ميشال حوراني: تزعجني النظرة الدونية للممثل اللبناني

ميشال حوراني: تزعجني النظرة الدونية للممثل اللبناني

27 مارس 2017
"مشكلتنا هي مشكلة إنتاجية" (فيسبوك)
+ الخط -
التقينا في "العربي الجديد" مع الممثل اللبناني، ميشال حوراني. ممثّل شارك في أدوارٍ مختلفة ومتنوّعة، وأكاديميُّ يعلّم في الجامعة، ومدرّب في فنون التواصل، وأب لطفلتين.

بداية، يؤكِّد حوراني أنَّ الطالب بعد أن يتخرّج من معاهد الفنون عموماً، والتمثيل والمسرح على الخصوص، عليه أن يمرّ بفترة تجربة صعبة وطويلة، حتّى يتمكّن بالمهنة فعلاً، ويعرف كل أسرارها وأصولها. ويقول عن ذلك: "نتيجة الدخول إلى العمل الفني، لمن لا يمتلك الجهوزيّة والخبرة، ستكون غير سلمية. لكن، هناك استثناءات أحياناً، إذْ تتمكَّن بعضُ المواهب التي تتمتَّع بتركيبة معينة وثقافة عالية أن تحرق المراحل". أمّا حول التقييم والنقد المنتشر حاليًا، فيضيف حوراني: "ثمّة مشاكل في قطاع المجال الفني، وكل القطاعات، والصحافة أوّلها. الآن، كل واحد أصبح يعتبر نفسه ناقداً فنياً يمدح ويشتم الأعمال الفنيّة كما يشاء. وقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في حلول هؤلاء الأشخاص محل الصحافة الفنيّة النزيهة والمستقلة. بالتأكيد، يوجد صحافيّون محترفون، لكن، فكرة الصحافة الفنيّة الناقدة الحقيقية مفقودة. هنالك خلطٌ بين الرأي والنقد، إذ يوجد للنقد منهجيّة ودراسة. وليس كل متابع للأعمال الفنيّة يصبح ناقداً".
وحول تصويره مسلسل "أدهم بيك" الجديد، يحدّثنا حوراني: "دوري في المسلسل هو من الأدوار الأساسيّة. أنا ويوسف الخال نلعب دور الشقيقين. نحب المرأة نفسها والتي تكون زوجتي (تمثّل الدور ريتا حرب)، إذ تربطها علاقةُ حبٍّ بشقيقي. يحكي العمل عن حقبة الأربعينيات في صراع عاطفي وسياسي. إذ يكون أخي مُطبِّعاً مع الانتداب الفرنسي ومناهضاً للمقاومة، في حين أكون أنا مقاوماً للانتداب ووطنياً. دوري في "أدهم بيك" هو، باعتقادي، من أجمل وأفضل الأدوار التي قمت بها. المشاعر قويّة ومكثقة وعميقة. النص كتبه طارق سويد، والإخراج لزهير قنوع، والإنتاج لمروان حداد. أعتقد أنّ مروان حداد يستطيع رغم سوق الإنتاج الضعيف في لبنان أن يترك بصمةً واضحة".

أمّا عن تشابه المواضيع السينمائيّة والدراميّة في الأعمال اللبنانيّة، فيشير حوراني إلى أن : "السينما العالميَّة مبنيّة عموماً، على 3 أو 4 مواضيع، هي مواضيع الحب والحرب والجنس والسلطة. مشكلتنا أننا ننتقد الأعمال اللبنانيّة دوماً، ونعتبرُ الأعمال الأجنبيّة هي الفضلى. القصّة ليست هكذا. هم لديهم تشابه أيضاً، ولكنهم يمتلكون التنوُّع في الرؤية والإخراج. الأفلام الأميركيَّة، مثلاً، تدور دوماً حول مواضيع متشابهة، لكن رؤية ومعالجة المخرجين للمواضيع المتشابهة تختلف.



