هيئة الرقابة المالية الألمانية لا تستبعد استمرار الأزمة المصرفية

هيئة الرقابة المالية الألمانية لا تستبعد استمرار الأزمة المصرفية

09 مايو 2023
هيئة الرقابة المالية الألمانية (رويترز)
+ الخط -

حذّر رئيس هيئة الرقابة المالية الألمانية (بافين) الثلاثاء من أن الأزمة المصرفية التي بدأت في مارس/آذار مع إفلاس بنوك في الولايات المتحدة قد تشهد موجات جديدة.

وقال رئيس الهيئة مارك برانسون "منذ آذار/مارس، يخضع النظام المالي العالمي لنوع من اختبار الجهد"، في إشارة إلى انهيار بنوك إقليمية أميركية واستحواذ بنك "يو بي إس" تحت ضغط رسمي على منافسه "كريدي سويس".

ورغم أن المرحلة الحادة من الأزمة تبدو قد مرت، حذّر المسؤول من أن "فترات التوتر تحدث عادة بشكل متقطع".

ومع استمرار الزيادات في أسعار الفائدة في منطقة اليورو، تستفيد البنوك من ارتفاع الفائدة، لكن يمكن أن يفقد تقييم السندات التي تحملها قيمته بسرعة عند ارتفاع معدلات الفائدة. وقد تسببت هذه الظاهرة في الانهيار المفاجئ لبنك سيليكون فالي الذي كان يتخذ مقراً في كاليفورنيا.

لذلك فإن "اليقظة" مطلوبة لأن "التدفقات المصرفية وأزمات السيولة تحدث اليوم بشكل أسرع من قبل"، وفق برانسون.

غير أن المسؤول شدّد على أنه "لا أسباب منطقية لحدوث أزمة سيولة في المؤسسات الألمانية".

لكن "من المهم استخلاص العبر من الأشهر القليلة الماضية" وأن يتم بحث "كيف يجب علينا تعزيز التنظيم والإشراف إذا لزم الأمر" في الاتحاد الأوروبي.

وشدّد رئيس هيئة الرقابة المالية الألمانية على أن "عمليات الإنقاذ الحكومية المكلفة وغير المقيدة لا يمكن أن تكون السبيل للمضي قدماً".

واعتبر مارك برانسون أنه يجب أن يكون ممكناً إخراج المؤسسات الصغيرة من السوق بشكل أسرع في حال انهيارها.

وكذلك في ما يتعلق بالمؤسسات الكبيرة ذات الأهمية النظامية، إذ "لا ينبغي أن يكون أي منها أكبر من أن يفشل".

وتأتي تحذيرات رئيس الهيئة المرموقة بعد يومين فقط من صدور تعليقات من الملياردير الأميركي وارن بافيت، أكد فيها أن تعامل الحكومة الأميركية مع أزمة المصارف الإقليمية كان "ضعيفاً"، مشيراً إلى تسبب ذلك في غياب الثقة بين المودعين في انتهاء الأزمة.

وقال الملياردير الذي يواصل إدارة مجموعته رغم بلوغه سن 92 عاماً: "هذا لا ينبغي أن يحدث. التعامل كان ضعيفاً جداً".

وعلى صلة بالأمر، أكد صندوق النقد الدولي استمرار قلقه من اضطرابات القطاع المصرفي الأميركي، رغم تدخلات الجهات الرقابية في الاقتصاد الأكبر في العالم.

ويوم الثلاثاء، قال أوليفييه جورينشا، كبير الخبراء الاقتصاديين في صندوق النقد، إن "القصة لم تنته بعد"، مشيراً إلى أن البنوك الأوروبية ليست بعيدة عن المشكلات، طالما أن الاتحاد الأوروبي لم يمض قدماً في استكمال الآليات التي تجري مناقشتها منذ فترة طويلة للتعامل مع البنوك المتعثرة.

وعصفت الأزمة منذ بداية شهر مارس/آذار بأربعة بنوك إقليمية في الولايات المتحدة، جرى الاستحواذ على ثلاثة منها لاحقاً من قبل مؤسسات أخرى، وبدعم من السلطات التنظيمية.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون