20 مليون دولار سعر الفلل الفاخرة في سويسرا

تجذب عقارات سويسرا الأثرياء بجمال الطبيعة والهدوء والبحيرات والجبال، وبالتالي ترتفع أسعار الفلل والمساكن الفاخرة في العديد من المنتجعات السويسرية، حيث تتراوح أثمان الفلل العادية بين 6 و8 ملايين دولار في المتوسط، وذلك للفلل التي تتراوح مساحاتها بين 400 و600 متر مربع.

وكثير من أثرياء أوروبا والمليارديرات العرب يشترون مساكن في سويسرا، ليس من أجل المزايا الاستثمارية، ولكن للوجاهة والمظهر الاجتماعي.

وفي العادة، لا تعرض الفلل ذات المواقع النادرة المطلة على البحيرات في الأسواق مباشرة، وإنما تباع بطرق خاصة بواسطة سماسرة متخصصين في العقارات المتميزة، وحينما تصل إحدى هذه الفلل إلى السوق يمكن للسعر أن يصل إلى 20 مليون دولار.

ومنذ الأزمة المالية العالمية، تواصل أسعار المساكن ارتفاعها في سويسرا، رغم أن هنالك مؤشرات على التباطؤ في بعض المناطق، وذلك حسب بيانات المصرف المركزي السويسري.

 ويشير بيان "المركزي السويسري" إلى أن أسعار الشقق في سويسرا ارتفعت بمعدل 1.5% بالنسبة للشقق التي تحتوي على أكثر من غرفتين، كما أن الشقق المكونة من غرفة واحدة ارتفعت أسعارها بنسبة 0.5%، وذلك خلال العام الجاري حتى نهاية يونيو/حزيران الماضي.

 كما أن أسعار الإيجارات للشقق الحديثة ارتفعت خلال نفس الفترة بمعدل 3.4% للمباني القديمة و1.5% للمباني الحديثة.

وتعود أسباب ارتفاع أسعار المساكن في سويسرا إلى زيادة عدد المهاجرين، كما أن بعض السويسريين الذين كانوا يستثمرون في الخارج أعادوا أموالهم إلى الداخل في أعقاب انهيارات أسعار العقارات في بعض الدول الأوروبية.

وحسب بيانات المركزي السويسري، فإن هذه الأموال السويسرية التي أعادها أصحابها أخيراً استُثمر معظمها في شراء المساكن، وهو ما رفع الطلب، وبالتالي أدى إلى رفع الأسعار.
 
ولكن البيانات تشير إلى تباين في معدلات ارتفاع الأسعار في أقاليم سويسرا: ففي الجنوب الشرقي ارتفعت أسعار الشقق بحوالى 3.9% حتى يونيو/حزيران، فيما ارتفعت في جنوب سويسرا بحوالى 2.9%، وفي شرق سويسرا ارتفعت الأسعار بحوالى 1.6%، وفي الوسط بحوالى 1.1%.

وفي المقابل، فإن الأسعار في بعض المناطق شهدت انخفاضاً؛ ففي مدينة زيورخ العاصمة المالية لسويسرا انخفضت أسعار المساكن بحوالى 1.9%، كما انخفضت الأسعار كذلك في المناطق المحيطة ببحيرة جنيف بحوالى 0.8%، وفي مدينة بيرن بحوالى 0.6%، وغرب سويسرا بحوالى 0.2%.

ويذكر أن أسعار المساكن في سويسرا شهدت أكبر ارتفاع لها بين أعوام 2000 و2012.

 ويعود هذا الارتفاع الكبير الذي شهدته العقارات السكنية إلى انخفاض أسعار الفائدة على القروض العقارية، حيث اتبع البنك المركزي السويسري سياسة نقدية لمكافحة ارتفاع سعر صرف الفرنك. وكانت سويسرا قد شهدت تدفقات خارجية ضخمة خلال أعوام أزمة اليورو.

وحتى لا يؤثر ارتفاع سعر صرف الفرنك على الصادرات السويسرية، عمد المركزي السويسري إلى خفض سعر الفائدة. وهو ما انعكس تلقائياً على انخفاض الفائدة على القروض العقارية. وتشير البيانات الأخيرة إلى أن الفائدة العقارية انخفضت على القروض قصيرة الأجل من 1.59% في العام الماضي 2013 إلى 1.57% في شهور الصيف الماضية.

