الأزمات الأمنية والقطاعية تحرم مصر من 8.9 ملايين سائح

الأزمات الأمنية والقطاعية تحرم مصر من 8.9 ملايين سائح منذ 2015

29 ديسمبر 2018
القطاع السياحي يعاني من الأزمات (فرانس برس)
+ الخط -
ارتفعت السياحة الوافدة لمصر بنسبة 40 في المائة على أساس سنوي، في الأشهر التسعة الأولى من عام 2018، وفقا لوزيرة السياحة المصرية رانيا المشاط. إلا أن تتبع الأرقام الرسمية يشير إلى خسارة مصر حوالي 8.9 ملايين سائح منذ عام 2015، حتى نهاية العالم الحالي. 

إذ بلغت السياحة الوافدة إلى مصر 8.3 ملايين سائح خلال 2018، مقابل 5.4 ملايين سائح في 2017، و5.3 ملايين في 2016، و9.3 ملايين في عام 2015.

وتطيح التفجيرات، بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية كل عام، محاولات نهوض القطاع السياحي من كبوته. وذلك وسط توقعات بأن تكون للتفجير الأخير الذي وقع قرب منطقة الأهرامات بالجيزة، واستهدف حافلة سياحية، تقل 14 سائحاً فيتنامياً، انعكاسات سلبية إضافية على السياحة.

ومنذ سنوات، تشهد مصر عمليات تفجير، إلا أن العديد من الأحداث طاولت السياح أيضاً، نتيجة الفوضى في العديد من القطاعات ومنها السياحية.

كان آخر الأزمات وفاة سائح بريطاني وزوجته، بشكل مفاجئ في فندق في مدينة الغردقة المطلة على البحر الأحمر في 18 سبتمبر/ أيلول الماضي.

وقوبلت هذه الحادثة بحملة تنديد واسعة من قبل البريطانيين، وتم إلغاء الحجوزات، في حين أجلت شركة "توماس كوك" البريطانية جميع عملائها البالغ عددهم 301 من الفندق.

كذلك كشفت صحيفة "ميرور" البريطانية عن تعرّض الطفل البريطاني من أصل مصري، لؤي محمد، لتسمم غذائي خطير أيضاً أثناء قضائه إجازة في مصر.

وفي يناير/ كانون الثاني من عام 2018، لقي سائح أميركي مصرعه وأصيب 12 آخرون، جراء سقوط منطاد إثر تعرضه لدوامة هوائية، غرب مدينة الأقصر جنوبي مصر.

كذلك، في يناير/ كانون الثاني من عام 2016، اختطف الإيطالي جوليو ريجيني، وتم العثور على جثته مشوهة في 3 فبراير/ شباط في منطقة صحراوية في مدينة 6 أكتوبر في القاهرة الكبرى. وقام 4500 من الأكاديميين بالتوقيع على عريضة تدعو إلى إجراء تحقيق في وفاته وفي العديد من حالات الاختفاء التي تقع كل شهر في مصر.

كذلك، شهد أكتوبر/ تشرين الأول 2015 أزمة سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، التي كان على متنها 224 راكباً. وأدت هذه الحادثة إلى مشكلة كبيرة ما بين مصر وروسيا، إضافة إلى وقف عدد من شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى القاهرة. وقاطع الروس مصر حتى إبريل/ نيسان من العام الحالي إثر إعلان موسكو استئناف الرحلات.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية المصرية في سبتمبر/ أيلول من عام 2015 وفاة 12 شخصاً وإصابة 10 آخرين من السياح المكسيكيين والمصريين في منطقة الواحات الغربية بمحافظة الجيزة شمالي مصر في إطلاق نار نفذته الشرطة والجيش بطريق الخطأ على سيارات فوج سياحي مكسيكي دخل منطقة محظورة.

وخلال السنوات الماضية، عاش الاقتصاد المصري وضمنه السياحة على وقع الأزمات. وكان البنك المركزي المصري قد أعلن أن إيرادات بلاده من النقد الأجنبي في قطاع السياحة انخفضت إلى 3.4 مليارات دولار في عام 2016، وهو ما يقل 44.3% مقارنة عن مستواها في 2015.

كما قالت وكالة موديز العالمية للتصنيف الائتماني إن الإيرادات التي سجلها قطاع السياحة في مصر خلال الربع الأول من عام 2016، بقيمة 551 مليون دولار، أقل عائدات للقطاع منذ مارس/ آذار 1998.

وأشارت الوكالة، في تقرير بعنوان "ميزان المدفوعات لا يزال هشا.. أمرا سلبيا على مستوى الائتمان"، نشره موقع أصوات مصرية، إلى أن عائدات السياحة تأثرت "بحادث سقوط الطائرة الروسية".

وأجبرت الأزمة الحادة التي شهدتها السياحة في مصر في 2016 المنشآت الفندقية والسياحية على تسريح أغلب العمالة، الأمر الذي قلص فرص تعافي القطاع، الذي كانت تأمل مصر في حدوثه خلال عام 2017، لتقليل آثار الانحسار الكبير في موارد النقد الأجنبي التي زادت من معاناة الاقتصاد العليل.

وقال مسؤول بارز في وزارة السياحة في تصريح لـ "العربي الجديد" حينها إن نحو 720 ألف عامل من إجمالي نحو 800 ألف عامل مدرب تم تسريحهم، بما يعادل 90% منذ 2014.

وفي إبريل/ نيسان 2017، ارتفعت تكلفة التأمين على الديون السيادية المصرية، إثر التفجيرين اللذين ضربا كنيستين في طنطا والإسكندرية، شمال مصر. وتراوحت الارتفاعات بين 6 و8 نقاط أساس في تكلفة التأمين على السندات الدولارية الدولية المصرية المتداولة في بورصتي لندن ولوكسمبورغ.

المساهمون