روسيا تهدّد مجدداً بالانسحاب من "اتفاق الحبوب" في ظل قلق أممي

روسيا تهدّد مجدداً بالانسحاب من "اتفاق الحبوب" في ظل قلق أممي

13 يونيو 2023
تسعى الأمم المتحدة إلى تمديد اتفاق الحبوب إلى ما بعد 18 يوليو/تموز القادم (Getty)
+ الخط -

مجدداً هددت روسيا، على لسان الرئيس فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، بالانسحاب من اتفاق الحبوب الذي توصلت إليه مع أوكرانيا في إسطنبول التركية برعاية أممية، وذلك غداة إعراب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن "قلقه" بشأن الاتفاق الذي يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية، مؤكداً "العمل بجد" لتمديده إلى ما بعد 18 يوليو/ تموز المقبل.

ومن العاصمة الروسية موسكو، أعلن الرئيس بوتين أن بلاده تدرس الانسحاب من اتفاق توريد الحبوب عبر البحر الأسود، معتبراً أن بلاده تعرضت لـ"الخداع" بشأن تنفيذ أجزاء من الاتفاق تتعلق بصادراتها.

وفي لقاء مع مراسلين عسكريين مؤيدين للكرملين أذاعه التلفزيون، أضاف بوتين أن الاتفاق الذي جاء بوساطة الأمم المتحدة وتركيا، كان يهدف إلى مساعدة الدول "الصديقة" في أفريقيا وأميركا اللاتينية، لكن أوروبا كانت أكبر مستورد للحبوب الأوكرانية التي صارت مصدراً رئيسياً للعملة الأجنبية في كييف، وفقاً لوكالة "رويترز".

وأوضح بوتين أن درس مسألة الخروج من اتفاق تصدير الحبوب سببه تحديداً "عدم احترام البنود الخاصة بتصدير الأسمدة الروسية". كما اتهم كييف باستخدام الممرات البحرية المنصوص عليها في هذا الاتفاق لمهاجمة الأسطول الروسي بمسيّرات.

ويأتي تهديد بوتين الجديد غداة إعراب الأمين العام للأمم المتحدة أمس، عن "قلقه" بشأن الاتفاق، حيث قال، خلال مؤتمر صحافي أمس الإثنين: "أنا قلق، نعمل بجد لضمان إمكانية الحفاظ على مبادرة البحر الأسود، وفي الوقت نفسه إمكانية مواصلة عملنا لتسهيل الصادرات الروسية".

وفي تموز/يوليو 2022، وقّعت روسيا وتركيا والأمم المتحدة على مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب، التي تسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية.

وتمّ تمديد العمل بهذه الاتفاقية عدّة مرّات، وقد ساعدت في التخفيف من حدّة أزمة الغذاء العالمية التي سبّبتها الحرب. وتمّ تمديدها آخر مرّة في مايو/أيار لمدّة شهرين بعد مفاوضات مكثّفة، في الوقت الذي تطالب فيه موسكو باحترام اتفاقية ثانية تمّ توقيعها في الفترة ذاتها مع الأمم المتحدة لتسهيل صادراتها الغذائية والأسمدة.

وتطالب موسكو بشكل خاص باستئناف تشغيل خطّ أنابيب تولياتي - أوديسا لتوصيل الأمونيا، وهو مكوّن كيميائي أساسي للأسمدة المعدنية.

لكن الكرملين حذّر من أنّ الانفجار الذي طاول جزءاً من خطّ الأنابيب الأسبوع الماضي في شمال شرق أوكرانيا، والذي تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بشأنه، قد يكون له "تأثير سلبي" على مستقبل اتفاق الحبوب، بحسب "فرانس برس".

وأمس، أظهرت بيانات وزارة الزراعة الأوكرانية أن صادرات الحبوب لموسم 2022-2023 بلغت 46.7 مليون طن حتى 12 يونيو/حزيران.

ولم تقدم الوزارة أي بيانات دقيقة للمقارنة حتى التاريخ نفسه قبل عام، لكنها قالت إن البلاد صدرت 47.8 مليون طن من الحبوب حتى 17 يونيو/ حزيران 2022.

وشملت الشحنات حتى الآن في الموسم الحالي، الذي يمتد من يوليو/ تموز إلى يونيو/ حزيران، نحو 16.1 مليون طن من القمح، و27.7 مليون طن من الذرة، و2.67 مليون طن من الشعير.

وقالت الوزارة إن صادرات الحبوب هذا الشهر بلغت 1.4 مليون طن.

وعقب الحصار الناتج عن الغزو الروسي في 24 فبراير/ شباط 2022، تمكنت أوكرانيا من استئناف التصدير من ثلاثة موانئ على البحر الأسود في نهاية يوليو/ تموز الماضي بموجب اتفاق بين موسكو وكييف بوساطة من الأمم المتحدة وتركيا.

وانخفض إنتاج الحبوب في أوكرانيا، وهي من أكبر الدول المنتجة والمصدرة للحبوب، إلى حوالي 53 مليون طن من الوزن الصافي في عام 2022، من مستوى قياسي بلغ 86 مليون طن في 2021.

وعزا مسؤولون ذلك إلى الأعمال العدائية في المناطق الشرقية والشمالية والجنوبية من البلاد، فيما أشارت الحكومة إلى أن أوكرانيا يمكنها إنتاج 44.5 مليون طن من الحبوب في العام الجاري.

المساهمون