"صنع في المعتقل".. حملة مصرية تدعم أسر المعتقلين مادياً

"صنع في المعتقل".. حملة مصرية تدعم أسر المعتقلين مادياً

17 يونيو 2017
شعار حملة "صنع في المعتقل" (عن فايسبوك)
+ الخط -
لأنه لا يوجد نهاية معروفة ومحددة لفترة الاعتقال، ولأن أسر المعتقلين في حاجة شديدة للأموال لمواجهة ظروف الحياة القاسية وارتفاعات الاسعار القياسية، من هنا بدأت فكرة "صنع في المعتقل" في سجون مصر، وهي مبادرة تقوم على تصنيع المعتقلين صناعات خفيفة خاصة المتعلقة بصناعات الملابس والنسيج والتطريز الحياكة، وبيعها بعد ذلك عبر عدة منافذ منها وسائل التواصل الاجتماعي، على أن توجه حصيلتها بعد ذلك لسداد التزامات أسر المعتقلين، وكذا سداد الكفالات المطلوبة للافراج عن المعتقلين.

وتقوم الحملة على صناعة منتجات يدوية من داخل المعتقلات والسجون المصرية، على أن يتم تسويقها في الخارج، ويتم عرض هذه المنتجات أيضاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتتضمن هذه المنتجات الحياكة والمصنوعات الخزفية والخشبية وغيرها.

وتغص السجون المصرية بمعتقلي الرأي، بينهم عدد كبير من الشبان والشابات الذين ينتمون إلى أسر فقيرة كانوا يعملون لتأمين حاجاتها قبل اعتقالهم، أو أن أسرهم لا تستطيع بايرادتها الزهيدة دفع الكفالات المالية المرتفعة المفروضة على المعتقلين.

وتقدر جهات حقوقية مصرية ودولية عدد المعتقلين السياسيين في مصر بنحو 60 ألف معتقل، في حين ترفع جهات أخرى الرقم إلى 100 ألف معتقل مع التوسع الكبير في الاعتقالات الأخيرة خاصة المصاحبة لتظاهرات تيران وصنافير.

ومع ارتفاع حدة الأزمة الاقتصادية في مصر، خصوصاً خلال السنتين الماضيتين، انطلقت حملة "صنع في المعتقل"، لتتماهى مع عبارة "صنع في مصر".



ويؤكد أحد منظمي حملة صنع في الميدان لـ "العربي الجديد"، أن "المبادرة تتعلق بمعتقلي الرأي في مصر، حيث لا نشاطات مشابهة لسجناء القضايا الجنائية مع الأسف".

ويشرح: "تدعم المبادرة المعتقلين اقتصادياً، حيث يذهب عائد المنتجات إلى ذويهم ليتم كفالتهم بشكل شهري. وبالطبع إلى جانب المردود المادي؛ يتم دعم السجناء معنوياً بتسويق منتجاتهم".

ويتابع أن "عدد المنتجات غير محدد إلى الآن نظراً لعدم وجود ضمان كاف للسجناء وحرية دخول وخروج المواد الخام. حيث تمنع السلطات أحياناً دخول الطعام والشراب، فما بالك بحبات خرز".

ويقول تعريف صفحة "صنع في المعتقل" على فايسبوك: "من قلب الزنازين تخرج إلى النور منتجاتنا، لترسل تحية من الداخل، وترسم بسمة على وجه من يبتاع منها أو من يهديها، مذكرة إياه بآخر يستحق الحرية والحياة".


ويشرح أحد المشاركين أنه "طوال فترة اعتقال والدي كان دائماً يصنع الأساور والمسابح والسلاسل عشان ينسى مع زمايله الوقت في السجن".

ويتابع: "هذه الحملة تضم شباباً يأخذون المنتجات التي يصنعها المعتقلون ويبيعونها خارج وداخل مصر. أما المردود فيتم استخدامه لكفالة أسر المعتقلين".

ويقول مشارك آخر في الحملة: "هذه الصفحة تروج المنتجات اليدوية التي يصنعها المعتقلون داخل سجون مصر. من جهة تكفل دعم مادي ولو ضئيل لبعض اﻷسر غير المقتدرة. ومن جهة توفر للمعتقلين وسيلة ولو بسيطة لكسر ملل وثقل طول مدة الاعتقال".
 
وتجددت هذه الحملة منذ فترة، بعدما أطلقتها المعتقلة أسماء حمدي، وشارك بها عدد كبير من المعتقلين.



وبدأت أسماء، وهي طالبة في طب الأسنان، حملة "صنع في المعتقل" بعدما حكم عليها بالسجن في 24 ديسمبر/كانون الأول 2013، لمدة خمس سنوات وبغرامة قدرها ألف جنيه، في قضية خاصة بتظاهرات جامعة الأزهر.

(العربي الجديد)

المساهمون