التعويم يكبّد شركات السياحة المصرية خسائر باهظة

التعويم يكبّد شركات السياحة المصرية خسائر باهظة

17 نوفمبر 2016
توقعات بتراجع رحلات العمرة في مصر (مصطفى الشيمي/الأناضول)
+ الخط -
قال أصحاب شركات سياحة، لـ"العربي الجديد"، إن قرار تعويم الجنيه المصري تسبب في زيادة حادة في تكلفة العمرة، متوقعين عزوف عدد كبير من المصرين عن أداء العمرة خلال الفترة المقبلة، ما يكبّد شركات السياحة خسائر باهظة ولا سيما في ظل انحسار السياحة بسبب الاضطرابات الأمنية.
وارتفعت أسعار صرف الريال السعودي لمستويات تقترب من الضعف، مقارنة بما قبل قرار تعويم الجنيه المصري، ليتجاوز سعر العملة السعودية 5 جنيهات في البنوك وفق متوسطات التعاملات.
وأعلن البنك المركزي، الأسبوع قبل الماضي، تحرير سعر صرف الجنيه المصري، وقال إن تحديد سعر الصرف العملة المحلية سيكون وفقا للعرض والطلب.
ويأتي هذا الإجراء استجابة لشروط صندوق النقد الدولي الذي وافق على إقراض مصر 12 مليار دولار تسلمت مصر منها الشريحة الأولى، البالغة قيمتها 2.75 مليار دولار، يوم الجمعة الماضي.
وقال رئيس شعبة السياحة والطيران بالغرفة التجارية بالقاهرة، عماري عبد العظيم عماري، لـ"العربي الجديد"، إن "قرار تعويم الجنيه سيتسبب في خسائر فادحة لشركات السياحة، متوقعا تراجع رحلات العمرة إلى الأراضي المقدسة بنسبة 80% على الأقل".
وأضاف أن "تكلفة العمرة ارتفعت للضعف تقريبا، فمن كان يدفع 8 آلاف جنيه (الدولار = نحو 15 جنيهاً) ستصبح 16 ألفاً على سبيل المثال".
وأشار رئيس شعبة السياحة، إلى أن تراجع رحلات العمرة سيتسبب في خسائر كبيرة لمصر للطيران، وستضطر إلى تقليل عدد الرحلات وزيادة الأسعار، لافتا إلى أن هذه الشركات كانت تغطي نفقاتها ومصاريفها اعتمادا على موسم العمرة والحج خاصة في ظل التراجع الحاد في أعداد السياح بسبب الاضطرابات الأمنية.


وأعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (حكومي)، في إحصائيات أصدرها الشهر الجاري، أن عدد السياح الوافدين إلى مصر تراجع بنسبة 41% في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي.
وأرجع الجهاز هذا الانخفاض إلى هبوط عدد السياح الوافدين من روسيا بنسبة 64.5%، وبريطانيا 18.1%، وألمانيا 13.1%، ثم إيطاليا 3%.
وحسب الإحصائيات، فإن عدد السياح الوافدين من كل دول العالم إلى مصر بلغ 473 ألف سائح في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، مقابل 802 ألف سائح في نفس الشهر من العام الماضي.
وأكد عماري أن شعبة السياحة ستعقد اجتماعا عاجلا بحضور كل الشركات العاملة في الحج والعمرة مع ممثلين من شركة مصر للطيران، لبحث الخروج من أزمة ارتفاع الأسعار.
وأشار إلى أن الشركات لا تزال تعلق برامج العمرة للموسم المقبل حتى الآن لعدم الانتهاء من وضع الضوابط المنظمة للموسم.
وأوضح أن الميزة الوحيدة لتعويم سعر صرف الجنيه هو توفره بسعر مقارب لاحتياجات الشركات على العكس من الفترة الماضية، والتي لم تتوفر فيها العملة السعودية من الأساس.
ومن جانبه، قال رئيس لجنة السياحة الدينية، بغرفة شركات السياحة، شريف سعيد، في بيان صحافي، أن قرار التعويم سيؤدي لارتفاع أسعار برامج العمرة بشكل رسمي بنسبة تصل لـ 30 %، مقارنة بالعام الماضي، بخلاف تطبيق قرار السعودية فرض رسوم 2000 ريال حال الزيارة المكررة لأداء مناسك العمرة، أي يمكن أن يصل سعر البرنامج إلى 18 ألف جنيه.
وتباينت ردود أفعال المواطنين المصريين حول زيادة تكاليف العمرة إلى الأراضي المقدسة، حيث أكد بعضهم عدم قدرته على الذهاب نتيجة لارتفاع الأسعار، فيما أصر آخرون على زيارة الأراضي المقدسة مهما بلغت التكاليف.
وقال مواطن من محافظة المنيا (جنوب القاهرة)، أحمد عبد السلام، لـ"العربي الجديد" إن ارتفاع تكاليف العمرة سيضطره إلى تأجيلها هذا العام، خاصة أنه سبق وأن ذهب مرتين قبل ذلك.
وأكد مواطن من محافظة الجيزة (غرب القاهرة)، عبد الستار رشدي، لـ"العربي الجديد"،" إنني ادخرت 7 آلاف جنيه لأداء العمرة هذا العام.. لكن فوجئت أن أقل تكاليف للعمرة ستصل إلى 12 ألف جنيه بخلاف الهدايا والمشتريات الخاصة للأهل والأقارب والأصدقاء".
وفي المقابل، قالت فوزية فتيحي، لـ"العربي الجديد"، إنها "ستسافر لأداء العمرة مهما بلغت التكاليف المادية".
وقد أدى قرار تعويم الجنيه إلى موجة غلاء كبيرة ضربت مختلف القطاعات في مصر، في ظل تخوفات من زيادة التضخم بعد قرار زيادة أسعار الوقود بنسب وصلت إلى 48%، كما طاولت زيادة الأسعار الأدوية وسلعاً استراتيجية، ويعاني المصريون من أزمات معيشية منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011 تفاقمت عقب الانقلاب العسكري في 3 يوليو/تموز عام 2013.
واضطرت الحكومة إلى زيادة الاقتراض لمواجهة أزمتها المالية، ما رفع الدين العام إلى أكثر من 3 تريليونات جنيه، حسب أحدث إحصائية رسمية.

المساهمون