تكريم السينما اللبنانية في فرنسا

تكريم السينما اللبنانية في فرنسا

25 اغسطس 2016
ستعرض سلسلة من الأفلام اللبنانية في المهرجان (فيسبوك)
+ الخط -

يحتفل "مهرجان أنغوليم للفيلم الفرنكوفوني" بالسينما اللبنانية، في دورته التاسعة، المُقامة حالياً في مدينة "أنغوليم" جنوب غربي فرنسا، بين 23 و28 آب/أغسطس.

المهرجان الذي أسّسه عدد من المنتجين الفرنسيين عام 2008، يهتمّ بالإنتاجات السينمائية الخاصّة بالدول الفرنكوفونية، فيختار في كل دورة أفلاماً حديثة الإنتاج، محاولاً إبراز ما يراه منظّموه الأهمّ والأفضل، سينمائياً على الأقلّ.

إلى جانب المسابقة الرسمية، التي تضمّ عشرة أفلام تتنافس على بعض الجوائز الأساسية، يُفسح المهرجان مكاناً واسعاً للسينما اللبنانية، المنتمية إلى أحد أبرز البلدان الفرنكوفونية، في الشرق العربي.

واحتفاله بها لم يبقَ أسير الجديد أو القديم، إذ حاول منظّموه إيجاد توازنٍ بين الإنتاجات العائدة إلى أعوام مختلفة ومتباعدة، بالإضافة إلى تنويعٍ يتعلّق بالمضامين المطروحة في الأفلام المختارة.

تمّ اختيار تسعة أفلام روائية ووثائقية طويلة وقصيرة في هذه الدورة، وبعضها أُنتج عامي 2015 و2016، كـ "باريسية" للّبنانية الفرنسية دانيال عربيد.

وفيلم "بالحلال" لأسد فولادكار، المخرج العائد إلى السينما بعد أعوام طويلة، وفيلم "ربيع" أو "ترامونتان" لفاتشي بولغورجيان، وهذان الفيلمان أُنتجا العام الماضي.

يتابع "باريسية" يوميات شابّة في السابعة عشرة من عمرها، تغادر بلدها لبنان إلى باريس، عام 1993، لمتابعة دراستها الجامعية. لكنها تكتشف نفسها وروحها وانفعالاتها، وتلتقي أناساً يأخذونها إلى عوالم وتجارب لم تختبرها أبداً.

و"بالحلال" يغوص في واقع لبناني محليّ، من خلال عائلة تمتلك عادات وتقاليد دينية واجتماعية وثقافية، فإذا بالحبكة تُفكّك شيئاً منها، وتطرح أسئلة حولها، بلغة سينمائية مبسّطة وهادئة.

أما "ربيع"، فرحلة إلى الماضي، بحثاً عن ذاكرة مفقودة، وتاريخٍ معلَّق، وأسرار منغلقة على نفسها، إذْ يكتشف ربيع أن له حكايات يجهلها عن عائلته وأهله وماضيه.

الأفلام الأخرى تكشف بعض التنويع المعتمد في صناعة الفيلم اللبناني، أقدمها يحمل عنوان "بياع الخواتم"، الذي أنجزه المصري الراحل يوسف شاهين عن المسرحية الرحبانية التي تحمل العنوان نفسه، وهو عن حكاية قرية يعيش أهلها بسلام، لكن المختار يخترع قصصاً وهمية لتسليتهم، وذلك في أجواء راقصة، وأغنيات تستكمل الحكايات، وقصص الحب والرغبات والصداقات.

في المقابل، هناك فيلم "خارج الحياة" للّبناني الفرنسي الراحل مارون بغدادي، حكاية من أعماق الحرب الأهلية اللبنانية، تستند إلى قصة حقيقية شهدتها بيروت في ثمانينيات القرن المنصرم، أثناء تنامي ظاهرة خطف الأجانب، قصة صحافي فرنسي يُختطف، ونشوء علاقة إنسانية بينه وبين خاطفيه، وإطلالة عميقة على وقائع العيش اللبناني في حفرة الخراب والموت.

حربٌ أخرى تحضر في الخيارات الفرنكوفونية للمهرجان، بالنسبة إلى السينما اللبنانية، في فيلم "تحت القصف" لفيليب عرقتنجي، العائد إلى الحرب الإسرائيلية على لبنان، عام 2006، ليروي بعض تفاصيلها الإنسانية، من خلال أم تعود إلى الجنوب اللبناني أثناء القصف الإسرائيلي لقراه ومدنه، بحثاً عن ابنها الضائع، ومن خلال حكاية سائق سيارة أجرة، يعاني ثقل ذاكرة مليئة بالعمالة لإسرائيل.

أما "طيّارة من ورق" للّبنانية الفرنسية الراحلة رندة الشهّال، فيذهب إلى الجولان السوري المحتلّ، ليسرد جوانب من الحياة اليومية لأبناء بلدةٍ نصفها محتلّ، والآخر محرّر، والعلاقة بين النصفين، عبر قصة مراهِقَة تُزَفُّ لقريبها المقيم في النصف المحتل، وبعد زواجها منه، تذهب إلى هناك لاختبار تجارب جديدة.

بينما يروي "سكر بنات" لنادين لبكي حكايات أناس عاديين، يعيشون في أحد الأحياء البيروتية، ويواجهون تحدّيات ذاتية في الحب والصداقات والشيخوخة والانفعال المؤجّل، والارتباط الاجتماعي ـ الديني المختلف، وهو سردٌ مبسّط لأحوال بيئات اجتماعية لبنانية، عبر قصص متنوّعة تلتقي كلّها في حيّ واحد.

الفيلم القصير الوحيد المختار في سلسلة "تكريم السينما اللبنانية"، هو "الطريق إلى الشمال" لكارلوس شاهين، الممثل والمخرج المسرحي والسينمائي اللبناني الفرنسي، والفيلم محاولة بصرية للاغتسال الروحي من ارتباك الماضي وذاكرته، إذْ بعد مرور سنين طويلة عاشها كريم "شاهين" في فرنسا، يعود إلى لبنان، لنقل رفات والده، المتوفى أثناء الحرب اللبنانية، من بيروت إلى بلدته الشمالية، والرحلة تكشف، ولو بغلبة واضحة للصمت، تحوّلات الشاب واكتشافاته الإنسانية والذاتية أحوالاً واضطرابات ومعالم.



دلالات

المساهمون