السودانيون يطالبون بخفض الأسعار

السودانيون يطالبون بخفض الأسعار

16 أكتوبر 2014
السودانيون غاضبون من غلاء الأسعار(أرشيف/Getty)
+ الخط -
يطالب السودانيون حكومة بلادهم بتخفيض الأسعار، وذلك بعد مضي عام كامل على الاشتباكات العنيفة، التي عرفتها البلاد بين الشرطة ومتظاهرين احتجوا على ارتفاع أسعار الغذاء والوقود، مما أسفر عن قتل العشرات من المحتجين وإصابة المئات بجروح.

فوضى الأسعار

قال اسماعيل، أحد سكان الخرطوم: "والله لسه الاسعار ما مرضية للناس، يعني بالنسبة للزيت غالي، وبالنسبة للطماطم غالية، كل شيء غالي، ما في حاجة في متناول الناس. الخرفان غالية. بصفة عامة، كل شيء غالي".

وقال جاسم مرغني، وهو من سكان الخرطوم كذلك: "يعني في فوضى في السوق. كل شخص يبيع زي ما هو عايز للأسف الشديد. وأنت أحيانا تكون مضطر علشان تشتري، حتى لو غالي بتشتري . ما في رقابة على السوق".

وبلغ معدل التضخم السنوي في السودان 46.4% في أغسطس/آب الماضي. وترتفع الأسعار في البلاد منذ انفصال الجنوب عام 2011 وحيازته ثلاثة أرباع إنتاج البلاد من النفط. حيث يعد النفط مصدراً رئيسياً للنقد الأجنبي، الذي تحتاجه الخرطوم  لدعم سعر الجنيه السوداني، وسداد تكاليف الواردات، خاصة المواد الغذائية.

ورأى الصحافي السوداني، سنهوري عيسى، أنه يتعين على الحكومة بذل المزيد لحماية المستهلكين من تداعيات خسارة جزء من العائدات النفطية على الاقتصاد المحلي.

وأرجع عيسى تنامي الغلاء في بلاده إلى 5 أسباب رئيسية، هي ارتفاع سعر الدولار من 3 جنيهات إلى 9 جنيهات الآن، وتراجع الإنتاج المحلي، وارتفاع في أسعار السلع عالميا منذ سبتمبر/أيلول 2009، خاصة الأرز والدقيق والقمح والزيوت، إضافة إلى المضاربات وضعف رقابة الحكومة للأسواق.

يشتهر السودان بخصوبة أرضه وسهولة الحصول على مياه النيل، لكنه يعتمد جزئيا على الغذاء المستورد، بسبب ما يعاني منه قطاع الزراعة منذ سنوات من سوء إدارة وفساد وارتفاع الضرائب.

خصوبة عقيمة

وفي العام الماضي، حاولت الحكومة خفض وارداتها من القمح وزيادة الإنتاج المحلي، وعرضت سعرا قريبا من الأسعار العالمية. وأصبح تطوير صناعة السكر كذلك من الأولويات مثل التنقيب عن الذهب من أجل إنعاش الاقتصاد.

غير أن العائدات ما زالت غير كافية لتعويض المليارات من عائدات النفط.

ويقول علي حمزة "الأسعار غالية بالنسبة للناس . بالنسبة للخرفان يعني زول (شخص) اشترى خروف بمليون ونصف مليون جنيه سوداني كيف ياكل ويشرب باقي الشهر؟".

وقال العديد من السودانيين إنهم لم يستطيعوا شراء الأضاحي هذا العام بسبب ارتفاع أسعارها.

وقال عيسى الصحافي "تحرير الأسعار (سياسة السوق الحرة) لا يمنع الدولة من التدخل في الأسواق. التدخل يعني أن تؤمن هذه السلع وتقر دعما لأكثرها أهمية بالنسبة إلى المواطن السوداني، مثل القمح، الذي سيؤدي دعم أسعاره إلى توفر الخبز بأسعار في متناول القوة الشرائية للأسر السودانية".

وتعتبر تكاليف المعيشة من القضايا المهمة، التي ستثار خلال الانتخابات المقرر إجراؤها في البلاد، العام المقبل.

ويتولي الرئيس، عمر حسن البشير، السلطة في البلاد منذ 25 عاما، على الرغم من التمرد المسلح، والعقوبات التجارية الأميركية، والأزمة الاقتصادية، ومحاولة انقلاب، وقرار إدانة من المحكمة الجنائية الدولية، التي تتهمه بارتكاب جرائم حرب في دارفور.

المساهمون