الأردن يطرح عطاءً لتنفيذ مشروع مائي مع إسرائيل

الأردن يطرح عطاءً لتنفيذ مشروع مائي مع إسرائيل

30 نوفمبر 2015
الأردن شهد احتجاجات رافضة لمشروع "ناقل البحرين"(Getty)
+ الخط -
أعلن الأردن، اليوم الاثنين، عن طرح عطاء تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع "ناقل البحرين" (البحر الأحمر – البحر الميت) لتلقي عروض لتنفيذ المشروع من قبل مقاولي الشركات المحلية والدولية، وفق الدراسات الفنية والشروط التي وضعتها وزارة المياه والري الأردنية.

وقالت الحكومة الأردنية، في بيان، إن المشروع يأتي ضمن استراتيجية قطاع المياه والخطط التنفيذية المعدة لعام 2025، والتي تهدف إلى زيادة التزويد المائي لتلبية احتياجات البلاد من المياه.

وأضافت: "يعد هذا المشروع العملاق من أهم المشاريع الوطنية الاستراتيجية لمواجهة النقص المتزايد للمياه التي يعانيها مواطننا الأردني، ويحقق حلم وتطلعات الأردنيين جميعا في الوصول إلى واقع مائي آمن ومريح كونه سيعمل على تلبية الاحتياجات المتزايدة للمياه لكافة الاستخدامات على مدى السنوات الطويلة القادمة، خاصة بعد استكمال تنفيذ مراحله المختلفة".

 وأوضحت أن المشروع يهدف أيضا إلى المحافظة على البيئة في البحر الميت، أكثر منطقة انخفاضا عن سطح البحر على الصعيد العالمي، وحمايته من الانحسار والاندثار من خلال نقل المياه المالحة بعد التحلية لمنع المزيد من تراجع مستوى المياه في البحر الأبيض.

وقد أعلنت وزارة المياه الأردنية كافة التفاصيل الفنية للمشروع وتوقيعها الاتفاقية مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وفق ما تنص عليه الالتزامات الدولية والالتزام مع الدول الممولة والمانحة والقطاع الخاص لضمان إيجاد تمويل لتنفيذ المشروع، وكذلك تزويد الفلسطينيين بواقع 30 مليون متر مكعب إضافية من المياه الصالحة للشرب.

وكان الأردن وإسرائيل، قد وقعا في فبراير/شباط الماضي اتفاقية تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع "ناقل البحرين"، بحضور ممثلين عن البنك الدولي والولايات المتحدة الأميركية، ما أثار ردود أفعال شعبية وسياسية غاضبة، رغم تبرير الحكومة بأن المشروع سيوفر كميات كبيرة من المياه للبلاد التي تعاني من عجز مائي حاد.

وشهد الأردن عدة مسيرات ووقفات احتجاجية، للتعبير عن رفض عموم الأردنيين والنقابات المهنية والأحزاب لهذا المشروع. إلا أن الحكومة ترى فيه خياراً استراتيجياً لحل مشكلة المياه في البلاد. وصنف الأردن ضمن الدول الأفقر مائياً في العالم.

وفي تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، قال رئيس لجنة مقاومة التطبيع النقابية، مناف مجلي، إنه سيتم تكثيف كافة الجهود خلال الفترة المقبلة، بالضغط أكثر على الحكومة لدفعها إلى التراجع عن هذا المشروع التطبيعي مع الاحتلال الإسرائيلي.

ورأى أن طرح عطاء المشروع يتجاهل اعتراضات الأردنيين عليه، الأمر الذي يستدعي مواصلة الجهود الرافضة له، مشيرا إلى أن المشروع يعد ثاني أكبر مشروع تطبيعي مع الاحتلال بعد التوجه الرسمي لشراء الغاز الإسرائيلي.

وبحسب خبراء، فإن "ناقل البحرين" يعد ثاني أكبر مشروع تطبيعي سيقدم عليه الأردن مع الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد مشروع استيراد الغاز، ما يعد تقدماً كبيراً للكيان الصهيوني على صعيد مساعيه إلى تقوية علاقاته الاقتصادية مع الدول العربية، بدءاً من البلدان التي يرتبط معها باتفاقيات سلام كمصر والأردن.

كما رأى خبراء أيضاً أن مشروع "ناقل البحرين" يحقق الكثير من المنافع لإسرائيل، بما يفوق ما ستجنيه كلّ من الأردن والسلطة الفلسطينية، وذلك من خلال حصولها على مياه الشرب، ما يساعدها على إقامة مزيد من المستوطنات في منطقة النقب، وكذلك معالجة نقص المياه لديها في تلك المناطق من دون أن تتكفل بأية كلف.

ويعتبر معارضو المشروع أنه يدخل في إطار التطبيع مع إسرائيل، في الوقت الذي يرتكب فيه الاحتلال المجازر الدموية بحق الشعب الفلسطيني، وما زال في حالة اعتداء على المقدسات الإسلامية في القدس الشريف.

اقرأ أيضا: التطبيع الاقتصادي والتطبيع الديني

المساهمون