غزة تلجأ إلى الشمس لمواجهة أزمة الكهرباء

غزة تلجأ إلى الشمس لمواجهة أزمة الكهرباء

12 يونيو 2016
يحتاج القطاع إلى 500 ميغاواط يومياً(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

شهدت الآونة الأخيرة تحوّل العديد من المؤسسات العامة والشركات الخاصة والمنازل في قطاع غزة إلى استخدام الطاقة الشمسية لتوليد التيار الكهربائي، كبديل عن استخدام المولدات الكهربائية، في ظل تفاقم أزمة الكهرباء وانقطاعها لساعات طويلة بشكل يومي، في القطاع الساحلي المحاصر.
ويأتي الإقبال على استخدام الطاقة النظيفة من أجل توليد التيار الكهربائي، بسبب زيادة أسعار المحروقات المستخدمة في المولدات البديلة، وسوء البدائل الأخرى، ما عزز القناعات باستخدام الطاقة الشمسية.

ويقول الفلسطيني محمد مطير، لـ"العربي الجديد"، إنّ ارتفاع أسعار المحروقات والبدائل الأخرى لتوليد الكهرباء في فترة انقطاعها، دفعه إلى التوجه لتركيب نظام للطاقة الشمسية صغير الحجم، من أجل سد احتياجات منزله الأساسية من الكهرباء في فترة انقطاعها.
ويشير مطير إلى أنّ أنظمة الطاقة الشمسية، وبالرغم من ارتفاع تكلفتها الإنشائية خلال المرة الأولى، إلا أنها أقل من التكلفة الخاصة بالبدائل الأخرى على المدى الطويل، ولا يوجد لها أي تأثيرات جانبية قد تؤدي إلى حرائق أو كوارث كالمولدات والشموع.

ويبيّن مطير أنّ تفاقم أزمة التيار الكهربائي بشكل كبير في فصلي الصيف والشتاء يدفع المواطنين إلى البحث عن البدائل الأخرى للحصول على الطاقة الكهربائية، في ظل عجز سلطة الطاقة ومحطة توليد الكهرباء عن تلبية احتياجات المواطنين في القطاع.
ويوضح أنّ الطاقة الشمسية جعلته يستغني بشكل كامل عن كافة البدائل الأخرى والاعتماد على الطاقة المخزنة داخل بطاريات الخلايا الشمسية.



ويعاني سكان القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ عشر سنوات، من انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة تصل إلى أكثر من ثماني ساعات يومياً، وتصل في بعض الأحيان إلى 12 ساعة يومياً. 
من جانبه، يؤكد مسؤول المشاريع في شركة "ميغا باور"، المختصة في مجال الطاقة الشمسية، سعيد صبح، أنّ العام الأخير شهد توجهاً ملحوظاً بين المواطنين في غزة نحو استخدام الخلايا الشمسية في توليد الكهرباء، بالمقارنة مع البدائل الأخرى.

ويوضح صبح، لـ"العربي الجديد"، أنّ 70% من التوجه العام نحو الطاقة الشمسية في القطاع المحاصر منذ عام 2006، مرتبط بالرغبة في حل أزمة انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، في ظل عدم وجود بدائل أخرى تخفف من حدة الأزمة.
ويضيف صبح، أن 30% من المشاريع المنفذة في القطاع مرتبطة بالشركات والمؤسسات العامة في غزة، ضمن التوجه العام لاستخدام الطاقة البديلة، كونها صديقة للبيئة على مستوى العالم.
ويلفت صبح إلى أنّ ارتفاع التكلفة الإجمالية لتنفيذ المشاريع الخاصة بالطاقة الشمسية في القطاع تعتبر إحدى العقبات التي تواجه أصحاب الدخل المتوسط والمحدود من التحول إلى استخدام الطاقة البديلة بدلاً من البدائل الأخرى المكلفة أيضاً.

ويشير إلى أنّ التكلفة الإجمالية لتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية بشكل محدود تصل إلى ما بين 800 و1200 دولار أميركي، أما الخلايا ذات القدرة المتوسطة فتصل ما بين 2000 و4000 دولار، أما الخلايا ذات الإنتاجية العالية فتتجاوز تكلفتها 16 ألف دولار، وهو ما يعتبر مرتفعاً مقارنة مع الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية في القطاع.

ويشير صبح إلى صعوبة الاعتماد على الطاقة الشمسية كمصدر أساسي لتوليد التيار الكهربائي في القطاع، نظراً لارتفاع التكلفة وحاجة هذه المشاريع إلى مساحة وأراضٍ واسعة، وهي غير متوفرة في غزة، بالإضافة إلى بعض الأسباب الفنية الأخرى.

ويعاني سكان القطاع، منذ عشر سنوات، من أزمة انقطاع الكهرباء بشكل كبير، بدأت عقب قصف الاحتلال الإسرائيلي محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع، منتصف عام 2006، بالإضافة إلى استهداف مخازن الوقود في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة صيف 2014.

في الأثناء، يشير مدير مركز المعلومات في سلطة الطاقة بغزة، أحمد أبو العمرين، إلى صعوبة الاعتماد على توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بشكل أساسي في القطاع والاستغناء عن محطة توليد الكهرباء والخطوط الإسرائيلية.
ويؤكد أبو العمرين، لـ"العربي الجديد"، أن مشاريع الطاقة الشمسية يمكن أن تساهم في التخفيف من أزمة انقطاع الكهرباء المتفاقمة منذ نحو عشر سنوات، من خلال الاعتماد عليها إلى جانب مصادر الطاقة المتوفرة في القطاع.
ويلفت أبو العمرين إلى وجود مشروع يقضي باستخدام الطاقة الشمسية لتوليد نحو 30 ميغاواط من خلال إحدى الشركات الأميركية، إلا أنّ الإجراءات والقيود الإسرائيلية المفروضة على إدخال المعدات تعيق تنفيذ المشروع.

ويشير أبو العمرين إلى أنّ سلطة الطاقة تسعى إلى توفير الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء والمساهمة في سد العجز الموجود في مصادر الكهرباء، إلا أن ارتفاع تكلفتها الإنتاجية يعيق تنفيذ هذه المشاريع في القطاع الذي يعيش أوضاعاً معيشية واقتصادية متردية.
ويحتاج قطاع غزة، الذي يقطنه نحو مليوني فلسطيني، إلى 500 ميغاواط يومياً، لكن لا يتوفر منها سوى قرابة 222 ميغاواط في أحسن الأحوال، وتأتي من ثلاثة مصادر، هي: محطة غزة 80 ميغاواط، وخطوط كهرباء قادمة من الاحتلال بمقدار 120 ميغاواط، وأخرى مصرية تقدّر بنحو 22 ميغاواط.

المساهمون