ندوات مهرجان القاهرة... سينما و"نتفلكس" وتكريمات

ندوات مهرجان القاهرة... سينما و"نتفلكس" وتكريمات

21 نوفمبر 2017
"أوكجا" لجون ـ هو بونغ... "نتفلكس" في المنازل(اعلام المهرجان)
+ الخط -
تكمن أبرز نقاط الضعف في مهرجانات سينمائية مختلفة، تُقام في مدنٍ عربية عديدة، في الندوات. هذه إحدى مصائب المهرجانات العربية. المراحل السابقة دليلٌ على ذلك: كلام وتنظير وتحليل يُقدّمه معنيون ومتابعون، أمام مقاعد شبه فارغة، وصالات لا يدخلها إلاّ أصحاب ورفاق وبعض المهتمين بالموضوع المطروح، وهؤلاء جميعهم قلّة قليلة للغاية.

لم تتمكّن المهرجانات العربية من تأسيس جمهورٍ للندوات، على غرار معاناة غالبيتها الساحقة على مستوى تأسيس "جمهور سينمائي" في صالات العرض. ولم تتمكّن الندوات من الخروج من التنظير والتحليل إلى تقديم آليات عمل ميداني لمواجهة مخاطر وتساؤلات، تطرحها تلك الندوات كعناوين عامة. بالإضافة إلى ذلك، فإن معظم تلك العناوين مُكرّرة أو شبه متشابهة بعضها ببعضها الآخر، مع إدخال بعض المستجدّ، علماً أن المستجدات الآنية كثيرة، خصوصاً بالنسبة إلى ما يُمكن وصفه بـ"سينما عربية جديدة وتجديدية".
في هذا الإطار، يستمرّ "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي" في اعتماد ذاك التقليد، الذي يبقى أسير غرفٍ شبه فارغة، من دون التمكّن من إيجاد ترجمة عملية للنقاشات القليلة، التي تتناول مواضيع عامة.
مع هذا، يُقدِّم المهرجان نفسه، في الدورة الـ39 (21 ـ 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017)، كـ"مثابرٍ جدّي وفعّال على متابعة واقع صناعة السينما المصرية وهمومها"، إذْ لا تخلو دورة من دوراته السابقة من "مائدة مستديرة، أو جلسة نقاش، أو ندوة مفتوحة، تهتمّ بكل ما يطرأ على الساحة السينمائية من مشاكل وأزمات" (!).
الندوة الأولى تحمل عنوان "تحديات السينما المصرية"، بإدارة خالد محمود، و"تبحث في حاضر صناعة السينما المصرية ومستقبلها"، و"تناقش المستجدات الطارئة عليها"، خصوصاً تلك التي لها تداعيات سلبية، كالاحتكار والقرصنة والضرائب، بالإضافة إلى مشاكل الإنتاج والتوزيع في الداخل والخارج، والبحث عن أساليب ما لـ"تذليل معوقات الإنتاج المشترك مع دول العالم، وتطوير أداء الرقابة على المصنفات الفنية".
الندوة الثانية دولية ـ مصرية، بعنوان "نتفلكس ومستقبل التوزيع السينمائي"، بإدارة أسامة عبد الفتاح، التي يُفترض بها أن تبحث في "تنامي الاتجاه إلى عرض الأفلام منزلياً عبر "إنترنت"، وتشغيل خدمات "نتفلكس" في مصر والعالم العربي". كما أنها تناقش "التطوّرات العالمية للإنتاج والتوزيع والعرض، وانعكاساتها على صناعة السينما في المنطقة، وإيرادات الأفلام الأجنبية بها، وعلى عادة الذهاب إلى السينما بشكل عام".
وبمناسبة "اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة" (25/ 11)، تُدير ماجدة موريس ندوة تتناول "ظاهرة العنف ضد المرأة وخطورتها وأسبابها"، و"دور السينما في زيادة الوعي بحجم المشكلة، والتنديد بمظاهر العنف التي تتعرض لها المرأة في العالم" (في اليوم نفسه، يوزّع المهرجان شارات رمزية بيضاء لإعلان موقف تضامنيّ).
أخيراً، يتذكّر المهرجان نقّاداً ومخرجين وممثلين متوفّين عام 2017، فيُنظّم ندوةً بعنوان "تحية خاصة بمن فقدناهم خلال العام"، وهم: النقّاد المصريون سمير فريد وأحمد الحضري ومصطفى درويش وفوزي سليمان ويعقوب وهبي ومحمد عبد الفتاح، بالإضافة إلى المخرِجَين المصري محمد كامل القليوبي واللبناني جان شمعون.

المساهمون