محمد جاسر... صانع المراكب

محمد جاسر... صانع المراكب

27 سبتمبر 2016
يستغرق العمل لصناعة مركب حوالي 5 أشهر(العربي الجديد)
+ الخط -
تزدهر في المدن الساحلية الفلسطينية صناعة المراكب البحريّة، وخاصة في مدينتي عكا وحيفا الواقعتين في شمال فلسطين. وهذه المهنة حملها الفلسطينيون معهم عندما هاجروا من فلسطين إلى لبنان، واستقر معظم سكان حيفا في مدينة صيدا الواقعة جنوب لبنان، والتي تُعتبَر من المرافئ الهامة، وخاصة لمراكب الصيادين.

محمد جاسر، فلسطيني من مدينة حيفا، استقرت عائلته في مدينة صيدا القديمة جنوب لبنان بعد نكبة 1948. احترف جاسر صناعة المراكب منذ صغره، يقول لـ"العربي الجديد": "نحن من عائلة عملت في البحر، تربينا وعشنا قرب البحر، والدي وجدي من صيادي الأسماك، وورثْتُ المهنة عنهم. ثم تعلمت مهنة نجارة الخشب، وتخصصت في صناعة المراكب البحريّة المخصصة لصيد الأسماك، وكذلك المراكب السياحية الأكبر حجماً".

ويضيف: "بدأت في صناعة المراكب الخشبيّة الصغيرة، والتي تستخدم كتحف في البيوت. ورغم أنني أعاني من مشكلة في النظر ولا أستطيع الرؤية إلا بنسبة 10% في عيني اليمنى، أما عيني اليسرى فلا أرى بها أبداً، ولكن حبي لهذه المهنة دفعني للاستمرار بها، وأريد أن أكمل طريقي، وذلك بتشجيع من زوجتي التي وقفت إلى جانبي وخاصة بعد فقدان بصري".

يلفت جاسر إلى أنّ العمل في صناعة مركب للزينة بحجم كبير نسبياً يستغرق حوالي الخمسة أشهر، وهو يتألف من ثلاث طبقات وغرفة القبطان وغرفة العمّال وغرفة المحرّك. ويتم استخدام نوع الخشب نفسه الذي يستخدم في المركب الكبير الحقيقي من خشب السوّيد والكينا، وحتى يتم تفصيله بالمواصفات نفسها، ما يعطيه خاصية الطفو على سطح الماء، ويتم تزويده بالإنارة ليصير أشبه بمركب حقيقي.

أما مراكب الصيد الكبيرة، فإن جاسر يقوم بصناعتها في محله الصغير داخل أزقة صيدا القديمة. وأحد المراكب التي صنعها يبلغ طوله ستة أمتار، واستغرق سنة ونصف لإنجازه، ولم يستطع بيعه إلا بعد سبع سنوات.

المساهمون