الأجانب

تحتضن سويسرا أكبر عدد من الأجانب بين الدول الأوروبية، حيث ارتفع عدد الأجانب كنسبة من عدد السكان إلى 23.3% في عام 2012. ويشكل الأوروبيون حوالى 85% من الأجانب الذين يملكون إقامات دائمة في سويسرا، ولكنهم لا يملكون جنسيتها.

وتعد قوانين منح الجنسية في سويسرا من أصعب القوانين في العالم؛ حيث يحتاج المقيم إلى الإقامة فترة 12 سنة متواصلة وإثبات اندماجه الكامل في المجتمع، وتشربه بالثقافة السويسرية، وإتقان لغة واحدة من اللغات الوطنية في سويسرا، وهي الفرنسية والإيطالية والألمانية والرومانيش.

تملك الأجانب للعقارات

هنالك العديد من القيود القانونية التي تحدّ من تملك الأجانب للعقارات السويسرية، حيث تختلف القوانين من منطقة لمنطقة ومن مجتمع لمجتمع، وحددت الحكومة الفدرالية حصة من الرخص لتملك الأجانب للمساكن السويسرية، وتعد الأقاليم أو الكانتونات الفرنسية الأسهل بالنسبة لمشتريات الأجانب.

وبالنسبة للعائد على الإيجارات في سويسرا، فإن العائد يعتبر ضعيفاً بالنسبة للمساكن الكبيرة، خاصة المساكن المؤجرة للمنظمات والهيئات الدولية، مثل هيئة الصليب الأحمر الدولية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة الدولية.

ولا يتجاوز العائد بالنسبة لهذه المساكن الكبيرة نسبة 3% في أفضل الأحوال، ولكن الريع أو العائد يكون مرتفعاً لإيجارات الوحدات السكنية الصغيرة مثل الشقق المكونة من غرفة أو غرفتين، حيث تتراوح النسبة بين 3.35 و3.5%. ولا تسمح الحكومة السويسرية للأجانب بالشراء بغرض الإيجار.

ولكن هنالك بعض الاستثناءات التي تسمح للأجانب بالتملك بغرض الإيجار في بعض الكانتونات التي تعاني من نقص في المساكن.

ولا يميل السويسريون إلى التملك، وأغلبهم يفضل الإيجارات. وحسب إحصائيات "يورو ستات"، فإن نسبة السويسريين المتملكين لمنازلهم الخاصة تعد الأقل بين الدول الأوروبية، حيث لا تتجاوز نسبة 43%.

مناطق جذب الأجانب

تتركز مناطق الجذب العقاري السياحي في سويسرا للأثرياء الأجانب في ثلاث مناطق فقط ، وهي لوغانو واسكونا ولوكارنو، وهي مناطق قريبة من بعضها البعض، ولكنها تختلف في طبيعتها وأسلوب الحياة فيها.

ولوغانو هي مدينة الأعمال وأحد المراكز المالية السويسرية. كما أنها تتميز بمطار دولي هو الوحيد في المنطقة، وأيضاً، بمدارس دولية تجذب الأجانب، وبها مراكز تجارية ومناطق أعمال ومناخ يجذب المستثمرين إلى الإقامة فيها بصفة دائمة، بخلاف اسكونا التي تعد سوقا للعقارات الموسمية السياحية. ولا تغلق لوغانو أبوابها خلال فصل الصيف، بل تزدحم بالنشاط طوال شهور العام.

وتنطبق مواصفات لوغانو على لوكارنو أيضا، ولكن الأخيرة تشتهر بصفاتها الإيطالية السويسرية، ولكنها ليست دولية مثل لوغانو.

وهي تشتهر بمهرجان السينما الذي تقيمه في الصيف وتعرض فيه الأفلام على جداريات كبيرة الحجم. أما اسكونا فهي أصغر المناطق الثلاث وأكثرها جمالا، ولكنها تصلح أكثر كمنتجع سياحي، كما أنها تعج بالألمان من داخل سويسرا وخارجها خلال شهور الصيف.