في الذكرى السادسة للثورة..هؤلاء دفعوا ثمناً للحرية

في الذكرى السادسة للثورة..هؤلاء دفعوا ثمناً للحرية

15 مارس 2017
مكسيم خليل صور "غدا نلتقي" في بيروت (LBCI)
+ الخط -
دفع بعض الفنانين السوريين، ثمناً لمواقفهم المؤيدة للمظاهرات التي رافقت بداية الثورة السورية، ولا يزال بعضهم يدفع ثمناً لصمته أو لعدم مجاراته النظام القمعي التابع لآل الأسد.

قبل أسبوعين، استطاعت نقابة الفنانين السوريين، التي يقودها زهير رمضان، أن تمنع الممثل الشاب قيس الشيخ نجيب، من دخول دمشق، بعدما وقّع على بطولة مسلسل "قناديل العشاق" والسبب بالطبع هو الصمت الذي التزم به قيس الشيخ نجيب طوال خمس سنوات أعقبت الثورة السورية. وأكثر من ذلك علمت "العربي الجديد"، أنّ الأمن السوري أعدّ تقريراً مفصلاً عن الأسباب التي مُنع على أثرها الشيخ نجيب من دخول بلده، والعمل في مسلسل سوري. وهي أسباب واهية، تتحدث عن موقفه من الثورة السورية، وعدم التصريح الواضح، إن كان مع أو ضد نظام الأسد، إلى آخر سلة الاتهامات التي اشتهر بها النظام السوري الاستخباراتي بحق الفنانين، والمدنيين.

وحتى لو انضم قيس الشيخ نجيب، إلى مجموع الفنانين الممنوعين من دخول الأراضي السورية بسبب معارضتهم للنظام، فحال زميله مكسيم خليل ليس أفضل، وهو مقيم اليوم بين العاصمة الفرنسية باريس، والقاهرة، وكان مكسيم خليل من أوائل الفنانين الذين أيدوا الثورة السورية، وقرروا الذهاب باتجاه دعم موجة الحرية، والانقلاب على المخابرات، والقتل، وبطش النظام. وعبر مكسيم خليل في مايو/أيار الماضي عن تضامنه الشديد، بعدما تعرضت حلب لأقوى هجمة عسكرية شرسة، فارتدى يومها قميصاً أحمر وكتب "حلب من سورية. أهلها سوريون. أنقذوا أهلكم، ما تبقى من "سوريتكم"، ولتسقط كل أنظمة العالم، فدماء أطفالنا أغلى. خمس سنوات تكفي لنخرج من سباتنا".

خليل حاول في أعماله الدرامية أن ينقل صورة واقعية عن الألم السوري، واستطاع من خلال مسلسل "غداً نلتقي" الذي صُور في لبنان، أن ينقل الشق الانساني، من واقع مرير عاشه السوريون طوال سنوات المحنة.

أما الفنان جمال سليمان، فيعتبر هو الآخر من أشد الفنانين المعارضين لنظام الأسد، ومُنع مراراً من دخول سورية في السنوات الأخيرة، ولم يُسمح له حتى بوداع والديه اللذين رحلا في أسبوع واحد، عام 2013، واستقبل المعزين في القاهرة، بعدما أعلن الخبر على صفحته الخاصة على فيسبوك. وكان سليمان قد أعلن معارضته المباشرة لما يجري في سورية بعيد خروجه من دمشق، واختياره القاهرة لمتابعة عمله في التمثيل، وكان سليمان تضامن السنة الماضية مع الضحايا الذين قضوا في مدينة حلب وعبّر عن استيائه مما يجري وقال "حلب تعيش مأساة كبرى تكبر كل يوم، ولكن من يقرأ التاريخ، يعرف أن حلب كانت دوماً أكبر من كل البرابرة، الذين اجتاحوها وأرادوا إبادتها، إلا أنهم في النهاية استقروا في مزابل التاريخ. أما هي فبقيت وستبقى جوهرة فريدة في تاج التاريخ. كل الصلوات لك يا مدينة الحياة".


