كينغسمان 2: الدائرة الذهبية

كينغسمان 2: الدائرة الذهبية

21 أكتوبر 2017
مخرج الفيلم ماثيو فون (Getty)
+ الخط -
هناك مشكلة تحدث دائماً مع الأجزاء الثانية التي لم يكن مخططاً لها، والتي أنتجت نتيجة نجاح كبير لجزءٍ أول، وهي أن شركة الإنتاج أو الصناع يحاولون تتبع نفس الأسباب التي أدت لارتباط الجمهور بالعمل الأصلي، والإكثار منها في الجزء الجديد، رغبة في تحقيق نفس القبول والجماهيرية، وعادةً ما تكون النتيجة النهائية مُحبطة، لأن التقليد، حتى لو كان من عملك السابق، يفتقد دائماً للدهشة. ذلك تحديداً هو ما حدث مع فيلم Kingsman: The Golden Circle، الذي يتتبع أثر وأسباب فرادة الجزء الأول الذي عُرض في عام 2014، ويزيد من كل الأشياء التي أحبها الجمهور حينها، ولكن مع عرضه في دور السينما لم يحقق نصف النجاح النقدي أو الجماهيري.



الجزء الجديد يبدأ وقد صار البطل "إجزي" أكبر وأكثر ثقة، نمت قدراته القتالية والمخابراتية في المنظمة السرية "كينجزمان" البريطانية التي تحاول الحفاظ على البشرية، ولكن المشكلة هي مواجهة المليارديرة "بوبي"، التي تملك مخططاً مرعباً لقتل ملايين البشر، وكي تحقق مسعاها فهي تدمر بالفعل منظمة "كينجزمان" القادرة على مواجهتها، ولم يعد يبقى على قيدِ الحياة إلا بطل الفيلم "إجزي" والعميل "ميرلين"، واللذان ينضمان بدورهما لمنظمة أميركية شبيهة تدعى "ستاتزمان" من أجل مواجهة "بوبي" وإيقاف مسعاها.



أحب الجمهور في الجزء الأول الفرادة الشديدة؛ سواء في القصة المقتبسة عن كتاب مصور لمارك ميلر، والتي تخلق أجواءً جديدة للمخابرات وصفها الكثيرون بأنها "جيمس بوند" في القرن الحادي والعشرين، مع دمج واعٍ وذكي لمبالغات الـ"كوميكس" المميزة، مثل شكل وطبيعة الشرير "فالنتاين" الذي قام بدوره صامويل ل.جاكسون والأجواء التي يخلقها.

وكذلك اشتهر الفيلم بالتجديد الشديد على مستوى الصورة، وطريقة تنفيذ مشاهد الحركة، والتي وصل بعضها لدرجة عالية جداً من الشعبية والصيت، تحديداً مشهد الكنيسة، أشهر مشهد حركة في 2014، واستخدام حركة الكاميرا المجنونة واللقطة الواحدة والدماء المتناثرة. في المقابل، فإن المشكلة الضخمة والكبيرة في الجزء الجديد، هي أن يعاود الصناع إنتاج كل ما هو ناجح في الجزء السابق. 
فبدلاً من "فالنتاين" هناك "بوبي"، كلاهما غني جداً، بمساحة من الاضطراب والجنون، والسعي لمخطط يهدف للسيطرة على البشر، وسيؤدي لقتل ملايين، كلاهما يملك مساعد/مساعدة قوياً وغريباً وكاريكاتيرياً وله حضور في لحظاتٍ كثيرة. وبدلاً من منظمة سرية في بريطانيا هناك منظمة سرية في أميركا هذه المرة، مع محاولة، ناجحة في بعض الأحيان، لخلق كوميديا نابعة من التناقض بين أساليب الجانبين ومن محاولة "إجزي" اكتشاف كيفية التعامل، مثلما كان يحاول في الجزء الأول فهم ماهية وطريقة عمل المنظمة الأصلية.


ويستمر التقليد لعوامل نجاح الجزء الأول في كل تفاصيل وسياقات الصورة وشكل الأزياء والحركة وابتداع أسلحة غريبة، وصولاً لتكرار تقديم أسلوب مشهد الكنيسة في الجزء الأول لـ3 مرات هنا! لينسى ماثيو فون، أو يتناسى، أن سبب نجاح المشهد وقتها كان مفاجأته وجنونه والاتساق الشديد بين حركة الكاميرا وبين الفكرة المؤسسة للمشهد في كونِ عشرات الأشخاص فقدوا عقولهم داخل كنيسة مغلقة وبدأوا في الاقتتال، كنموذج أيضاً لما يمكن لـ"فالنتاين" فعله بسلاحه، ولكن حين يحدث ذلك هنا 3 مرات، دون منطق أو حدود إلا كونها طريقة وأسلوباً سبق لها أن نالت شهرة وأعجبت الجمهور، فإن الفيلم يفقد سحره وبريقه الأصلي ويتحول الجزء الثاني إلى مجرد نسخة غير متقنة.



دلالات

المساهمون