النظام السوري يستعيد آبار النفط بلا إنتاج

النظام السوري يستعيد آبار النفط بلا إنتاج

22 يوليو 2017
انهيار قطاع النفط في سورية (فرانس برس)
+ الخط -







بدأ النظام السوري استثماراً مؤقتاً في حقول النفط التي استردها من تنظيم داعش بمدينة حمص، وسط توقعات باستحالة عودة الإنتاج سريعاً بفعل الدمار الذي طاول البنية التحتية للقطاع النفطي.

وكشف مصدر في وزارة النفط والثروة المعدنية بدمشق، أن إنتاج النفط الذي يسيطر عليه نظام بشار الأسد قد زاد بنحو ألفي برميل يومياً، بعد تأهيل حقل الشاعر، شرق مدينة حمص، وسط سورية، الذي كان يسيطر عليه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وقال المسؤول النفطي السوري إن الورش الفنية انتهت في حقل الشاعر من صيانة أول بئر نفطي ودخل في الإنتاج بطاقة نحو 900 برميل نفط يومياً، والبئر الثاني سوف يدخل الإنتاج خلال أيام، ليصل الإنتاج إلى نحو ألفي برميل نفط يومياً في آبار حقل الشاعر.

وتقول السلطات السورية إن العمل في حقل الشاعر يتم على ثلاث جبهات من خلال تأهيل آبار الغاز وتجهيز المحطة بشكل عاجل بالإضافة إلى تجهيز خط الغاز بين حقل الشاعر ومعمل إيبلا، وذلك لكون الخط تعرض للأضرار على مسافة 10 كلم، والجبهة الثانية هي استمرار العمل على إخماد الحرائق في البئرين المشتعلين، حيث كانت هناك 4 آبار نفط مشتعلة.
أما الجبهة الثالثة، فتتعلق بعملية نقل النفط بالصهاريج، حيث يتم نقل نحو 900 برميل نفط يومياً من حقل الشاعر إلى المحطة الرابعة، حيث كان النقل بالصهاريج يجري العمل به خلال فترة قبل الأزمة لكون الكميات قليلة والمنطقة بعيدة عن المحطات.

وفي ما يتعلق بالآبار التي تمت استعادتها أخيراً في منطقة جنوب غرب الرقة من عناصر جيش النظام السوري، أوضحت مصادر أنها تندرج ضمن دائرة حقول الثروة النفطية بشكل عام، وهي حقول صغيرة متناثرة على مساحة كبيرة تقدر بنحو 12 ألف كيلومتر مربع، ولذلك عملية التأهيل فيها ستكون صعبة بسبب المسافات المتباعدة ما بينها، والطاقة الإنتاجية فيها خلال فترة قبل الأزمة كانت تصل إلى 6 آلاف برميل نفط يومياً، وفي أغلبيتها تنتج النفط الثقيل.

ويقول الاقتصادي السوري، علي العائد، إن جيش النظام أعلن سيطرته على حقل الشاعر مرات عدة، وفي بعضها لا تستمر هذه السيطرة سوى أسابيع أو أشهر، ليعود داعش ويستخلصها من يد النظام ويعود ليبيع الغاز للنظام، مثلما لا يزال مستمراً في بيع نفط حقول دير الزور منذ منتصف عام 2014، عبر وسطاء، وبحماية مقاتلي التنظيم.

وحول أهمية استعادة حقل الشاعر بزيادة إنتاج النفط الذي يسيطر عليه نظام الأسد، يقول العائد لـ"العربي الجديد": "أعتقد أن أهمية حقل الشاعر في حالة انعدام الأمن في منطقة جنوب غرب محافظة حمص، لا تتعدى المستوى الرمزي والحالة الإعلامية".

وانخفض إنتاج النفط في سورية خلال الربع الأول من العام الجاري، بنسبة 72% مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، ليصبح متوسط الإنتاج اليومي 2233 برميلاً، بعد أن عاود تنظيم "داعش" السيطرة على حقل الشاعر، قبل أن يفقده أخيراً.

وبرر وزير النفط بحكومة الأسد، علي غانم، أن السبب الرئيسي لهذا الانخفاض هو خروج حقلي شحار والشاعر عن الخدمة في نهاية العام الماضي، بعد أن سيطر عليهما تنظيم "داعش" وخرب معظم بناهما ومعداتهما، قبل أن يحرق بعض الآبار عند عملية انسحابه منهما قبل شهرين.

وكان إنتاج الحقلين يصل لنحو 5 آلاف برميل يومياً، ما أوصل الإنتاج اليومي من النفط الذي يسيطر عليه الأسد العام الماضي إلى نحو 8 آلاف برميل.

وبلغت خسائر القطاع النفطي بسورية خلال الحرب أكثر من 62 مليار دولار، بحسب بيانات وزارة النفط بدمشق. وتعاني حكومة بشار الأسد من خسائر كبيرة بالميزان النفطي، بعد أن تراجع إنتاج النفط إلى بضعة آلاف من البراميل يومياً، في حين كان مستقراً على نحو 380 ألف برميل يومياً قبل ستة أعوام.

المساهمون