وكانت الفنانة أصالة نصري من أكثر الفنانات اللواتي واجهن النظام وأعلنت موقفها الحاسم، من الثورة السورية بعد خمسة أيام من المظاهرات التي اجتاحت مدينة درعا، وأطلقت الشرارة الأولى، وعبرت أصالة عن مواقفها في أكثر من مناسبة، وسجلت أغنية ضد رأس السلطة السورية بعنوان "لو هالكرسي بتحكي"، ولا تزال حتى اليوم تعلن عبر صفحتها الخاصة على موقع تويتر عن تأييدها للحرية بوجه الظلم والطغيان الذي يستهدف الشعب السوري. إلى ذلك زارت أصالة نصري مخيما للاجئين السوريين في الأردن، وتضامنت أيضاً مع المهاجرين من سورية في مناسبات عديدة، فأحيت مهرجان السلام العالمي في أمستردام في سبتمبر/أيلول 2014، كما بكت على مدرج قرطاج بعد عام واحد من انطلاقة الثورة السورية. وقبل أشهر أصدرت أصالة أغنية باللهجة المصرية توجهت بها إلى سورية بعنوان "عيش سكر وطن" وشاركها المغني المصري أحمد حلمي، وقالت أصالة إنها عبرت عن تضامنها بالصوت و"الكليب" مع أهلها في سورية.

وكذلك اتخذت الممثلة السورية كندة علوش موقفا حازماً من الثورة السورية بعد أشهر قليلة، من بداياتها، وقالت في تصريح تلفزيوني "لا أستطيع أن أنفصل عن الشارع السوري، وما يحدث من قتل يومي يؤلمني، ولا أرضى أن يظلم شعبي، والنظام السوري كان لديه فرصة منذ البداية لتحقيق الإصلاح، لكنه اختار قمع المطالب المشروعة للشعب بالقتل والاعتقال والتعذيب".
وأضافت "وعود النظام المستمرة بالإصلاح لم تنفذ على أرض الواقع، وكل دعوات الحوار في الفترة الأخيرة كان يُقابلها النظام بالقمع في الشارع، لذلك الوضع صعب للغاية في سورية، وأتمنى أن تمر هذه المرحلة بأقل الخسائر، وأن يتوقف القتل الحاصل في الشارع، سواء في صفوف المواطنين أم رجال الأمن، خاصة وأننا في النهاية سوريون".
وقالت "إن بعض الموالين قاموا بشن حملات تهديد وتخوين" ضدها على "فيسبوك"، لافتة إلى أن هذا الأمر لا يهمها، وأنها لا تخاف على روحها لأنها ليست غالية على وطنها، ولن تكون أغلى من روح أي مواطن سوري مات في الثورة. ولا تزال كندة علوش ممنوعة هي أيضاً من دخول سورية.
الفنانة يارا صبري، كانت هي أيضاً من أوائل الفنانات اللواتي دافعن عن حق الشعب في خياره الحر، صبري عملت قبل رحيلها عن سورية على ملف المعتقلين في السجون السورية رغم ذلك تعرضت للتهديد، ورفضت ممارسات النظام من اللحظات الأولى للثورة السورية والحصار الخانق الذي فرضه النظام على مدينة درعا، وساهمت بتوقيع بيان "نداء الحليب" الذي دعا النظام إلى فك الحصار عن مدينة درعا وإدخال حليب الأطفال إليها.
تنشط صبري اليوم ومن مكان إقامتها في دبي، في البحث ومعرفة مصير المعتقلين، في سجون النظام، خصوصاً أن كافة التقارير الانسانية تؤكد أن النظام لا يزال يعتقل المئات، الذين يتعرضون للتعذيب، حتى أن بعضهم يقتل داخل المعتقلات وفق ما أشار إليه مؤخراً تقرير منظمة العفو الدولية.
وأفرج النظام البعثي أواخر فبراير/شباط، الماضي عن الفنانة سمر كوكش، التي اعتقلت مع سنوات الثورة الأولى وحكم عليها بتهمة الإرهاب عام 2014، وكانت كوكش من أكثر الداعمين للثورة السورية في بداياتها، ودفعت ثمناً لذلك.

المساهمون