الدراما اللبنانية: الصراع العائلي والاجتماعي عائد

الدراما اللبنانية: الصراع العائلي والاجتماعي عائد

13 اغسطس 2016
من مسلسل "مش أنا" (LBCI)
+ الخط -
يبدو أن الانتقادات اللاذعة التي تطاول الدراما اللبنانية لن تؤثر على رؤية وخلفية المنتج اللبناني في العمل، لكسب مزيد من الأعمال وعرضها على الشاشات. تساؤلات كثيرة يحملها إصرار المنتجين اللبنانيين على خوض غمار الدراما اللبنانية، وقلة البحث عن كتّاب أو نصوص، تمتّع بالمعايير التقنية اللازمة لهذه الصناعة. لكن العجلة تدور، لا يهم إن كان العمل لموسم رمضان الذي يفيض بهذه الإنتاجات، أو لموسم آخر. الجميع يبحث عن مُشاهد، وعن منافسة في الشكل، وليس منافسة في المضمون. مسلسلان جديدان، للموسم المقبل، اتّخذا من المشاكل العائلية، وقصص الحبّ، القاعدة الأساسية للطرح الدرامي العام لهما، بعيداً عن الاقتباس. صورةٌ، لعلها تبدّل قليلاً من انتشار هذا الاستهلاك، الذي يغزو الشاشات عبر أعمال درامية عربية مُشتركة وأخرى محلية.

مسلسل "بلحظة"

تعود الكاتبة، نادين جابر، إلى الدراما التلفزيونية، لكن هذه المرة بطابع لبناني فقط، بعدما شاركت في كتابة مسلسل "لو" إنتاج شركة "الصبّاح" العام 2013، وكان من بطولة نادين نجيم وعابد فهد ويوسف الخال. ثم قدمت عام 2015 مسلسلاً آخر حمل عنوان "قصة حب"، يروي قصة كاتب يقع في غرام بطلة روايته، التي يكتبها على الورق، إلى أن يلتقي بها حقيقة. وكان المسلسل من بطولة ماجد المصري وباسل خياط ونادين الراسي. اليوم، تعود نادين جابر بقصة اجتماعية عنوانها "بلحظة"، ستتناول قصة عائلتين لبنانيتين.
حول هذا المسلسل يقول المخرج، أسامة الحمد، لـ "العربي الجديد": "(بلحظة) هو مسلسل اجتماعي لبناني مؤلف من ستين حلقة سيبدأ تصويره قريباً، ومن المتوقَّع أن يستغرق مدة أربعة أشهر، في محافظة البقاع شرق لبنان". لا يريد المخرج التحدث، أو إعطاء أية تفاصيل، عن أسماء أبطال هذا العمل، (ولو علمت "العربي الجديد" أنَّ الممثل اللبناني، يوسف حداد، والممثلة، كارمن لبس، سيشاركان في بطولة "بلحظة"). يتابع الحمد: "حتى الساعة، العقود والأسماء جاهزة للتوقيع، لكننا لا نريد الإفصاح عنها، إلا بعد البت بشأنها بشكل نهائي. لكنني أكرّر، أنّ هذا العمل لبناني، وهو الثاني للشركة المُنتجة (الصدى)، بعدما قدمنا هذا العام مسلسل (كواليس بيروت)، وهو المسلسل الذي لاقى استحساناً عند اللبنانيين، رغم عرضه خارج الخارطة الرمضانية".
يقول الحمد مكمَّلاً: "قصة (بلحظة) تروي حكاية عائلتين لبنانيتين، مع سلسلة من التفاعلات والمواقف الشخصية، تعكس أحداثاً مفاجئة، لا بل غريبة. المسلسل لبناني، طابعه اجتماعي معاصر، ومؤلَّف من 60 حلقة، تتناول قصصاً إنسانية لا تخلو من الثأر، ضمن مجموعة من مفارقات، ابتعدت عنها الدراما اللبنانية في إنتاجاتها الأخيرة". نشب بين العائلتين، بحسب الحمد، خلافٌ يصل إلى حدود الثأر، لكن هذا الثأر أو المشكلة التي ستمرُّ عليها سنوات، لا تُحلُّ بالمال ولا بالقوة، وإنما بوسائل أخرى قد تكون كارثية تقلب حكايات الشخصيات رأساً على عقب.
عن سبب تسمية العمل "بلحظة"، يقول حمد: "اللحظة هي فعل مؤثر. بجميع أحداث المسلسل التي تحدث في أمكنة عديدة، وبلحظة واحدة تتغيّر المشاريع والأفكار ودور الأبطال، فنرى انعكاس هذه اللحظة في أماكن مختلفة، الأمر الذي سيقنع المشاهد بأنَّ الحياة، أحياناً، تقودها لحظة أو دقيقة قد تقلب كل الأشياء".
وعن المحطة، التي ستعرض مسلسل "بلحظة"، يقول الحمد: "ليس بالضرورة أن يُعرَض المسلسل على قناة (الجديد)، التي بدأنا معها أول إنتاج لشركة (الصدى)، التي أتولى إدارتها. سيترتب على ضوء العروض بعد انتهاء التصوير، اختيار المحطَّة التي ستعرض هذا العمل".

