، وفي رسومٍ وصُور ومقارناتٍ، وفي معلومات ومعطيات. والكلاسيكيات الموسومة بطابع "ديزني"، والمختارة لإنتاجها بنسخٍ سينمائية "حيّة"، والمذكورة عناوينها على غلاف العدد الخاص نفسه، هي، بالإضافة إلى "جميلة والوحش" لبِل كوندن (يُعرض حالياً في صالات أميركية عديدة): "الأسد الملك"، و"بيتر بان"، و"علاء الدين"، وغيرها.

لكن الأسئلة المطروحة في مناسبةٍ كهذه، تتعدّى الاحتفال بالمشروع: هل تحتمل أفلام التحريك كلّها هذا الكمّ الهائل من التحليل والتفكيك النقديين، المرتكزين على علومٍ إنسانية مختلفة؟ هل يُفقِد التحليل والتفكيك الأفلام المذكورة من جمالياتها البصرية والدرامية الشفّافة؟ هل تُبدِّل القراءة أسس العلاقات الفطرية والجميلة والمتواضعة، القائمة بين مشاهدين كثيرين وتلك الأفلام؟


المساهمون