الفنان محمد البرغوثي.. حين ينتقم الاحتلال من الفن الفلسطيني

الفنان محمد البرغوثي.. حين ينتقم الاحتلال من الفن الفلسطيني

23 ديسمبر 2017
جميع الشعوب تغني لأوطانها (العربي الجديد)
+ الخط -
تستمر سلطات الاحتلال الإسرائيلي بانتقامها من الفنان الفلسطيني محمد محمود البرغوثي (23 عاماً)، من سكان قرية بيت ريما شمال غرب رام الله وسط الضفة الغربية، حتى بعد الإفراج عنه في 15 من الشهر الجاري، عقب اعتقال استمر أربعة أشهر، إذ يهدد الاحتلال باعتقاله مرة أخرى في حال عاود الغناء لتنظيمات فلسطينية أو مقاومين فلسطينيين.

واعتقلت قوات الاحتلال في 30 من أغسطس/ آب 2017 الفنان محمد البرغوثي واثنين من أعضاء فرقته الفنية، بعد أسبوع على غنائه أغنية الدحية الشعبية، وهي من كلماته ويمدح فيها الأسير الجريح عمر العبد من قرية كوبر شمال غرب رام الله، المتهم بتنفيذ عملية طعن داخل مستوطنة "حلميش" المقامة على أراضي رام الله، في 21 من يوليو/ تموز 2017، التي أدت إلى مقتل ثلاثة مستوطنين واعتقال عمر مصاباً.

وبعد سبع جلسات محاكمة للفنان محمد، عقب اعتقاله والتحقيق معه ونقله إلى سجن عوفر، تمت محاكمته بالسجن لمدة أربعة أشهر وعشرة آلاف شيكل بالعملة الإسرائيلية، لكن سلطات الاحتلال فرضت عليه كذلك ما يسمى وقف تنفيذ، بحيث يتم سجنه لمدة سنة كاملة وغرامة 20 ألف شيكل والحكم الجديد في حال جرى اعتقاله خلال ثلاث سنوات، "إن غنى لمنفذي عمليات أو للتنظيمات التي يعتبرها الاحتلال إرهابية".


أما أعضاء الفرقة الآخرون فهم عازف الأورغ الذي لحّن أغنية الأسير عمر العبد، ناجي علي الريماوي، وهو من قرية بيت ريما، وقد أفرج عنه بعد عشرة أيام وكفالة مالية (ألفا شيكل بالعملة الإسرائيلية) وما تزال محاكمته مستمرة، وصاحب الاستوديو المنتج للأغنية، نزال البرغوثي، من سكان قرية كفر عين المجاورة، وقد تمت مصادرة معدات الاستوديو الخاص به وإتلافها، وتقدر خسائره بنحو (60 ألف شيكل بالعملة الإسرائيلية)، وتمت محاكمته بنفس حكم الفنان محمد، وأفرج عنهما في اليوم ذاته.
 

الفنان محمد البرغوثي الذي ورث الزجل الشعبي ارتجالياً عن جده لوالدته، الفنان عبد القادر البرغوثي من سكان قرية كفر عين المجاورة، بدأ مشواره في الزجل الشعبي من كلماته وأغانيه، وهو في عمر السادسة عشرة، قبل أن ينتهي به المطاف مغنياً شعبياً في الأعراس ضمن فرقة فنية، قبل نحو عامين، وغنى لشهداء عدة، لكنه لم يكن يعرف أن أغنيته للأسير الجريح عمر العبد ستؤدي به إلى السجن، بسبب شكوى من مستوطني مستوطنة "حلميش"، قدموها ضده لدى شرطة الاحتلال، بسبب تلك الأغنية، كما يوضح الفنان محمد لـ"العربي الجديد".

قبل اعتقال الفنان محمد البرغوثي وبقية أعضاء فرقته كان محمد يحيي حفلة بأحد الأعراس، فطلب منه جمهوره الغناء للأسير عمر العبد، فغنى أغنية دحية ارتجالياً يتحدث فيها عن الأسير العبد، وبعد ذلك انتشرت تلك الأغنية على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن تم اعتقال الفنان محمد بعد أسبوع فقط من غنائه للعبد.

يروي الفنان البرغوثي تفاصيل اعتقاله لـ"العربي الجديد". فجر الثلاثين من أغسطس/ آب الماضي اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلة الفنان البرغوثي في قرية بيت ريما، بعدما اعتقلت أعضاء فرقته، وصادرت معداتها، ومن ثم اعتدوا على والد الفنان البرغوثي بالضرب ونقل على إثر ذلك إلى المستشفى. وتم نقل المعتقلين جميعاً إلى معسكر لجيش الاحتلال قرب قرية عابود غرب رام الله، ومن هناك نقل البرغوثي إلى مركز تحقيق شرطة بنيامين شرق رام الله، ليتم التحقيق معه حول أغنية العبد.

حين بدأ محققو الاحتلال التحقيق مع الفنان البرغوثي، أدخل إلى غرفة التحقيق والمحققون يستمعون على هواتفهم النقالة وبصوت عالٍ إلى أغنيته، استمر التحقيق معه لساعات عدة، واتهموه بإنتاج مواد تحريضية ضد الاحتلال، وعلى الرغم من أنه غنى لشهداء عدة إلا أن تركيز المحققين كان حول هذه الأغنية لعمر العبد، بسبب شكوى من مستوطني "حلميش"، وتحريض الإعلام العبري عليه، من أجل ذلك تم اعتقاله والتحقيق معه لمدة 12 ساعة تقريباً، وسؤاله عن كاتب كلمات الأغنية وسببها.

محمد البرغوثي يصر على أنه ينقل واقع شعبه الفلسطيني، وهو غنى لعمر العبد، إذ يتحدث عما جرى كما يرد في الأخبار، ويقول: "الاحتلال يحسب للكلمة التي تقال عنه، فأصبح يعتقل الفنانين والشعراء، جميع الشعوب تغني لأوطانها ومن حق أي مغنٍ أن يغني لشعبه كأي شعب من شعوب العالم".







المساهمون