وعن شكوى شركات الإنتاج من قلّة وجود كتاب سيناريو محترفين، يعقّب حوراني: "شركات الإنتاج لا تبحث أيضاً. لا تقيم، مثلاً، ورش عمل على الكتابة الجماعيّة تحت إشراف كاتب واحد محترف. مشكلتنا هي مشكلة إنتاجيّة. لا تستطيعين أن تقدّمي العمل الدرامي كأنه سندويش همبرغر سريع. العملُ يحتاجُ إلى النضج، بدءاً من التصوير، مرورًا بالعمل مع الممثلين وتحضير الشخصيَّات. وهذا التفاوت في الإنتاج، أدّى إلى التقليل من شأننا كممثّلين لبنانيين في العالم العربي. واختبرتُ هذا الأمر شخصياً، مع المصريين في مسلسل "ولاد تسعة" من إخراج أحمد شفيق، ومع المخرج السوري زهير قنوع في "أدهم بيك". تزعجني دومًا النظرة الدونيّة للممثل اللبناني. نحن لسنا أقل مستوى، لدينا الكثير من الكفاءة كمخرجين وكتاب وممثلين. لقد شاركتُ في مسلسل مصريّ، وقد استطعت مع زملائي أن نغيّر تقريباً جزءاً من هذه النظرة".


ويكمل حوراني: "رُوِّجَ لهذا الأمر منذ حوالي 30 أو 40 عاما، إذ يشاع أنّ اللهجة اللبنانيّة غير مفهومة. وهذا فعلاً امر غير مفهوم، لأنّ لبنان هو الأوّل على الساحة الإعلاميّة العربية، إذاً، كيف تكون اللهجة على وسائل الإعلام اللبنانية مفهومة، في حين اللهجة اللبنانية الدرامية غير مفهومة. اللهجة هي نفسها، المشكلة أنّ المنتجين اللبنانيين لم يستطيعوا أن يسوقوا للأعمال اللبنانية بشكل جيد".
كيف تفهموننا إعلامياُ، من هنا، المنتجون اللبنانيون لم يستطيعوا ان يسوّقوا أعمالاً لبنانية.
وجدير بالذكر، أنّ الدراما اللبنانية تاريخياً بدأت قبل الدراما السوريّة، وخصوصاً في فترة الستينيات، ولكن، توقّفت بسبب الحروب المتعاقبة على لبنان.
وحول وجود سينما في لبنان وعدم وجودها في سوريّة، يعلّل حوراني ذلك: "الأمر، باعتقادي، مرتبطٌ بحريّة الرأي. وجود السينما مؤشّر كبير على حرية الرأي. ولبنان هو البلد العربي الوحيد الذي يمتلك سينما حرّة. أن يعتاد اللبناني على الذهاب إلى السينما من أجل مشاهدة فيلم لبناني، فهذا أمرٌ سليم. لكن، طبعاً، هذا لا يعني أنّ كل الأفلام تتمتّع بالمستوى المطلوب. يجب أن تكون مواضيع السينما اللبنانية مرتبطة بالهوية اللبنانية. ومع مرور الوقت، ستتطور السينما، وسيتعلم الجمهور أن يميز بين الجيد والرديء".

وحول رأيه بأفضل المخرجين اللبنانيين، يكمل حوراني: "أرتاح إلى ميشال كمون، مخرج فيلم "فلافل". وهو بالنسبة لي من المخرجين المهمين جدًا. كمشاهد، أحب، أيضاً، نَفَس نادين لبكي. كما أنّ زياد دويري عمل نقلة نوعيّة في السينما اللبنانية. تلفزيونياً، أرتاح للمخرج سمير حبشي وإيلي حبيب، ونبيل لبس. أحبّه لأنّ لديه شيئاً مختلفاً يريد تقديمه. وأيضاً زياد نجار مشروع مخرج مختلف جداً، مهتم بالدراما والنص والصورة".


دلالات

المساهمون