ديسباسيتو... أشهر أغاني 2017

ديسباسيتو... أشهر أغاني 2017

29 ديسمبر 2017
تنتمي"ديسباسيتو" إلى موسيقى جزر الكاريبي (سيرغي ألكسندر/Getty)
+ الخط -
حققت أغنية "ديسباسيتو" DESPACITO نجاحاً استثنائياً في عام 2017، فقد حقق الفيديو الاستعراضي للأغنية مشاهدات على الإنترنت تقترب الآن من خمسة مليارات مشاهدة، ولا يزال عداد المشاهدات مستمراً بسرعة كبيرة.

وبذلك حطمت ديسباسيتو أرقاماً عالمية كبيرة سابقة لأغنيات اعتبرت نسبة مشاهداتها أسطورية مثل الأغنية الكورية الجنوبية "غانغنام ستايل" 2013 التي تجاوزت ثلاثة مليارات مشاهدة وأغنية "أين أنت الآن" لجاستين بيبر التي تجاوزت 4.3 مليارات مشاهدة. 

ديسباسيتو أيضا تحمل الرقم القياسي لبقاء أغنية على قائمة بيلبورد البيانية التي تضع أعلى 100 أغنية على مستوى العالم وبإحصائياتها، وظلت على حالها لأكبر عدد من الأسابيع عرفته تلك القائمة. وفاز مغنّوها بأربعة جوائز غرامي اللاتينية لأحسن سجل توزيع وأفضل أغنية للعام وغيرها.

والأغنية التي انتشرت كالنار في الهشيم تنتمي إلى موسيقى جزر الكاريبي، وتحديداً إلى جزيرة بورتريكو الواقعة تحت الإدارة الأميركية، وهي باللغة الإسبانية، قدمها المغنيان من بورتوريكو لويس فونسي ودادي يانكي على إيقاع سريع راقص، بالرغم من أن كلمة ديسباسيتو تعني "ببطء". وقد شاركتهما في الفيديو بالرقص ملكة جمال بورتوريكو السابقة زوليكا ريفيرا.

أما كلمات الأغنية فهي مكتظة بالمعاني الحسية والإيحاءات الجسدية، وهو أمر لم يكن عائقاً أمام انتشار الفيديو، فمعظم من سمعها لا يعرف الإسبانية، لكنَّه انجذب إلى إيقاع الأغنية المميز، وقد حدث ذلك مع أغنيات إسبانية اللغة اشتهرت من قبل عالمياً مثل "ماكارينا" دون أن يفطن الناس لمعانيها.

الإنجاز الأكبر للأغنية ليس فيما حققته من مكسب مادي للعرض العلني والمشاهدات وغيرها، بل ما صنعته لدولة بورتوريكو الصغيرة نفسها. فقد زادت السياحة في الدولة الفقيرة بنسبة كبيرة جدًا مع انتشار الأغنية، ورغبة الجمهور في مشاهدة أماكن التصوير ومعالم المدينة التي صنعت هذه التحفة الموسيقية الشبابية.


وكانت السياحة في بورتوريكو على وشك الإفلاس عندما ظهرت الأغنية، واستطاعت تقديم دَفعة بلغت 45% زيادة في عدد السائحين وعائدات الإنفاق السياحي. كما ضمَّت كلَّ وكالات السياحة وشركاتها في بورتوريكو وخارجها، المعالم السياحيّة والطبيعيَّة التي ظهرت في الأغنية إلى برامج جولاتهم ورحلاتهم.
الطريف أن المطرب فونسي لم يكن قد أصدر أيّ موسيقى جديدة لمدة عامين قبل ديسباسيتو، وكان يبحث عن لحن مرح يحمل التيمة اللاتينية ويشعر معه بالارتياح عند غنائه، لحن يبعث ويدفع الناس إلى التمايل معه والرقص على أنغامه.

وولدت الكلمات في منزل فونسي في نهاية عام 2015، بعد أن ذهبت المغنية وكاتبة الأغاني الشهيرة إريكا إندر إلى منزل لويس فونسي في ميامي الأميركية، وأسرّ لها لويس برغبته في أغنية تحمل اسم ديسباسيتو.

بدأ الاثنان في بناء الأغنية، واتفقا على وضع النمط البورتوريكي وعلاماته في نهاية الأغنية، حتى لا تأخذ الطابع المحلي من بدايتها. كانت الفكرة من البداية أن ينتمي العمل إلى أغاني البوب، مع مشاهد تصويرية تتوافق مع الكلمات. لكن الكاتبة الموهوبة فكرت في وضع المناطق الحضرية ومعالم بورتوريكو في الخلفية. وبالفعل رغم تسجيل الأغنية في ميامي الأميركية؛ فإن الخلفيات هي من بورتوريكو، ما وضع الاقتصاد البورتوريكي في مرحلة انتعاش كبير.

مليارات المشاهدات جلبت عائدات من عشرات الملايين لشركات الدعاية والمعلنين على يوتيوب وموقع سبوتيفاي (وهي خدمة على الإنترنت توفرها شركة سويدية تجارية، للتدوين الصوتي والفيديوهات، باتفاق مع شركات الميديا والتسجيلات التجارية ومع الحفاظ على حقوقها، وهي منتشرة بصورة أكبر في الأميركيتين وأوروبا الغربية)، وهما الموقعان اللذان شهدا حولي 93% من إجمالي عدد مشاهدات الأغنية.


دلالات

المساهمون