السعودية: لن نُخفّض إنتاج النفط ونعيد خطأ 1980

السعودية: لن نُخفّض إنتاج النفط ونعيد خطأ 1980

09 ابريل 2015
وزير البترول السعودية، علي النعيمي (أرشيف/getty)
+ الخط -

فسّر وزير البترول والثروة المعدنية السعودي، على النعيمي، لغزاً حيّر كثيراً من المراقبين، حول إصرار المملكة على عدم خفض إنتاج النفط، رغم تهاوي أسعاره عالمياً بأكثر من 50% في الأشهر الثمانية الماضية.

وقال النعيمي، في كلمة مساء أول من أمس الثلاثاء، خلال مؤتمر سنوي تنظمه جمعية الاقتصاد السعودية، إن المملكة التي تتصدر قوائم منتجي النفط في العالم، تعلمت الدرس جيداً من خطأ ارتكبته في عام 1980 عندما قررت، مع بعض دول "أوبك"، خفض الإنتاج لأكثر من مرة، حفاظاً على سعر النفط عند مستوى معين كان المنتجون يعتقدون الوصول إليه.

وأضاف أن هذه الخطوة أفقدت السعودية العملاء والسعر، حيث تراجع الإنتاج من 10 ملايين برميل يومياً في عام 1980 إلى أقل من 3 ملايين برميل يومياً في عام 1985، وانخفضت الأسعار من 40 دولاراً للبرميل إلى أقل من 10 دولارات.

وخالفت السعودية، مستغلة ثِقلها النسبي في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، توقعات كثير من المحللين والمراقبين، عندما تمسكت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بسقف إنتاج المنظمة عند مستوى 30 مليون برميل يومياً، رافضة تقليص الإنتاج رغم تهاوي أسعار النفط بسبب تخمة المعروض، والتي تجاوزت وفق مراقبين، 1.5 مليون برميل نفط يومياً.

وهبطت الأسعار من 115 دولاراً للبرميل في يونيو/حزيران الماضي، إلى حدود 58 دولاراً للبرميل بتعاملات أمس الأربعاء.

وقال النعيمي، إنه متفائل بشأن الأسعار، متوقعاً ارتفاعها سريعاً. ورغم رفع السعودية لإنتاجها النفطي خلال مارس/آذار الماضي إلى حدود 10.3 ملايين برميل يومياً، تبدو ثمة آمال للتوصل إلى اتفاق نفطي واسع ينظم السوق، ويساهم في استقرارها.

وقال النعيمي، إن السعودية، مستعدة للإسهام في إعادة الاستقرار للسوق، لكن بمشاركة الدول الرئيسية المنتجة للنفط، وفق أسس واضحة لا تتحملها السعودية وحدها أو مجلس التعاون الخليجي.

وتفتح تصريحات النعيمي، الباب أمام التنبؤ بمفاوضات قد تحدث بين السعودية وبين منتجين

كبار مثل روسيا وفنزويلا والمكسيك وغيرهم.

وأكد النعيمي،أن المملكة لا تستخدم النفط لأغراض سياسية، كما أنها ليست في صراع تنافسي مع الزيت الصخري، أو غيره من الزيوت، ذات التكلفة العالية، بل ترحب بهذه المصادر الجديدة للطاقة، التي تضيف عمقاً، واستقراراً للسوق.

وفي سياق علاقة المملكة بالأعضاء الآخرين في "أوبك"، قال النعيمي: "إن الحديث عن ضعف المنظمة، أو نهايتها، أو انقسامها، الذي تتداوله بعض وسائل الإعلام العالمية، هو كلام عشوائي، ومُسيّس، وغير واقعي على الإطلاق".

 وبيّن أنه عندما أخذت أسعار النفط في الانخفاض في صيف العام الماضي، نتيجة عوامل متعددة، أهمها ضعف نمو الطلب على البترول، وزيادة الإنتاج من خارج أوبك، قلنا لزملائنا في المنظمة، إننا مستعدون للإسهام في خفض الإنتاج، وفق آلية عادلة تشارك فيها الدول الرئيسية المنتجة والمصدرة للنفط، غير أن بعض المنتجين الكبار من خارج أوبك، رفضوا خفض الإنتاج، ولهذا السبب قررت المنظمة الإبقاء على مستوى الإنتاج، وعدم التفريط في حصتها في السوق لصالح الآخرين.

وأضاف أن السعودية تدعم أوبك التي تضم اثني عشر عضواً، من أجل استمرارها كأهم وأنشط منظمة دولية نفطية في العالم.

وتابع: "هناك من يسعى إلى الوصول لاتفاقيات دولية تُقلل من استخدام الوقود الأحفوري ومنه النفط، مما يعني الإضرار، بمصالح الدول المنتجة للنفط، خاصة على المدى الطويل، وقد استطعنا الوقوف، وإبطال الكثير من التوصيات السلبية في هذه الجوانب"، مؤكداً على اهتمام السعودية بالبيئة، والتغير المناخي.



اقرأ أيضاً:
السعودية تعلن استعدادها لتحسين سعر النفط

المساهمون