"داعش" يكرّر النفط في مصافي نظام الأسد مقابل حصة

"داعش" والمليشيات الكردية يكرّران النفط في مصافي نظام الأسد مقابل حصة

08 يوليو 2017
حقل نفطي في سورية (فرانس برس)
+ الخط -
كشف خبير اقتصادي سوري، مقرب من نظام بشار الأسد، أن مصافي الدولة تقوم بتصفية نفط يرد عبر وسطاء من تنظيم "داعش" من الشرق ومن الأكراد من شمال البلاد، ويقتطع النظام نسبة اتفق عليها من هذا النفط الخام، ويعيد تسليم الكميات المُعالجة المصفّاة إلى التنظيم والأكراد من جديد، في عملية مستمرة منذ نحو عام.

وقال الخبير لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن "القوى الكردية، وتحديداً حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، يُسيطر على أكثر من 50% من النفط السوري، ولا يمتلك القدرة على تصفية أو تسويق أو بيع الخام، وحاول في مرحلة سابقة عام 2015 أن يُحضر خبراء من خارج سورية لإقامة مصاف صغيرة".
وأضاف أن "الحزب وجد أن الأمر في غاية التعقيد ولا يقدر عليه، فلجأ إلى الاتفاق مع النظام السوري عبر وسطاء سوريين، بحيث يتم تصفية النفط في مصاف يسيطر عليها النظام، ويقتطع جزءاً من الإنتاج، ويعيد توريدها للقوات الكردية، التي تقوم ببيعه لوسطاء".

وأوضح المصدر، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن "مناطق إنتاج النفط التي يُسيطر عليها الأكراد هي حقول الحسكة بما فيها الرميلان والمالكية والسويدية وكراتشوك، وحقول الجبسة بما فيها جبسة وكبيبة وتشرين، وهي تُنتج ما يزيد عن 20 ألف برميل يومياً، تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية بالكامل، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وهو ما يوفر للحزب نحو ربع مليون دولار يومياً، بينما كانت هذه الحقوق تُنتج ما يُعادل 250 ألف برميل يومياً قبل عام 2011، ويقوم الحزب الكردي بتصديره عبر ميناء بانياس إلى روسيا وإيران عبر وسطاء روس".

كذلك أشار إلى الصلة بين تنظيم (داعش) والنظام السوري في ما يخص "تسويق وتصفية النفط، حيث يقوم التنظيم بتوريد النفط على غرار القوات الكردية إلى مصافي سورية، وبنفس الطريقة التي يتعامل بها النظام مع الأكراد، يقوم باقتطاع جزء من النفط الوارد مقابل عملية التصفية، وإعادة المكرر إلى الوسطاء لتمريره للتنظيم من جديد، والذي يقوم بتسويقه للتصدير عبر العراق من ميناء البصرة".

ويسيطر التنظيم على حقول دير الزور، والتي تُنتج له ما يقرب من 15 ألف برميل يومياً، وهي حقول كانت تُنتج ما يُعادل 100 ألف برميل يومياً قبل عام 2011.

ووفق تقارير سابقة، فإن والي الرقة السابق هو الوسيط بين التنظيم والنظام السوري، فضلاً عن وسطاء مقربين من النظام يُديرون عملية النقل اليومية.

وكشف الخبير الاقتصادي أن النظام السوري ما زال، حتى اليوم، مسؤولاً عن عمليات الصيانة، وتزويد آبار الإنتاج، في كلتا المنطقتين التي تسيطر عليهما الوحدات الكردية وتنظيم داعش، بمهندسي الصيانة والمعدات وقطع الغيار، كما أشار إلى أن النظام يقتطع نسبة من النفط الخام تُدّر بين 50 و75% من الكميات الواردة، مقابل الصيانة ومقابل عملية التكرير، ويتحمل الأكراد وداعش تكاليف النقل.

(وكالة الأنباء الإيطالية)

دلالات

المساهمون