يوجين سكاليا... "عدو العمال" مرشّح ترامب لوزارة العمال

يوجين سكاليا... "عدو العمال" مرشّح ترامب لوزارة العمال

21 يوليو 2019
انتقادات لترشيح سكاليا لمنصب وزير العمل (توم ويليامز/ Getty)
+ الخط -
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس الماضي، ترشيح المحامي يوجين سكاليا، ابن قاضي المحكمة العليا الراحل أنطونين سكاليا، وزيراً للعمل، ليحل محل ألكساندر أكوستا، الذي اضطر للاستقالة، بعد انتقادات واسعة لتساهله مع جيفري إبستاين، رجل الأعمال ومدير الاستثمار المتهم حالياً بجرائم جنس وتسهيل دعارة، وقت شغله منصب المدعي الفيدرالي بولاية فلوريدا قبل أكثر من عشر سنوات.

ولا يعد سكاليا، الذي يشارك حالياً في مكتب محاماة شهير بواشنطن اسمه "جيبسون، دان وكراتشر"، غريباً عن وزارة العدل الأميركية، التي تعاون معها، في عهد الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، في العديد من القضايا، كما دافع عن شركات أميركية في مواجهة اتحادات العمال، وفي مقاومتها للقوانين التي تحمي حقوق الموظفين لديهم، الأمر الذي جعل بعضهم يطلق عليه لقب "عدو العمال".

وفور الإعلان عن ترشيح سكاليا، بدأت علامات عدم الرضا عن اختياره في الظهور، حيث أعربت هايدي شيرهولز، كبيرة الاقتصاديين ومديرة السياسات في معهد السياسة الاقتصادية، عن دهشتها من ترشيحه، وقالت في بيان الجمعة إن سكاليا "قضى جل حياته المهنية مدافعاً عن مصالح شركات الخدمات المالية والبنوك، والمديرين التنفيذيين للشركات، وحاملي الأسهم، بدلاً من مصالح العاملين".

وعلى حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، انتقد ستيفن غرينهاوس، الكاتب المتخصص في شؤون العمال، اختيار سكاليا، نظراً لـ "تاريخه الطويل كمحامي للشركات الأميركية، وخصم لاتحادات العمال"، مطالباً أعضاء الكونغرس بسؤاله إذا كان قد انحاز في حياته في أي موقف للعمال على حساب الشركات!

وفي عام 2006، أعدت ولاية ماريلاند تشريعاً، يلزم الشركات التي تشغل أكثر من عشرة آلاف عامل وموظف، بإنفاق 8 في المائة على الأقل من إجمالي الرواتب التي تدفعها على التأمين الصحي الخاص بموظفيها وأسرهم، أو أن تساهم في صندوق خاص بتقديم الرعاية الصحية لمنخفضي الدخل في الولاية، التي تعاني من عجز في ميزانيتها. وقتها، أقامت شركة وولمارت الشهيرة لتجارة التجزئة، والمعروفة باتباع سياسات متشددة مع العمال والموظفين بها، دعوى، مثلها فيها سكاليا، لمعارضة التشريع الجديد.

وتمكن سكاليا، الذي كان والده عضواً في المحكمة العليا وقتها، من إجهاض التشريع الجديد، دافعاً بأنه موجه نحو شركة واحدة فقط في الولاية، وهي وولمارت، مؤكداً أن تدخل الولايات في تلك الأمور من شأنه إحداث فوضى، تضر أكثر مما تنفع. وفي حالة أخرى، ساعد سكاليا شركة بوينغ لصناعة الطائرات على إجبار اتحاد العمال بالشركة على التوقيع على عقد، نصت إحدى فقراته على اشتراط عدم قيام العمال بإضراب.

وبخلاف انحيازه للشركات، انتقد سكاليا في أكثر من مناسبة التشديدات التي تم فرضها على الشركات والبنوك الأميركية، في أعقاب الأزمة المالية العالمية في 2008، كما أمضى سنواته الأخيرة مدافعاً عن حق شركات الخدمات المالية في تخفيف القيود عنها، وهو ما قد يكون أحد أهم الملفات التي سيتولاها في حالة موافقة الكونغرس على تعيينه.

وفي عام 2001، رشح جورج دبليو بوش سكاليا، الذي لم يكن قد بلغ الثامنة والثلاثين، للعمل مع وزارة العمل، إلا أن مجلس الشيوخ، ذا الأغلبية الديمقراطية وقتها، رفض تعيينه، بسبب معارضته لسياسات الرئيس الديمقراطي الأسبق بيل كلينتون. واضطر بوش حينئذٍ لاستخدام صلاحياته، من أجل تجاوز المجلس وتعيين سكاليا في الوزارة.

وقبل تلك الواقعة، كان سكاليا، الذي قدم جده إلى الولايات المتحدة مهاجراً من إيطاليا، خلال النصف الأول من القرن العشرين، نموذجاً للشاب الذي يسهل تعيينه في العديد من الوظائف بالإدارة الأميركية. ودرس سكاليا، الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة فيرجينيا، قبل أن يتجه لدراسة القانون في جامعة شيكاغو، التي كان رئيساً لتحرير دوريتها القانونية الشهيرة. وحصل سكاليا على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة بنسلفانيا.

المساهمون