الشقيقان

لا يعتبر "الشقيقان"، التعاون الأوَّل بين الكاتبة اللبنانية الناشطة، كلوديا مرشليان، والمخرج، سمير حبشي. إذ توجد سلسلة من الأعمال اللبنانية الأخرى التي تشاركا فيها، كـ"أحمد وكريستينا" و"وين كنتي"، ونالت هذه الأعمال نصيبها من النقدّ اللاذع. لكن ذلك لم يقف عائقاً أمام طلب المحطات اللبنانية، لا سيما LBCI، لإنتاج المزيد من هذه الأعمال، والتي تجذبُ، دون شكّ، عدداً كبيراً من الجمهور اللبناني، خاصة بعد التجربة الرمضانية للأعمال الدرامية المحلية التي قدمت هذا العام "وين كنتي" و "مش أنا"، وأثبتت وفق الإحصاءات، التي نُشرت، أن الجمهور اللبناني واثق جداً بهذه الأعمال، ويتابعها، على الرغم من ضعفها وحبكتها الدرامية المُتكلّفة. لكن برأي المحطات، النوعية لا تهمّ، طالما الأرقام تثبت نجاح وتفوُّق هذه الأعمال. وتُضاف ثقة المُعلِن، وشركات الإعلانات بهذا النوع من الأعمال، لتتناسب مع سياسة المحطة الترويجية.
ينتهي المخرج، سمير حبشي، قريباً، من تصوير المسلسل التلفزيوني "الشقيقان"، من بطولة نادين الراسي وباسم مغنية ومازن المعضم، بعدما دخل المنتج المنفذ، جمال سنّان، على خط إنتاج العمل الذي يعود إلى حقبة الستينيات. قصص من واقع الحياة، وثقّتها كلوديا مرشليان لشقيقين، هما على خلاف دائم، بسبب الميراث بين الأشقاء، وبين عائلة ثانية، وما يترتب على ذلك من تداعيات بين هؤلاء جميعاً. ولا يبتعد "الشقيقان" عن قصص الحب، التي استهلكت في الأعمال الدرامية اللبنانية والمُشتركة. ويبدو في المقابل، أنَّ المنتج، جمال سنّان، يحاول السيطرة على الإنتاجات الدرامية، حتى اللبنانية. بعدما كان شريكاً في مجموعة من الأعمال المصرية والعربية المشتركة.
يحاول، سنّان، تحدّي شركات الإنتاج الأخرى التي تنافس بعضها لبنانياً، والخروج بصيغة جديدة، دون تغيير في أسماء الكتّاب، فـ"الشقيقان"، تعاون آخر، بين سنّان والكاتبة مرشليان، التي منحته في رمضان الماضي مسلسل "يا ريت".

دلالات

المساهمون